ذكرنا في مقالة سابقة بشأن الملكة مقطوعة الرأس ، آن بولين والتي أحبها الملك هنري الثامن ملك انجلترا ، ومن أجل أن يحقق أغراضه في الزواج منها ، عمل على تقسيم الكنيسة ، وإنشاء كنيسة موازية تحت إمرته ، عملت على تقسيم الكنيسة ، بحجة أن البابا في هذا الوقت كان يتدخل في الشئون الدنيوية ، ويتدخل دائمًا في الحكم .

ومن ثم أعلن هنري الثامن أنه رأس الكنيسة آنذاك ، وأتمم زواجه من آن بولين عقب عدة أعوام ، بعد أن هيأ الأمور طمعًا في إنجاب وريثًا للعرش ، حيث أنجبت زوجته الملكة كاثرين أراجون طفلاً ذكرًا توفى في عمر مبكرة ، وابنة هي الأميرة ماري .

لم يكن الملك هنري يتورع عن إنكار أبنائه ، فقد تنكر من ابنته ماري عقب أن فسخ الزواج من والدتها الملكة أراجون ، خاصة بعد زواجه من آن بولين ، والتي لم تنجح سوى في إنجاب طفلة ، تم تعميدها باسم إليزابيث ولم تنجح في إنجاب الوريث له ، فقان بالتنكر من ابنته وادعى أنها جاءت من علاقة زنا ، اتهم فيها زوجته آن بولين بزنا المحارم مع شقيقها ، وتم إعدامهما بقطع رأسيهما في برج لندن .

نجح الملك هنري الثامن في التحرر من زواجه ، ليكرر الأمر ويتزوج من جديد ، بالملكة جين سيمور وتحقق له حلمه الكبير ، في إنجاب وريث العرش ، عندما وضعت له زوجته ابنهما إدوارد ، ثم ماتت عقب الولادة باثني عشر يومًا .

توالت زيجات الملك هنري الثامن ، حتى توفى عن عمر يناهز الخامسة والخمسين عامًا ، في قصر هوايت هول عام 1547م ، وكان قبل وفاته قد أعاد ابنتيه ماري وإليزابيث إلى العرش مرة أخرى ، إلى جوار ابنه الأمير إدوارد على الرغم ، من استنكاره ونفي كونهما ابنتان شرعيتان .

كانت إليزابيث هي الثالثة بين أشقائها ، في تولي العرش ، حيث تم تنصيب الأمير إدوارد لتولي العرش ، عقب وفاة والده ولكن أصاب الأمير ، مرض السل وتوفى عن عمر ناهز الخامسة عشر عامًا ليلحق بوالده ، وتتولى الأميرة جين جراي العرش خلفًا له ، وهي إحدى الأميرات من ناحية عمة الأمير إدوارد ، ولكن الأميرة ماري قامت بعزلها وقتلها ، لتلحق بمن سبقنها من الملكات ، وتتولى هي العرش لتنصب بذلك الملكة ماري الأولى على العرش .

تولت الملكة ماري الحكم لخمسة أعوام عجاف ، كانت تمتلئ بالصراعات الدينية ، ولم تنجح الملكة في إنجاب وليًا للعهد ، وماتت قبل أن تحصل على هذا الوريث ، فآل الحكم إلى شقيقتها الثالثة الملكة إليزابيث .

تربت إليزالبيث بعد أن اتهمت والدتها بزنا المحارم ، في مدينة تدعى بيزلي وعاشت بها بعيدًا عن والدها ،  ويقال أن الأميرة الصغيرة التي تربت يتيمة الأم ، كان يرافقها داخل القصر صبي من نسل العائلة الملكية أيضًا ، لا يعرف عنه التاريخ اسمه ، ويقال بأن الأميرة قد سقطت فريسة للمرض وفارقت الحياة مبكرًا .

ولما كان الملك هنري متجبرًا حيث لم يتورع عن قتل إحدى زوجاته ، واتهامها بالزنا من قبل ، فبالتأكيد لم يكن ليغفر للخدم وفاة ابنته ، وبالتالي كان لابد لهم من المخاطرة بكل شيء ، وإخفاء الأمر عن الملك ، وهنا تم إلباس الأمير أو الصبي من الدماء الملكية الذي تربى معها ، ثيابها حتى يراه الملك ويظنه ابنته ، نظرًا لأنه لا يراها سوى مرات قليلة للغاية ، وكذلك الصبي يشبه الفتاة إلى حد كبير للغاية .

بالطبع توقع الخدم ألأن يأتي الملك ويذهب سريعًا ، مثل كل مرة ولكنه هذه المرة جاء وذهب ، ولكنه أخذ برفقته ابنته التي لم تكن سوى صبي بيزلي ! بالطبع أسقط في أيدي الخدم وطلبوا من الصبي ، ألا يفصح عن هويته حتى لا يواجه سيف الجلاد ، فصمت حتى وجد نفسه يعتلي عرش انجلترا باسم الملكة إليزابيث الأولى .

دلائل القصة :
بالطبع شكك الكثيرون في صحة تلك الرواية ولكن ساق العديد ممن يؤمنون بها ، عدة دلائل على صحة أقوالهم وروايتهم ، وهي أن الملكة إليزابيث قد رفضت الزواج تمامًا ، حتى وفاتها وعدم سعيها للحصول على وريث للعرش .

لتضطر إلى ترك العرش إلى ابن غريمتها ، ماري ستيوارت ملكة اسكتلندا ، ولكن البعض شكك في صحة تلك الرواية ، نظرًا لأن الملكة إليزابيث كان معروف عنها ، بأنها قد أقامت العديد من العلاقات مع الكثير من الشباب ، وكان من بينهم شقيق زوجة أبيها ، حتى أن علاقتهما قد افتضحت بشدة وأخذت منحى غير مهذب ، مما اضطر شقيقها لقطع رأس خاله للتخلص من تلك الفضيحة .

الأمر الثاني في قصة صبي بيزلي ، هو المساحيق التجميلية التي كانت تضعها الملكة إليزابيث ، حيث عرف عنها حرصها على وضع كميات كبيرة من المساحيق ، وأنها كانت حريصة على ارتداء ملابس مغلقة وتغطي ، منطقتي الصدر والرقبة .

ولكن المشككون ، روجوا صورًا للملكة كانت مفتوحة الصدر والرقبة ، ولا تغطيهما في محاولة للكشف أنها سيدة ولم تكن صبيًا ، يخفي تفاحة آدم ، أيضًا المساحيق كانت لإخفاء الندوب التي تركها ، مرض الجدري الذي أصيبت به في صغرها .

By Lars