يعبر الفن في كل زمان ومكان عن حال الأماكن والأشخاص وتُخلد لوحة برج بابل اسطورة وما تحمل من رمزية فنية راقية وتاريخية أيضًا ، رسم اللوحة الفنان بيتير بروجل ذي إدلر في القرن السادس عشر الميلادي بالتحديد في العام 1536م وهي موجودة حاليًا في متحف بوينمانز فان بوينينغن ، تضمنت اللوحة عددًا من الرموز والمعان الإنسانية للصراع الأزلي بين غرور الإنسان والرغبة في الخلود .
اهتم الفنان بالتفاصيل التي ظهرت جليًا فالبرج يناطح السحاب ليعكس رغبة الإنسان في الخلود وتحدي الآلهة وعدم اكتمال الأجزاء العلوية من البرج ليتوافق مع الأسطورة لأن البرج لم يكتمل بسبب مشئية الآلهة على اختلاف المسميات الخاصة بها ، وعلى الجانب الأخر من اللوحة نشاهد بحر وقوارب صغيرة ترمز للمنشأ التاريخي لهذه القصة بعد الطوفان العظيم ليجسد البرج محاولة الإنسان المتبقية للعودة والنهوض من جديد .
وتعتبر تلك الأسطورة الخاصة ببرج بابل واحدة من أكثر القصص امتاع والخلاصة تشير أن البشر منذ قديم الأزمان تحدثوا بنفس اللغة ، استوطنوا بلاد الرافدين وقرورا بناء برج لي يصل للسماء عاكسين محاولات الإنسان الأولى منذ الأزل لتخليد اسمه ولكن مشيئة الألهة جاءت في اتجاه معاكس فلم يتم إكمال البرج ولا المدينة ، القصة حقيقية تاريخية متواجده في عدد من الكتب الدينية ، يتوقع وجود آثار تدل على وجود هذا البرج ولكن لم يجد أو يعثر العلماء على أي شيء ، ولكن يعتقد المؤرخون أن الأقرب هو Etemenanki of Babylon المخصص لعبادة مردوخ أحد الألهة عند البابليين وكان هو الملهم لبناء البرج .
ولعظمة ذلك المعلم فكان من المتوقع استخدامه في أسطورة بابل ، ولكن على أي حال تلك القصة تم ذكرها بصورة رمزية ترمز لغرور الإنسان ويرمز الملاط المستخدم في البناء للزهو والتكبر ، ويمكن أيضًا أن يرمز لخطيئة الإنسان في وضع قدراته ويرمز البرج لمقدرة الإنسان وانجازاته ، والبعض قال إن رمزية القصة هي التحذير من الغرور والخطئية ، ويتم استخدام عدد من الأساطير لتفسير العديد من الحالات فمثل الأسطورة الهندية تقول أن الخالق أعطى ألوانًا كثيرة من الماء للبشر لكي يشربوه ونتيجة لذلك يتحدث الناس بلغات مختلفة .