عاش الناس قديمًا في عصر الظلمات ، وكانوا يعيشون عالمًا أصغر وأبسط مما نحن فيه اليوم ، وكل هذه التغيرات التي حدثت في العالم لم نكن نستطيع بدونها أن نبني الأبنية العالية المتعددة الطبقات ، ولولاها ما عرفنا كيف تطلق مدفعًا أو كيف نحصل على وقود للتدفئة ووسائل النقل والمواصلات ، ولا كنا توصلنا لعلاج العديد من الأمراض والعلل ، الكثير والكثير من العلوم والاستكشافات والاختراعات التي حدثت في عالمنا وانتقلنا نقلة أخرى عن ذي قبل .
بدايات اختراع المفرقعات :
كان البارود هو أول مواد المفرقعات ، ولكننا لا نعلم من اخترعه ، ويقال في العصر الوسيط عندما اخترع البارود كان الناس يغرمون بمزج الأشياء معًا لمعرفة ماذا يمكن أن يحدث نتيجة لهذا المزج ، ولهذا كان من الطبيعي أن يمزج شخص ما ثلاث مواد معروفة وهي : نترات البوتاسيوم أو نترات الصوديوم مع الكبريت والفحم النباتي وينتج عنهم البارود .
وكانوا يعثرون على نترات البوتاسيوم أو الصوديوم كان يستطيع العثور عليها أسفل أي كومة من السماد وكذلك كانوا يحصلون على الكبريت من أماكن تواجد البراكين .
وكان أول من حدثنا عن البارود رجل اسمه روجربيكون وكان يعمل راهبًا إنجليزيًا ، وكان روجربيكون شغوفًا بمعرفة ما يدور حوله في البيئة المحيطة واستكشاف الأشياء الغريبة ، وقد قال في كتابًا له أنه قد مزج نترات البوتاسيوم بالكبريت والفحم وأشعل هذه المواد بعدما قام بمزجها سويًا ونتج عن ذلك حدوث وميض كقصف الرعد وكانت أشبهه بالانفجار ومع أنه قد يبدو أن روجربيكون قد اكتشف البارود إلا أنه لم يعتبر أنه من اخترع البارود .
وبعد مائة عام من عصر روجربيكون في ألمانيا قام الراهب برثولد شوارتز بوضع بعض المواد في أنبوبة من الحديد وأغلق إحدى طرفيها وثقب ثقبًا في جانبها حتى يستطيع أن يدخل اللهب ثم وضع فوق المسحوق قطعة من الحجر فعندما أشعل اللهب قُذف الحجر من شدة الانفجار وكان من هنا اختراع المدفع .
وقد كان هذا الاختراع نقلة كبيرة حيث أنه قبل اختراع المدفع كان النصر في المعارك يعتمد على الأعداد ، فالجانب الأكثر عددًا من يفوز أكثر .
ولولا ما فعله الراهبان لبقيت كل المعادن المعروفة في عالمنا بداخل الأرض دون استخراجها ، وبعد خمسمائة عام قام العلماء بتطوير المفرقعات وذلك عندما حاول الإيطالي سكانيو سوبريرو تنفيذ ما جاء في الأسطورة القديمة وهي عن جمع مواد ومزجها سويًا لمعرفة ما الذي يمكن أن يحدث وقد قام بمزج مادة حامض النتريك بالجلسرين فظهر له مركبًا هو نيترات الجلسرين .
فكان نتاجها انفجارًا شديدًا ويضاعف انفجار البارود المستخدم قديمًا ، وقد تم استخدام تلك المادة في تفتيت الصخور وذلك بسبب سيولتها التي تجعل المركب ينساب في شقوق الصخور .
الفريد نوبل واختراع الديناميت :
ولد الفريد نوبل عام 1833م وهو سويدي الجنسية ، أنتقل الفرد نوبل مع أسرته إلى سانت بطرسبرج ، وذلك لأن والده كان يعمل في صناعة أدوات المتفجرات ، وعندما تحسن وضع الأسرة المادي ، أرسلوا ألفريد للتعليم وكان بارعًا في الكيمياء واللغات حيث كان يتحدث اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية بمنتهى البراعة .
وفي القرن التاسع عشر بدأ الفريد نوبل في البحث عن وسيلة لاستخدام نيترات الجلسرين إستخدامًا عمليًا وحوله إلى مادة جافة بدلًا من حالتها السائلة وطور الأمر إلى أن أصبح في صورة اختراع جديد وهو أصابع الديناميت ، والجدير بالذكر أن الفريد نوبل وهب كل أمواله من بعد موته لتقديمها كجائزة سنوية لمن يقوم باختراع أشياء مفيدة للبشرية أجمع .