كثيرًا نتذكر أفلام الإنمي والمقاتلين ، الذين شاهدناهم في طفولتنا إذا ما ، سمعنا كلمة ساموراي في أية لحظة ، تلك القصص والأفلام التي طالما ، سردت حروب هؤلاء المقاتلين اليابانيين ، وصنعوا بسيوفهم تاريخًا ، يذخر بالدموية والوحشية أيضًا ، ولكن من هم الساموراي أبطل طفولتنا ؟
عاشت مقاطعة ياماتو اليابانية تحت سيطرة مجموعة من العائلات تدعى أوجي ، ومن أجل الاستمرارية في السيطرة على المقاطعة تلك ، قامت العائلة بالاستعانة بمجموعات كبيرة ، من الفلاحين والمرتزقة والعبيد ، وكونت بهم مليشيات وسلحتهم ، لحماية النفوذ السياسي والاقتصادي لتلك العائلة .
ولكن عقب ذلك بفترة قصيرة ، استعانت العائلة بعدد من المقاتلين المحترفين ، بعددٍ أقل ممن سبقوهم ، ولكنهم أكثر مهارة وقدرة على حمايتهم ، وتم إطلاق اسم بوشي عليهم.
ظلت مجموعة البوشي تحمي العائلة ونفوذها ، حتى انقلبوا عليهم عام 1185م ، حيث تمردوا عليهم وقاموا بالاستيلاء على أموال وقصور عائلة الأوجي ، وتم الاستيلاء على السلطة ، وأسسوا حكومة عسكرية لهم ، وأطلقوا عليها اسم الباكوتو .
وقبل أن تتوحد اليابان ، كان البوشي قد كون جيشًا ضخمًا ، اقترب من الثلاثة آلاف من المقاتلين ، وذلك من أجل الدفاع عن دولتهم ، ضد محاولات القضاء عليهم وتوحيد البلاد كافة ، ثم انتهى حكمهم بالقضاء عليهم ، عام 1615م عقب مرور ثلاثة قرون من حكمهم.
بالطبع بعد أن تم القضاء على البوشي ، تولى الجنرال توجاوا مسئولية إدارة البلاد ، وكان في هذا الوقت بحاجة إلى من يحمي السلطة ، حتى لا تعود قوات البوشي ، بمجموعات جديدة تعيد قبضتها على البلاد ، فتم تكوين مجموعة من المقاتلين ، من الفلاحين المتعلمين اليابانيين ، وهكذا ظهر الساموراي مقاتلو اليابان إلى الوجود ، وكانت مهمتهم هي طاعة توجاوا وحده ، طاعة عمياء بدون أي اعتراضات .
تعليم الساموراي ومهامه :
يعد الساموراي هو حلقة الوصل ، بين طبقة الأسياد وطبقة العامة ، بالإضافة إلى عملهم على حماية حضارة اليابان ، وتوازن المجتمع الياباني من أجل استمراريته .
ومن أجل تلك المهام الدقيقة ، والخطرة في الكثير من الأحيان ، كان لابد للساموراي من تلقي تدريبات خاصة ، من أجل التحكم بالنفس وردود الأفعال ، إلى جانب تنمية قيمة التضحية لديهم ، فمنذ نعومة أظفارهم يتعلم الساموراي ، الكثير من المهارات القتالية والفكرية ، على يد مجموعة من المعلمين الصارمين يدعون كوشيجو ، وخلالها يجب على أي ساموراي الالتزام بالقوانين ، وأهمها قانون الواجب .
كما يتعلم الساموراي ، كيفية التحكم بالجسد والروح ، وأيضًا تحمل الأذى والظروف القاسية ، التي يمكن عن طريقها أن يواجه الموت ، والذي يكون شرفًا للساموراي ، إذا ما واجهه يومًا فهو طريق الكرامة والمجد بالنسبة له .
كما يتعلم الساموراي كيفية احترام ، كافة الديانات والآلهة وتقديس الأرواح ، كما يقدم فروض الولاء والطاعة ، بالمشاركة في أغلب الاحتفالات والطقوس الدينية ، التي تقام من أجل تلك الأرواح ، حيث يعتقد اليابانيون أن هذه الاحتفالات ، تحميهم من الأرواح الشريرة .
وعقب بلوغ الساموراي الخامسة عشرة من عمره ، تقل واجباته تجاه معلميه ويبدأ في التصرف ، وفقًا لميوله الخاصة وكيانه المنفرد ، ولكن مع الالتزام اليومي بالتدريب طيلة حياته .
نهاية مقاتلو اليابان :
انتهت جماعة الساموراي وطقوسها ، على يد القائد الأمريكي ماثيو برري ، والذي كان قد استعان به إمبراطور اليابان ، للتخلص من نفوذ الساموراي بها ، فخاض الطرفين معركة غير متكافئة ، أدت إلى هزيمة الساموراي اليابانيين ، وتجريدهم من أسلحتهم وألقابهم وامتيازاتهم الخاصة ، وذلك في عام 1876م .