إن كل يوم يأتي للنور يحمل جديدًا وسواء كان ما يحمله اكتشاف أو اختراع ، أو حتى أحداث هامة فإنه يشغل حيزًا في التاريخ ويملك وقتًا من الزمن ، ويعتبر يوم 14 يوليو 2018م أحد هذه الأيام التي لا يمكن إقصاؤها وضمها لغيرها من الأيام الاعتيادية ، فقد تم في هذا اليوم الكشف عن حدث هام يخص تاريخ فراعنة مصر القدماء وسر خلود أجسادهم .

فقد أعلنت وزارة الآثار المصرية من داخل غرفة الدفن في مقبرة سقارة يوم 14 يوليو 2018م ، أنها اكتشفت ورشة عمل التحنيط وقد تم اكتشافها جنبًا إلى جنب ، مع مكان دفن مشترك يتكون من عدة غرف للدفن ، فقد اكتشف علماء الآثار مؤخرًا ورشة مومياء قديمة ، مكتملة بالتماثيل والجرار والفضة المطلية بالذهب وقناع العقيق .

بالإضافة إلى خمسة مومياوات مع توابيت في مقبرة سقارة ، التي تقع تحت دلتا النيل إلى الغرب من ممفيس ، وقد كانت ورش المومياء القديمة هي الأماكن ، التي يقوم فيها المصريون القدماء بتحنيط وتجهيز الجثث من أجل حياة أخرى في العالم التالي ،  ويأمل علماء الآثار في أن يساعد هذا الاكتشاف الجديد في الكشف بالضبط عن كيفية تمكن المصريين القدماء من الحفاظ على الموتى .

ويقول عالم الآثار رمضان بدري الذي يشغل منصب مدير مشروع مقابر موقع سقارة : نحن نقف أمام منجم للعلم ولدينا زيوت وأكواب قياس وكلهم ​​مصنفين ، ومن هذا يمكننا أن نجد التركيب الكيميائي للزيوت ونكتشف ما هي ، نحن لا نعرف بالضبط كيف تم التحنيط ، لكننا نعرف أنها كانت عملية معقدة تستغرق حوالي 70 يومًا ، حيث يبدأ المعالجون العملية الاحتفالية عن طريق غسل الجسم وإزالة أعضائه الداخلية .

ثم تجفيف الجسم والأعضاء بالملح لمدة 40 يومًا تقريبًا ، وبعد ذلك  يضعون الأعضاء في الجرار الكانوبية ويفركوا الجسم بزيوت غير معروفة ، والتي يأمل علماء الآثار في التعرف عليها من خلال دراسة تلك الأشياء الموجودة في الورشة ، ثم تبدأ عملية طويلة من لف الجسم بشرائط من الكتان .

وقد عثر فريق المنقبين على أقنعة مومياء مذهبة ، وقطع أثرية فرعونية وتماثيل معروضة أمام الهرم المدرج بسقارة ، ويمكن لهذه الاكتشافات أن توضح أيضًا كيف اختلف التحنيط بين فئات المجتمع ، فعلى الرغم من أن الناس من جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية مروا بهذه العملية ، إلا أن  الأثرياء والأشخاص المهمين تلقوا أفضل عملية تحنيط .

كما تم العثور على مقبرة دفن تحتوي على 35 مومياء مع توابيت ، ملاصقة لورشة العمل ويعود تاريخها إلى 404 قبل الميلاد ، وهي فترة تشمل آخر سلالة مصرية والغزو الفارسي لمصر، وهناك العديد من المومياوات التي تم اكتشافها في تلك المقبرة ، فالبعض دفن بلا شيء  والبعض الآخر مدفون بأشياء معتدلة من حيث القيمة ، وآخرون لديهم مقتنيات باهظة الثمن مثل القناع المذهب الذي نعرضه اليوم. ”

وأيضًا القناع المفصل الذي يتضمن عينًا مرسومة لواحدة من المومياوات الخمس الموجودة في الورشة ، حيث كانت تلك المومياء لكاهنة وهي إلهة احتوى تابوتها أيضًا على شبكية مزخرفة ، وصور مذهبة لآلهة أخرى ، ويأتي اكتشاف هذه الورشة بعد عدة أشهر من كشف وزارة الآثار المصرية عن العثور على مقبرة عمرها 4400 عام في مقبرة سقارة .

وتلك المقبرة هي أقدم مدافن في مصر الموحدة ، التي تكونت من مصر العليا والسفلى حوالي عام 3150 قبل الميلاد ، وتأمل الحكومة في أن تساعد هذه الاكتشافات في جذب السياحة الخارجية للبلاد مرة أخرى خاصة أن مصر بها ثلث أثار العالم التي تزيد يومًا بعد يوم ، بعد كم الاكتشافات الكبير الذي يعلن عنه في أوقات مختلفة .

By Lars