تروي أسطورة محاربات الأمازون ، أنه كانت هناك قبيلة يتكون جميع أفرادها من النساء فقط ، كن يتمتعن بجمال فائق وحسن خلاب ، وعرف عنهن كرههن الشديد للذكور ، لدرجة أنهن قد يقتلن أي ذكر حتى لو كان طفلاَ !
وورد في كتب التاريخ أن الأمازونيات كن محاربات لا يشق لهن غبار ، وذكروا أنهن أول من روض الخيل وامتطاها من بني البشر ، وخضن حروب كثر ضد العديد من المدن الإغريقية القديمة .
واختلف المؤرخون حول مكان مملكة الأمازونيات ، ولكنهم قالوا بأنها ذات أرض واسعة تقع جنوب نهر الأناضول ، وكلمة أمازون القديمة تعني بدون رجال ، بينما زعم فريق آخر بأن مملكة الأمازونيات تقع في شمال أفريقيا ، حيث اشتقت كلمة أمازون من الأمازيغية ، وهي لهجة البربر الذين عاشوا بالأصقاع منذ فجر التاريخ .
وعلى الرغم من قواعد الأمازونيات الصارمة ، إلا أنهن كن يملكن كأي بشر نقطة ضعف ، وكانت نقطة ضعفهن في إنجاب الأطفال حتى لا ينقرضن ، فما كان منهن سوى تخصيص يوم واحد فقط خلال العام ، من أجل الجماع مع الرجال وعدم مقاتلتهم .
فكانت الباغات من الأمازونيات تجتمعن ، ويعددن أنفسهن للرحلة نحو إحدى المدن الواقعة على حدودهن ، في رحلة جماعية ثم يقبعن في إحدى المناطق ، حيث تنصب كل واحدة منهن خيمة خاصة بها ، وتجلسن جميعًا كل في خيمتها بانتظار الرجال ، الذين يعلمون قصتهن وغايتهن فتتم العلاقة بينهم جميعًا ، وكان هذا اليوم من كل عام ، هو اليوم اليتيم الذي لا تتم فيه محاربة الرجال كما اعتادت الأمازونيات .
وعقب عودة الأمازونيات من رحلة التكاثر السنوية تلك ، كانت الحوامل منهن يقبعن لتسعة أشهر تنتظرن ما تحمله بطونهن ، وويل للمولود إن كان ذكرًا ، فسوف يكون مصيره القتل بالطبع فور ولادته ، أو تلقيه الأم للبرية حتى يموت جوعًا أو تأكله الحيوانات والوحوش الضارية .
وإذا كان في قلب الأم ذرة من رحمة ، كانت تمشي بمولودها الذكر حتى أقرب المدن حول مملكتهن ، وتضعه على مشارف المدينة ليلتقطه أحدهم ويأخذه ليربيه .
أما إن كان المولود أنثى ، فكانت تستقبل بالتبرك والحفاوة ، وتبدأ الأم فورًا في تعليمها فنون القتال والكر والفر ، وكانت من عادات الأمازونيات أن تقمن بقطع ثدي الأنثى الأيمن أو القيام بكيّه ، في اعتقاد منهن بأن ذلك لا يجعل ثديها يعيقها عن حمل القوس ، أو استخدام الأسلحة الأخرى ، بالإضافة إلى اعتقادهن بأنه يقوي الساعد الأيمن .
وذكر المؤرخون الإغريق بشأن الأمازونيات أن صلابتهن وشجاعتهن كانت قوية للغاية ، لدرجة أن المرأة الأمازونية كانت تظل فوق ظهر الحصان ليوم كامل أو عدة أيام متتالية دون أن تنزل ، ويكون طعامها وشرابها في هذا الوقت هو دماء الحصان الذي تمتطيه ، حيث تحدث جرحًا صغيرًا على جسمه ، وتمتص دماءه من خلال هذا الجرح !
ولا تعدم الأمازونيات أن تسقطن صريعات العشق والهوى ، ففي بعض الروايات أن الأمازونيات كن إذا دخلن حربًا مع الرجال ، وقتلوهم فإنهن قد يبقين على بعض الأسرى منهن ويتم الاحتفاظ بهم داخل المملكة ، وتكون من ما هم هذا الرجل الأسير أن يعمل على تنظيف والمنزل والقيام بأعمال الطهي ، ولا بأس أن يكون شريك فراش لإحداهن سواء برغبته أو عنوة !
وتروي إحدى القصص القديمة ، بأن ملكة الأمازونيات هيبوليتا كانت قد وقعت في غرام أحد الأبطال الإغريق ، وهربت معه وتزوجا أنجبا طفلاً ، وكانت تلك الزيجة هي ما أشعلت الحرب بين كل من الأمازونيات وسكان مدينة أثينا .