اشارات المرور ذلك الاختراع الذي ساهم بشكل كبير في النظام المروري ، حيث تنقذ الإشارات الضوئية نحو 10 الآلاف شخص سنوياً ، وتساعد في ضبط حركة سير وسائل النقل المختلفة ووسائل المواصلات بل والمشاة ، كما ساهم ذلك الاختراع في ضمان سلامة الركاب ، فلك أن تتخير كيف ستكون الحركة في الشوارع بدون إشارات المرور ، وكم الفوضى الذي كان سيعم في المدن بدونها .

وتعود اكتشاف الإشارات التي تضاء ذاتيًا بمجرد انعكاس ضوء السيارة عليها ، إلى قصة شهيرة تحكي أن كان هناك رجل بريطاني يستقل سياراته وسط الظلام ، وكاد ينجرف من حافة جبلية ، لولا أنقذته عيون القطة .

حيث كانت هناك قطة تقف على حافة الطريق ، وانعكس ضوء السيارة في عيني القطة التي لمعت ، وظهر المنعطف الخطر ، وسبب لمعان عين القطة هو وجود ما يشبه المرآه العاكسة خلف العين.

ومن هنا تم ابتكار عدسات محدبة خلفها مرآة من الألمونيوم توضع على قالب حديدي في الطريق ، وحين يسقط عليها ضوء السيارة تلمع ويظهر ما عليها ، وفي عام 1935م تم إنشاء أول مصنع لتصنيع ذلك النوع من اللافتات المرورية والتي تسمى عيون القطط.

ويرجع ابتكار أول إشارة مرور إلى الرومان ، حيث صنعوا أعمدة كبيرة من الحجارة تسمى ملياريس توضع فى تقاطع الطرق ، ويوضح عليها الاتجاهات والمسافات بين المدن وبعضها ، أو بين المدن والقرى .

ويعود ذلك الاسم نسبة إلى كلمة ميل التي استخدمت كوحدة القياس الشائعة في قياس المسافات ، وفي القرن الخامس عشر تم استعمال إشارات المرور على مسافات منتظمة ، حيث كل ميل توضع إشارة مرور .

وفي القرن التاسع عشر ابتكر جون بيك نايت ، وهو مهندس سكك حديدية في بريطانيا ، أول إشارة مرور ضوئية ، وكان مقرها هو البرلمان البريطاني ، وكانت فكرته في صنعها حيث كان يعم الغيوم والضباب المدينة ، فيتعذر الرؤية ليلًا .

وكانت تلك الإشارة عبارة عن عمود طويل من الحديد يبلغ ارتفاعه 23 قدم ، ولكن كانت تلك الإشارة يتحكم في عملها رجل المرور ، ولم تكن تعمل بشكل آلى ، ولكن لم تعمل بشكل جيد ، وتعرضت للتلف بعد عامان من تشغيلها .

ولذا دعت الحاجة إلى سرعة ابتكار وسيلة أخرى ، خاصة بعد اختراع الدراجات الهوائية وارتفاع نسبة الحوادث بين الدراجات والسيارات ، وتم ابتكار لوحات التنبيه والتحذير التي كتبت ووضعت على المنحدرات والطرق .

وفي عام 1843م تم ابتكار فكرة الإشارات الأرضية ، مثل الخطوط المرسومة وكانت عبارة عن حجارة بيضاء توضع على شكل خط مستقيم ، ثم في عام 1914م تم ابتكار أول إشارة ضوئية تعمل بشكل إلكتروني.

وكانت عبارة عن اللون الأحمر والأخضر وذلك عام 1920م ، ووضعت في أوهايو وهي تعمل بشكل إلكتروني ، وفي عام 1923م دخلت الإشارات الضوئية باريس ، وفي عام 1926م دخلت اشارة المرور لندن .

وفي عام 1903م تم ابتكار الإشارة الضوئية التي على شكل مثلث أحمر ، وتم وضعها في منحيات الطرق الخطرة والمنعطفات الحادة ، ولكن مع تطور صناعة السيارات تم الاعتراف بأن تلك الإشارات لم تعد كافية لضمان سلامة الطريق والمارة .

وتم تشكيل لجنة لمراقبة نظام الطرق والإشارات في عام 1931م ، وهي التي تكفلت بوضع إشارات ضوئية على جوانب الشوارع ومفترق الطرق ، بل وتم تطور الإشارات الضوئية ، وتم ابتكار نوع ذات يد ميكانيكية ، تلوح للسائقين لتنبههم على الطريق ، ووضعت أول إشارة ضوئية بتلك التقنية في لوس انجلوس.

وتم إنشاء أول وزارة تختص بالإشارات المرورية وذلك في عام 1926م ، وفي عام 1944م مشاع استخدام الخطوط البيضاء في تحديد اتجاه السيارات في الشوارع والتقاطعات ، وفي عام 1957م  ، تم ابتكار الخطان المتوازيان ، الذي يشير بعدم التجاوز للسيارات ، واكتسبت شرعية قانونية في عام 1959م فشاع استخدامها .

وبعد الحرب العالمية الثانية ، تم وضع معايير عالمية لشكل ومفهوم إشارات الطرق المرورية ، وتم الاتفاق على أن اللون الأحمر في أعلى الإشارة ثم البرتقالي ثم الأخضر .

By Lars