يذخر كوكبنا الكبير بالعديد من الأماكن ، الطبيعية والغريبة في آن واحد ، تلك الأماكن التي مثّلت لغزًا محيرًا للكثير من العلماء ، على مدار سنوات طويلة ، تم بذل الجهد والمال لفك غموضها ، أو شفرتها بالتحقيق والدراسة ، ولكنها ظلت دون تفسير منطقي ، مما جعلها أرضًا خصبة للأساطير والخرافات خاصة في المجتمعات المحلية الضيقة ، حيث ذهب البعض أحيانًا لاعتبارها جزء من العالم الآخر ، الخاص بالجان والأرواح ، والبعض الآخر ظنها منفذًا لعوالم فضائية مختلفة .
حزام الصمت هو أحد تلك الأماكن الغامضة ، حيث يتصور البعض بأن العزلة عن البشر والتكنولوجيا ملاذًا جيدًا للاسترخاء ، والشعور بالراحة بينما الأمر بالنسبة لحزام الصمت ليس هكذا .
يقع حزام الصمت في شمال المكسيك ، في صحارى مابيمي حيث السكون لتام ، فلا إشارات لاسلكية أو اتصالات أو حتى وسائل مواصلات ، لا وجود للمشال أو الجنوب ، تدور البوصلة حول نفسها دون اتجاه واضح ، ولا إشارة للهاتف وأخيرًا انقطاع تام عن العالم الخارجي ، إذا ما ذهبت إلى هذا المكان .
في عام 1970م أرادت جهة حكومية اختبار صاروخًا ، كان قد تم إعداده وتجهيزه للانطلاق من إحدى القواعد العسكرية الأمريكية ، صاروخ أثينا الذي يحتوي على كم هائل من عنصر الكوبالت ، وكان من المقرر أن يمر هذا الصاروخ عقب انطلاقه ، على منطقة حزام الصمت ليعبرها ويستكمل مسيرته نحو الهدف المحدد له .
ولكن حدث ما هو غير متوقع ، فعقب انطلاق الصاروخ لم يسقط في الوجهة المحددة له ، بل حدث أن غيّر الصاروخ مساره من تلقاء نفسه ، نحو منطقة حزام الصمت ليسقط بها وينفجر !
ولم تلك الحادثة هي الوحيدة التي وقعت في تلك المنطقة ، فعقب مرور عدة أعوام على هذا الحادث ، وأثناء تمشيط تلك المنطقة عثر العلماء على بقايا صاروخ آخر ، يدعى ساتورن كان قد سقط أيضًا في تلك المنطقة .
وبالبحث انطلقت رحلة استكشافية لتلك المنطقة ، مكونة من مجموعة من العلماء ولكنهم عند وصولهم إلى حزام الصمت ، تعطلت كافة الأجهزة الاتصالية والالكترونية لديهم ، وانقطعت الاتصالات بينهم وبين القاعدة والجهة التي انطلقوا منها ، لإفادتهم بما هو جديد ، كما وجدوا بقايا للعديد من الشهب التي سقطت في هذا المكان .
وجدير بالذكر ، أن منطقة حزام الصمت ، تقع على نفس خط العرض الذي يقع عليه ، مثلث برمودا ، عقب حادثتي صاروخي أثينا وساتورن ، صار المكان أو تلك البقعة تحديدًا مزارًا وملاذاً جيدًا للباحثين عن الظواهر والأمور الخارقة ، وكافة المستكشفين الذين أرادوا أن يتوصلوا إلى إجابات لتساؤلاتهم بشأن هذا المكان ، فما حدث هو أنهم قد عادوا بأسئلة أكثر .
فعندما وصلت إحدى المجموعات الاستكشافية لهذا المكان ، وجدوا كم ضخم جدًا من الحيوانات التي نفقت بطريقة غريبة ، وقد ظن البعض أن ما حدث كان عن طريق حيوانات مفترسة ، ولكن الحيوانات المفترسة لا تقتل كل هذا الكم بتلك الطريقة .
بالإضافة إلى أن الطيور المهاجرة معروف عنها ، أنها تحدد اتجاهاتها بدقة بالغة ولكن ما أن تبلغ مجموعات الطيور تلك المنطقة ، حتى تضل طريقها وتختفي تمامًا ، وكان في إحدى المجموعات المستكشفة شخص يصطحب كلبه ، وما أن بلغوا المكان المقصود حتى بدأ الكلب في نباح طويل ، وكأنه رأى ما أخافه بشدة ، ثم انطلق يركض خارج المنطقة واختفى تمامًا .
كما اكتشف المستكشفون أن السلاحف إذا ما وضعت في تلك المنطقة ، حتى تنقلب على ظهرها ، وآخر مجموعة كانت تقبع في المكان ، لم يلبثوا سوى ثلاثة أيام عانوا خلالها ، من الإعياء الشديد والدوار ، والهلاوس السمعية والبصرية ، كما أن منظر السماء ليلاً يتحول إلى قطعة مخيفة للغاية بسبب الشكل العام ، للأجرام السماوية في كبد السماء .