للفن دائمًا جانب مشرق يتجسد على أرض الواقع بأيدي صانعيه ، فمعظمنا يحب التماثيل وينبهر بها ويتأملها كثيرًا ، وما يبهره حقًا هو قدرة الفنان على صياغة أفكاره ومعتقداته ، وتجسيدها في تلك الصورة التي يخرج بها التمثال .

ولكل تمثال قصة يرويها وجوده ، فبمدينة ايوا يقبع هناك تمثال له جناحان أطلق عليه الملاك الأسود ، وذلك لما شاع عنه أنه تمثال ملعون ، ويقف هذا التمثال شامخًا في مقبرة أوكلاند بوسط ايوا سيتى ، بينما ترقد أسفله مقبرة لثلاثة أشخاص هم امرأة وزوجها وابنها .

ولهذا التمثال تصميم غريب ، فهو ذو أجنحة سوداء وينظر برأسه لأسفل ، على عكس ما هو سائد ، فمعظم تصاميم التماثيل ذات الأجنحة رؤؤسها تنظر لأعلى ، ولكن هذا التمثال ينظر إلى أسفل وكأنه ينظر إلى الجحيم ، كما أنه يحمل تعابير مزعجة على وجهه ، بجفون متدلية مع عيون باردة غريبة المظهر .

البعض يعتقد أن هذا أمر عادى ولكن أولئك الذين يزورون المقبرة باستمرار ، يقولون أنهم يشعرون بعدم الارتياح في محيط المكان الذي يتواجد به التمثال ، ويدعون أن عيون التمثال تتابعهم أينما ذهبوا ، كما أن تعابير وجهه تزداد غضبًا أثناء وجودهم .

والجدير بالذكر أن بناء تمثال الملاك الأسود تم من قبل امرأة غامضة تدعى تيريزا دوليزال فلديفيرت ، توفى ابنها إدى البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا في سنة 1891م ودفن فى مقبرة أوكلاند .

وبعد ذلك بوقت قصير تزوجت من رجلًا يدعى نيكولاس فليديفرت ، توفي هو الأخر في حادث مأساوي بعد بضع سنوات ، وذك في حدود العام 1911م ، و بعد وفاته قامت تيريزا بتصميم ذلك التمثال ، ووضعه فوق مقبرة ابنها وزوجها عام 1912م .

ووفقا للأسطورة عندما توفيت تيريزا عام 1924 ، تم حرق جثتها ووضع رماد جثتها تحت  نفس التمثال ، وفي نفس يوم وفاتها وأثناء الجنازة قامت عاصفة غريبة تحمل البرق والرعد على متنها ، فتحول المأتم إلى هرج ومرج شديد ، والغريب هو ما شاع عن أن تيريزا امرأة شريرة جدًا قتلت ابنها وزوجها .

كما تقول الأسطورة أيضًا أنه في  كل عام في عيد القديسين ، يتحول تمثال الملاك الأسود إلى ظلام قاتم ، وكأنه يذكر الشعب بأن تيريزا قاتلة ويعتقد البعض أن روح الشر لا تزال تطارد التمثال .

وقد أصبح هذا التمثال مصدرًا للغموض والشر حيث تقول الأسطورة أنك إن نظرت إليه مباشرة ، وركزت في عينه قد تصاب بمرض غير قابل للشفاء ، ويقال أن هناك فتاة تعثرت ليلًا في التمثال ، فأصيبت بمرض غريب وتوفيت بعد عدة أسابيع فقط ، كما أن أي شخص حاول تخريب هذا التمثال مات على الفور !! .

وهناك العديد والعديد من القصص عن أناس لمسوا الملاك ، وتوفوا في وقت لاحق وأغلبهم يموتون بطريقة غريبة وأحد تلك القصص ، أنه كان هناك أربعه أولاد قرروا أن يختبروا أسطورة هذا التمثال ، وذهبوا في ليلة مظلمة واقتحموا المقبرة ، وتناوبوا التبول على النصب وهم يضحكون طوال الوقت ويشربون ، وبعد ذلك بوقت قليل وأثناء عودتهم في الطريق ، انقلبت سيارتهم بطريقة غريبة ومات الأربعة محترقين داخل السيارة .

وفى ليلة أخرى قرر شاب أن يقتص الإبهام الخاص بتمثال الملاك ، وهو من البرونز فذهب إلى المقبرة ليقطعه وبالفعل اقتحم المقبرة وقطعة ، ولكن ما حدث بعد ذلك أن هذا الرجل فقد عقله ، ووجدت جثته عائمة في نهر شيكاغو .

وكان سبب الوفاة هو الخنق وكانت هناك أحد الأدلة على جسمه وهى بصمة سوداء كبيرة على رقبته ، وبعد بضعة أيام تم العثور على تلك القطعة السوداء من البرونز ملقاة على قاعدة تمثال الملاك الأسود .

By Lars