من يطوف منا حول العالم قد يرى أشياء لا يمكن لعقله أن يتصورها ، خاصة مع التطورات الحالية على كافة المستويات في شتى بقاع العالم ، خاصة بعض الدول التي يعرف عنها بأنها تسعى للتقدم والتطور بشكل دائم مثل إندونيسيا على سبيل المثال ، فإذا ما قمت بزيارة إندونيسيا فلا تقترب من حي سبيبنانج بيزار Cipinang Besar حتى لا تشاهد ما هو غير مألوفًا بالنسبة لك .
يقع حي سبيبنانج بيزار Cipinang Besar في جنوب اندونيسيا ، ولعل أشد ما قد يلفت انتباهك في هذا المكان ، هو أن القمامة والفضلات التي تغطي كافة جوانبه ، بالإضافة إلى الحياة الفقيرة للغاية التي يعيش بها سكان هذا الحي ، حيث يعيش العديد منهم في أكواخ عشوائية لا تستطيع حمايتهم كثيرًا من الشمس أو الأمطار.
وقام العديد من السكان في هذا الحي ونظرًا لشدة الفقر هذه بالعمل على جلب الأموال من خلال ما يأتيهم من أفكار غريبة ، وإحدى تلك الأفكار هي وسيلة الترفيه التي اخترعها الشباب في الحي منذ عام 1980م ، وهو عبارة عن عرض شهير يعرف باسم القرود المقنعة.
من شاهد فيلم planet of the apes قد يتخيل ما سوف نتحدث بشأنه ، حيث بدأ شباب هذا الحي بتنظيم رحلات وطلعات متعددة إلى الغابات القريبة من القرية ، يقومون من خلالها باصطياد القردة ، ويكون الهدف منذ البداية هم القردة في مرحلة الرضاعة ، من أجل تعويدها على حياة العبودية والسمع والطاعة ، دون تذمر.
ثم يجلب الشباب تلك القردة إلى الحي الذي يسكنون فيه ، والذي سمي حاليًا قرية القرود المقنعة ، نسبة إلى نشاط سكان القرية ، ويأتي الشباب بالقردة في أقفاص ممتلئة بهم ، وقد يصل العدد إلى حوالي خمسة عشر قردًا داخل القفص الواحد.
وعندما يعود الشاب إلى منزله بالقردة ، يتم تغذيتهم بالأرز الأبيض فقط ، ثم يربط طوقًا حديدًا حول رقبة القرد ، ويتم تزويدها باثنين من العصيان الحديدية أيضًا ، بحيث توضع كل واحده منهما على جهة من جسد القرد ، ثم يتم تضييقها من أجل إجبار القرد على الوقوف منتصبًا مثل البشر!
ولا يتوقف الأمر فقط عند هذا الحد ، حيث يتم تقييد ذراعي القرد خلف ظهره ، طوال فترة التدريب من أجل إجباره على عدم الاستناد عليهما نهائيًا ، حتى يستطيع القرد الوقوف مثل البشر ، والتحرك وتناول الطعام ، والتعامل مثل أي بشري.
وعقب الانتهاء من فترة التدريب تلك ، يتم أخذ القردة وهي مقيدة بسلاسل ، ويذهبوا بها إلى المدينة من أجل السائحين ، حيث ترتدي القردة ملابس أطفال ويتم وضع أقنعة الدمى القديمة على وجوهها ، ويأمرونها بالتعامل مع السائحين ، بإلقاء التحية عليهم ، والرقص ، أو التمشية والركض ، ويمثل هؤلاء القردة وسيلة جيدة لكسب المال.
بالطبع لا تتحمل الكثير من القردة تلك الظروف القاسية في الإطعام والحياة ، وينفق حوالي أكثر من أربعين بالمائة منهم ، وبالتالي يتم أخذ لحوم القردة الميتة وتدخل في طعام القردة الحية ! ثم يتم إلقاء البقية الباقية في الأنهار.
وبالتالي فأغلب القردة التي يتم استخدامها في تلك العروض هي حاملة لأمراض عدة ، وهنا قامت الحكومة بمحاولة منع تلك العادات والعروض ، ولكنها مصدرًا للرزق فلم ينصاع أحدهم.
وجدير بالذكر أن ملابس الأطفال التي ترتديها القردة هي ملابس الأطفال المتوفين ، فالملابس الجديدة يعاد تدويرها مرة أخرى ، بينما يخشى السكان المحليون أن يرتدي أحدهم أو يتعامل مع ملابس شخص متوفى.
ومن الملفت أيضًا أن تلك القردة بعد أن تقضي فترات طويلة وهي تعمل في تلك العروض ، فإنها تبدأ فيما بعد التصرف بشكل غريب ، حيث يبدؤون في التحدث بأصوات غير المعتاد أن يتحدث بها القردة سويًا ، وتبدأ في الانعزال ويبدؤون في التعامل مع بعضهم بغرابة ، فيقوم أصحابها بقتلها ! ، وذلك ظنًا منهم بأن أرواح الأطفال المتوفين الباقية في ملابسهم ، قد أصابت القردة بمس شيطاني.