يوجد العديد من الصحاري الممتدة في أرجاء العالم كله ، ولكل صحراء طبيعتها الخاصة من حيث المساحة والمناخ والسكان ؛ وغير ذلك من طبيعة الحياة بها ، ومن تلك الصحاري صحراء النقب التي تقع غرب آسيا وتُعتبر على المستوى الجغرافي منطقة تنتمي إلى شبه جزيرة سيناء ، ويحدها من جهة الشرق الصدع الآسيوي الأفريقي المتمثل في وادي عربة .

يقطن بتلك الصحراء عدد كبير من البدو ؛ يبلغ نصف عدد إجمالي سكانها ؛ وقد عاشوا بها بعد وقوع حرب 1948م ، ويعيش بها العديد من القبائل العربية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصلات اجتماعية مع قبائل سيناء والأردن وشبه الجزيرة العربية ، وأشهر العشائر والقبائل بالنقب هم من سلالة العزازمة والتياها والترابين والقديرات ؛ وبعض القبائل الأخرى .

تصل مساحة صحراء النقب إلى 14.000 كيلو متر مربع ، ويتميز المناخ الصحراوي بها بقلة سقوط الأمطار ؛ كما تنخفض الرطوبة ويوجد تباين قوي بين درجتي الحرارة ليلًا ونهارًا ، تصل درجة حرارتها في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية ؛ بينما تنخفض للغاية في فصل الشتاء لتكون 7 درجة مئوية فقط .

أنشأ العرب العديد من المدن والقرى ليعيشوا بها داخل النقب ؛ حيث أسسوا أكثر من عشرة مدن مثل مدينة رهط وشكيب وحورة وتل السبع ، ومائة وستين قرية مثل بئر هداج ، ويصل عدد السكان من البدو داخل صحراء النقب 317 ألف مواطن ؛ وهو ما يعادل نصف العدد الكلي من سكان النقب ؛ ونحو ثلث عدد السكان الموجودين بمنطقة الجنوب الإدارية .

ذكر التاريخ أن العديد من القبائل البدوية أمثال المدينيين والهكسوس والعرب والنبط وغيرهم قد عاشوا في تلك الصحراء ، وتُعتبر مساحة النقب أوسع من مساحة الأراضي الكنعانية التاريخية ، كان يحكم النقب أثناء فترة الحكم العثماني أمراء من قبيلة الترابين وشيوخ من بعض القبائل الأخرى مثل العزازمة والتياها .

قامت قبيلة العزازمة ببيع ألف دونم من النقب إلى الحكومة العثمانية ؛ وذلك لتوزعها على البدو المستوطنين بها ؛ لتقوم بإنشاء قضاء يخصهم وحدهم ، وقد سكن النقب نحو 95 عشيرة من البدو وتُقسم إلى سبعة قبائل ؛ منها أربعة عددهم كبير وهم : العزازمة والتياها والجبارات والترابين ، وهناك ثلاثة قبائل أخرى عددهم متوسط وهم : السعيدين والحناجرة والأحيوات .

ينتشر تعدد الزوجات بشكل كبير بين القبائل البدوية ، كما تستطيع الأم البدوية أن تنجب عددًا كبيرًا من الأبناء قد يصل إلى 12 ابن ، ويقل انتشار مرض السرطان بين تلك القبائل البدوية ؛ وربما ذلك بسبب طعامهم الصحي الذي يخلو من أي مواد حافظة ، والسبب الرئيسي لموت كبار السن عندهم هو الإصابة بمرض السكري .

يوجد بالنقب نوع من الحيوانات يُعرف باسم الوعل وهو الماعز الجبلية ، كما يعيش بها العديد من الحيوانات الأخرى أمثال الأرنب البري ؛ والنمر العربي ؛ والغزال العربي ؛ والمها العربية ؛ وقط الأدغال ؛ والوشق ؛ والضبع ؛ وغيرهم العديد من الحيوانات .

وتُعتبر غالبية الحيوانات البرية المتواجدة في النقب تعيش في أماكن أخرى في العالم ، والكثير من تلك الحيوانات قد تكيف مع المناخ الصحراوي ، والأغلبية العظمى من الثدييات يكون نشاطها ليلي ؛ حيث أن درجات الحرارة المرتفعة في ساعات النهار تجعلها غير قادرة على العمل ؛ كما تستطيع تلك الحيوانات أن تكتفي بالقليل من الماء .

أشارت التقارير التي تم القيام بها من أجل الفحص الجيني ؛ أن الغالبية المنتشرة من السكان بالنقب يعودون إلى سلالات قادمة من جنوب المملكة واليمن ؛ حيث ترتبط تلك السلالات بالمواطنين الأصليين المتواجدين بشبه الجزيرة العربية .

By Lars