تقع بركة دون خوان في الجزء السفلي من العالم في الصحراء القطبية المتجمدة الجنوبية ، وهي بركة تمتاز بالغرابة الشديدة كثيرة الملوحة أما عمقها فعدة بوصات ، تظل البركة بحالتها السائلة بالرغم من درجة الحرارة شديدة الإنخفاض لـ 50 تحت الصفر ، وعلى مدار السنين شكل الملح المتواجد في البركة لغز جيوكيميائيّاً منذ أن تم اكتشافها عام 1960م ، تم تسمية البركة على اسم أحد الطياري الرحلات الاستطلاعية .
قال العلماء أن البركة تتغذى على المياه الجوفية العميقة ، ولكن في دراسة بحثية عام 2013م قالت أن الأملاح من مصدر ضحل وتعد تلك المنطقة من الكرة الأرضية أقرب النظائر لكوكب المريخ ، لهذا فإن فهم العلماء لكيفية تدفق المياة للبركة والمنطقة التي تحيط بها قد يساعدهم على فهم السلوك المشابه على كوكب المريخ ، 95% من الملح المتواجد بالبركة يحتوي على كلوريد الكالسيوم وهذا يخفض بدرجة كبيرة من تجمد المياة ويساعد على بقاء البركة بحالتها السائلة حتى أيام الشتاء القارص .
ويجعل هذا الملح من الماء أكثر كثافة ولزوجة من المياة في البحار وعلى الشواطئ فيعطيها درجة لزوجة مثل الزيت ، ويُرجح العلماء أن ملوحة البركة مرتفعة جدًا بسبب أن معدل التبخر يرتفع في البيئة الجافة بوديان McMurdo ، وأيضًا لقدرة كلوريد الكالسيوم على تشكيل المحاليل المركزة وهذا هو سبب نقاء هذه البركة كيميائيًا ، تم استخدام تقنية التصوير الفوتوغرافي على فترات لمراقبة المياة وتدفقها حول البركة ، وانتهت الملاحظة أن كلوريد الكالسيوم المتواجد في التربة يمتص المياة من الغلاف الجوي ، وذلك عند وصول الرطوبة إلى ذروتها .
وظهرت المياة على هيئة خطوط داكنة من الأرض على المنحدرات قرب البركة ، وقال العلماء أن الذوبان الدوري للثلوج سبب في وصول الأملاح للبركة وأكد الباحثون أن المياة المالحة تتراكم عبر التراب المتجمد وتتفاعل مع المعادن المحيطة بطريقة تنتج أعمدة من كلوريد الكالسيوم ، وتحتاج العملية لآلاف السنين إلى عشرات الألاف من السنين ، في حين قالت دراسة 2015م أن مياة البركة مستمرة التدفق وهذا يشير أن نظام المياة الجوفية يتغزى على بحيرة أخرى من الوديان الغنية بكلوريد الكالسيوم ، ومازال العلماء يأخذون عينات من حول تلك البحيرة الغريبة للعثور على مزيد من مصادر الأملاح وإمكانية ارتباطها بالمياة الجوفية أملًا في إيجاد تفسير موازي لما هو عليه كوكب المريخ ..