هل تخيلت حياتك من قبل بدون الكهرباء ؟ ، إن الكهرباء هي المحرك الأساسي لحياة الإنسان في هذا العصر ، وقد اختلفت حياة الإنسان بشكل جذري بعد اختراع الكهرباء عن الحياة ، فمتى عرف الإنسان الكهرباء بالتحديد ؟
قبل اكتشاف الكهرباء بوقت طويل جدًا أدرك الناس وجود الصدمات الكهربائية الموجودة في بعض الأسماك ، مثل الفراعنة الذين اكتشفوا هذا النوع من الأسماك وأطلقوا عليه اسم رعد النيل ، وقد وصفوها بأنها تحمي باقي الأسماك ، كما كتب أيضًا بعض المؤرخون اليونانيين مثل بليني الأكبر عن التأثير الكهربي الذي تسببه تلك الأسماك واستخدامها في التخدير ، وقد استنتجوا أن هذا النوع من الصدمات قد يكون موجودًا في كائنات أخرى .
أما أقرب الشعوب اكتشافًا لطبيعة الرعد وعلاقتها بالكهرباء هم العرب ففي القرن الخامس عشر الميلادي اطلقوا على تلك الصدمات التي تنتج عن تلك الأسماك اسم البرق .
كما عرفت الثقافات القديمة حول البحر الأبيض المتوسط ، أن بعض الأشياء مثل قضبان العنبر ، يمكن أن تفرك بفراء القط لجذب أشياء خفيفة مثل الريش ، وهو ما عرف بعد ذلك بالكهرباء الاستاتيكية ، مثل العالم اليوناني تاليس أوف ميليتس الذي سجل ملاحظات حول الكهرباء الاستاتيكية منذ حوالي 600 سنة قبل الميلاد .
بقى اكتشاف الكهرباء مجرد فضول فكرى للعلماء لآلاف السنين حتى عام 1600م عندما قام العالم الإنجليزي ويليام جيلبيرت بدراسة متأنية للكهرباء والمغناطيسية ، حيث قام بدراسة الشحنات المتولدة من فرك ساق العنبر ، وقد استخدم الإسم اليوناني للعنبر وهو كلمة إليكترون ، ومن هنا أشتقت كلمة (electricity) التي تعني كهرباء في اللغة الإنجليزية ، وقد تم ذكر هذا المصطلح لأول مرة عام 1646م .
وبعد سلسلة من محاولات اكتشاف ذلك التيار المجهول قام العالم بنيامين فرانكلين في القرن الثامن عشر الميلادي بتعليق مفتاح معدني في ذيل طائرة ورقية مبللة ، وقام بإطلاق الطائرة في السماء وسط موجات البرق ، وقد نتج عن ذلك ظهور سلسلة من الشرارات التي انتقلت من المفتاح إلى يده ، وذلك لأن البرق في الواقع كهربائي بطبيعته ، كما أنه كان أول من اكتشف أن التيار الكهربي يتكون من شحنات سالبة وشحنات موجبة .
بدأت بعد ذلك سلسلة من الاكتشافات والاختراعات خاصة بالكهرباء حيث قام العالم لويجي جالفاني في عام 1791م بنشر أبحاثه الخاصة بالكهرباء الحيوية ، والتي استنتج فيها أن الكهرباء هي الوسيلة التي تستخدمها الخلايا العصبية لإرسال إشارات إلى العضلات .
كما قام العالم الكسندرو فولتا في عام 1800م بصناعة بطارية من ألواح الزنك والنحاس مما أعطى العلماء مصدر أكثر استقرارًا لتوليد الكهرباء ، كما قاما العالمان هانز أوريستيد والعالم آندر ماري أمبير بالربط بين التيار الكهربي والتيار المغناطيسي .
كما اخترع العالم فاراداي في عام 1821م أول موتور كهربي ، كما وضع العالم جورج أوم أول صيغة كهربية لتحليل الدوائر الكهربية والتي عرفت باسم قانون أوم ، كما قام العالم جايمس ماكسويل باثبات العلاقة بين التيار الكهربي والتيار المغناطيسي والضوء فيما يعرف بإسم خطوط القوى الفيزيائية عام 1861م .
وفي بدايات القرن التاسع عشر الميلادي حدث تطور كبير في اكتشاف الكهرباء ، مما أدي إلى التطور الكبير الذي حدث في مجال دراسة الكهرباء ، وظهور عدد كبير من العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في هذا المجال أمثال جراهام بل وتوماس إديسون وتسلا وجورج ويستنجهاوس ، وغيرهم الكثير من العلماء الذين حولوا الكهرباء من مجرد اكتشاف إلى مجموعة من الاختراعات التي غيرت حياة الإنسان ونقلت البشرية إلى العصر الحديث .