أحيانًا تحدث بعض المصادفات الغريبة التي يتم اكتشاف أغرب الأشياء من خلالها ، وهو ما حدث بالفعل مع جماعة من الحطابين في الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك خلال ثمانينات القرن الماضي حيث أن هذه المهنة يجد أصحابها الكثير من الأشياء ، وقد حدث بالفعل في تلك الحقبة أنهم اكتشفوا ظاهرة من أغرب الظواهر .

قصة الكلب الموجود في جذع الشجرة :
أثناء أداء مجموعة من الحطابين التابعين لشركة جورجيا كرافت بالولايات المتحدة لعملهم وجدوا شيئًا غريبًا ، حيث أنهم كانوا يقومون بقطع مجموعة أشجار وهي تحديدًا من أشجار الكستناء الموجودة في جنوب ولاية جورجيا الأمريكية ، وحينما كانوا يقومون بأخذ الجزء العلوي من أحد الأشجار بعد قطعه ؛ اكتشفوا وجود كلب داخل الشجرة .

كانت تلك الشجرة التي بداخلها الكلب مجوفة من الداخل ، فقام الحطابون بقطعها عرضيًا ، فوجدوا الكلب بداخلها مجمد ، مما آثار دهشتهم من ذلك المشهد الغريب ، وبدا الكلب متجهًا إلى أعلى كما ظهرت أنيابه بارزة للغاية .

بدا شكل الكلب وكأنه مات أثناء مقاتلته للخروج من تلك الشجرة ، وقد أثارت تلك الظاهرة فضول الكثيرين من أجل معرفة تفاصيل ذلك الحدث ، كما أصبح لدى العلماء فضول شديد للتوصل إلى تفسير بشأن تلك الواقعة الغريبة .

افترض البعض قصة ذلك الكلب على أنه كلب صيد كان يطارد أحد الحيوانات ، وقام بمتابعته داخل ثقب كبير كان في الشجرة ، فكان يصعد إلى أعلى خلف فريسته ، وكلما صعد إلى أعلى كانت الشجرة تضيق عليه لدرجة لم يستطع معها الخروج مرةً أخرى .

جثة الكلب كما هي :
وأكثر ما أثار الدهشة في هذه القصة هو بقاء جثة الكلب على حالها طيلة كل هذه الأعوام ، ولم تتعرض على الإطلاق للهجوم من أي حيوان آخر ، وقد يرجع ذلك إلى ضيق المكان في الشجرة فلم يتمكن أي حيوان من الوصول إليه ، كما أنه وُجد في مكان مرتفع جدًا بالشجرة ، لذلك لم تشم الحيوانات رائحته لتعرف أن هناك فريسة بالداخل .

وكانت الدهشة الحقيقية أن جثة الكلب لم تتحلل ، وقد تبين أن نوع الشجرة هي التي هيأت كل الظروف لتوفير بيئة مناسبة لتحنيط جثة ذلك الكلب ، حيث أن شجرة الكستناء تحتوي بداخلها على حمض الطنطاليك ، وهو الحمض الذي يُستخدم في تحنيط الحيوانات من أجل عرضها كنوع من أنواع الزينة داخل المحلات .

وقد تم تسريب مادة الطنطاليك من الشجرة لتدخل جثة الكلب ، وذلك ما قد منع حدوث تعفن بجثة الكلب ، كما بقيت الجثة على حالها دون تحلل ، وقد ساعد المحيط الجاف المتوفر داخل الشجرة على الحفاظ على الكلب من جميع العناصر الخارجية .

كما عمل ذلك المحيط الجاف بالشجرة على امتصاص أي رطوبة كانت موجودة بجثة الكلب ، وقد ساعد الهواء الموجود بجذع الشجرة على عمل فراغ يساهم في عملية تجفيف جثة الكلب .

قرر الحطابون أن يأخذوا جثة ذلك الكلب ليتم وضعها داخل المتحف ، وذلك بعدما شاهدوا جثته المحنطة بذلك الشكل الغريب وغير المعتاد ، وهم بذلك يفتحون الأبواب أمام العالم كله ليشاهد تلك الظاهرة العجيبة التي قد لا تتكرر كثيرًا ، حتى يعلم الجميع قصة ذلك الكلب ، وقد أُطلق على الكلب اسم “ستاكي”.

By Lars