بجوار قلعة غرونبيرغ في بوهيميا كان يسكن شقيقين من عائلة كليمويتا الشهيرة ، أحدهما يدعى ستاغلو والأخر يدعى شروديس ، وقد حدث أن وقع خلاف بين الأخوين على تركة والدهما ، فالإبن الأكبر كان يرى أنه لا بد أن يرث التركة كلها تبعًا للعرف المتبع في بعض البلدان ، بينما الابن الأصغر رفض هذا ، وكان يطالب بتقسيم الممتلكات بينهما بالتساوي .
وكانت شقيقة الأميرة ليبوتشا فيشيد تتواجد في المحكمة في تلك الأثناء ، فأعربت عن رغبتها في تدخل الأميرة الحاكمة لتسوية النزاع بين الشقيقين ، وبالفعل استجابت الأميرة لرغبتها وقررت قرارًا جريئًا يخالف العرف المتبع حينها ، بأن يتشارك الأخوين التركة معًا بنسب مختلفة ، أو تقسم التركة كلها إلى أسهم متساوية توزع عليهما بالتساوي .
وقد جاء جميع أمراء البلاد من كل صوب وحدب للاستماع إلى قرار الأميرة ، وكان من بينهم بونجيل هاديو أشجع فرسان بوهيميا ، بالإضافة إلى الأخوين ستاغلو وشروديس اللذان تواجدا بطبيعة الحال لسماع قرار الأميرة في قضيتهما .
كانت الأميرة تقف مرتدية روبها الأبيض أمام شعبها ، وهي تصدر القرار الحاسم وكان الأخوين أصحاب القضية يقفان في الجوار ، حينما نطقت الأميرة بكلامها الأخير غضب الفارس كروديس وهو الأخ الأكبر الذي ادعى حق التركة لنفسه ، وأخذ يسخر من حكم الأميرة وهو يقول مخاطبًا الجموع الواقفة : الناس الفقراء هم من يقبلون أن تحكمهم فتاة .
فحزنت الأميرة بشدة لسماعها مثل هذا الكلام ، وقالت على الفور من اليوم لن أحكم وحدي ، اختاروا لي زوجًا أيها الناس ، ومهما كان من تختاروه سألتزم بقراركم ، فوقع اختيار الشعب على الفارس النبيل بونجيل هاديو أشجع فرسان بوهيميا ، فتقدمت الأميرة نحوه ومدت يدها له لأخذ موافقته على الزواج بها ، فوافق الفارس الشجاع ومنذ ذلك الحين تغير حظه ، وأصبح واحدًا من النبلاء العظام وزوجًا للأميرة الحاكمة .
وقد تم اكتشاف هذه القصة عام 1817م ، حينما تم العثور عليها مكتوبة في مخطوطة قديمة ، لا يعرف أحد كم من الوقت مضى على وجودها بين الوثائق القديمة الأخرى ، التي اصطفت أحداثها بين جدران قاعة المحكمة في قلعة غرونبيرغ القديمة في بوهيميا .
وهذه المخطوطة ما زالت حتى وقتنا هذا ، تقبع في متحف كبير في براغ ، وإن حالفك الحظ وذهبت يومًا إلى هناك ، ستجدها بين العديد من الوثائق التاريخية التي توثق بعض المواقف والأحداث القديمة لأسر النبلاء والملوك .