أوتزي هو مومياء من فترة العصر النحاسي أو من أواخر العصر الحجري الحديث عام 3400 قبل الميلاد ، وذلك حسب تصنيف علماء الآثار بعدد من الدول الأوربية ، ثم العثور عليه بالصدفة عام 1991م من قبل الزوجان أيريكا وهلموت سيمون في منطقة هاوسلابيوخ على الحدود بين النمسا وإيطاليا .
بلغ طول المومياء 160سم أما وزنها فكان 45 كيلو جرام ، وقال العلماء أنه توفى بعمر الخمس والأربعون عامًا وظلت الممياء محفوظة لمدة 5300 عام ، ويرجع ذلك بسبب ظروف الجو القاسي باستثناء التصلب والانكماش الذي حدث للمومياء (الجثة) مع مرور الأزمان فقد احتفظت بكثير من ملامحها الأصلية .
أطلق علماء النمسا عليه اسم أوتزي وذلك نسبًا إلى لوادي أوتزتال ، حيث تعد المومياء أقدم المومياوات البشرية التي عرفها العالم ، وتتواجد اليوم في متحف جنوب تيرول للآثار في في بولزانو بإيطاليا بغرفة مبردة تنخفض حرارتها ستة درجات تحت الصفر ، أما معدل الرطوبة 98 % ، وجد الباحثون والعلماء رأس سهم استقر بالقرب من الرئة اليسرى للمومياء واخترق السهم الكتف اليسرى وقطع أحد الشرايين مما أدى لحدوث نزيف داخلي حاد وقاتل ، وقد توصل العلماء بالأدوات الحديثة أن تلك الجريمة لتعود لنحو خمسين قرن من عمر الزمان .
أيضًا توصل العلماء أن جريمة القتل تمت بفصل الربيع بسبب حبيبات البوغالتي وجدها العلماء على المومياء حيث كانت سليمة وكاملة ، مما يدل على أن الرجل كان قد التقطها مباشرة بعد الإزهار قبيل الصيف ، وقد تبين عند تحليل بقايا الدم المتواجدة على السهام أنها تعود لشخصين مختلفين ، والدم الملطخ على السكين يعود لشخص أخر ثالث ، أما الدم المتواجد على المعطف فهو يعود لشخص أخر رابع ، مما استدعى القول أن الرجل قد دخل في صراع عنيف واشترك معه عدة فرق مما أدى بإصابته بسهم أودى بحياته .
وكان الرجل يرتدي قبعة مصنوعة من الفراء وسترة وسروال من جلد الأغنام وحذاء مصنوع من جلد الدب والفراء كان مبطنً بالعشب أيضًا تم العثور على فأس نحاسي النصل وسهام ، وبالبحث في أمعاء المومياء عثر على وجبتين كان قد تناولهما قبل أن يموت من لحم الغزال البري والمواد المغذية والحبوب ، وقد حرص العلماء بعدم الإضرار بالجثة ، وقد حدث نزاع سياسي كبير على أحقية الجثة فقد عثر عليها داخل إيطاليا على بعد عدة أمتار من حدودها من النمسا .