يعد الأسبرين من أكثر العقاقير شيوعًا وانتشارًا ، ويستخدم لعلاج الحمى منذ آلاف السنين ، حيث يتم استخلاصه من نبات الصفصاف ، وتعود قصة اكتشافه إلى العصور القديمة ، حيث كان الهنود الحمر والإغريق الذين يعيشون في أمريكا الشمالية والجنوبية ، يستخدمون لحاء نبات الصفصاف وأوراقه بعد نقعها في الماء ، كمشروب لعلاج الحمى وارتفاع درجة الحرارة بل وعلاج الصداع .
حيث كان نبات الصفصاف يحتوي على مادة الصفصافين salicin ، والتي تم تصنيع الأسبرين منها ، والذي يتحول ذلك المنقوع إلى مادة نشطة داخل الجسم تسبب تسكين الالم ، وتخفيف الصداع والحمى والتهابات الرئة ، وتنمو أشجار الصفصاف في المناطق المعتدلة الحرارة على جانبي الأنهار والمصارف والترع .
كما حاول الصيدلي الألماني بوخنر ، تحضير المادة الفعالة المستخلصة من لحاء نبات الصفصاف وذلك في عام ١٧٥٧م في معهد ميونيخ للأدوية ، وتم فصل مادة تشبه البلورات الصفراء ذات المذاق المر ، وهي مادة الصفصافين بل واستطاع الصيدلي الفرنسي هوليروا فصل تلك المادة أيضاً في نفس العام .
كما قام الصيدلي مرك في عام ١٨٣٣م بتحضير مادة الصفصافين بشكل نقي ، وكانت أرخص من مادة الصفصافين الموجودة في صورة بلورات غير نقية ، وتم تسمية مادة الصفصافين بحمض الصفصافينك salicylic acid ، عن طريق الصيدلي الايطالي رفائيل بيريا وذلك في عام ١٨٣٨م .
كما تم تحضير حمض الصفصافينك صناعيًا في ألمانيا بواسطة الصيدلي فريديريك هايدن في عام ١٨٧٤م ، وكانت تكلفته أقل من تكلفة الصفصافين الطبيعي ، كما تم عمل مادة ملح الصفصافين ، والذي يذوب في الماء وتم استخدامه في تسكين الألم منذ عام ١٨٧٦م .
كما اكتشف الصيدلي هوفمان طريقة تحضيره معمليًا ، وأطلق عليه اسم الأسبرين وذاع استخدامه في علاج الصداع والحمى وألم الرئة ، وأصبح دواء شعبيًا يستخدم على نطاق أوسع .
ويتم استخدام الأسبرين كمادة مسكنة للألم ، ومادة مضادة للحمى ومادة مضادة لتجلط الدم بسبب سيولة الدم ، مما يقلل من حدوث الجلطات والموت المفاجئ وانسداد الشرايين والذبحة الصدرية .
كما نشرت جامعة هارفارد الأمريكية دراسة علمية حديثة ، تؤكد أن استخدام الأسبرين أنقذ حياة العديد من المرضى الذين يعانون من الأزمة القلبية والذبحة الصدرية ، لما لتلك المادة من تأثير على إذابة الجلطات ، كما أن تناول الأسبرين مفيد في علاج الجلطات الدماغية الخفيفة .
كما يستعمل الأسبرين بجرعة محددة من الطبيب ، لأنه يسبب التهاب في المعدة وقد يسبب نزيف بالمخ في الجرعات العالية ، كما يمنع لمرضى الربو أو الكلى او مرضى الكبد أو مرضى قرح المعدة .
ويحذر الأطباء تناول الأسبرين على معدة خاوية ، كما يحذر استخدامه للأطفال أقل من ١٢ عام خاصة أثناء الإصابة بالبرد أو الانفلونزا الموسمية أو أثناء الإصابة بمرض الجديري المائي ، لأنه يسبب متلازمة راي التي تسبب الموت المفاجئ ، وذلك بسبب حدوث إصابة في الجهاز العصبي وحدوث تورم في المخ .
كما يجب الحذر عند تناول الأسبرين في حالة تناول أدوية النقرس ، أو الأدوية المخفضة للسكر أو المدرة للبول أو عند تناول أدوية تحتوي على مادة الديكلوفيناك ، كما يجب أن لا يؤخذ قبل إجراء العمليات الجراحية ، لأنه يسبب نزيف دموي كما يجب أن لا يؤخذ أكثر من ١٠ أيام متتالية كحد أقصى .
كما يجب الفصل بين تناول الأسبرين ، وبين تناول أدوية الأزمة القلبية والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية بنحو ٨ ساعات ، حيث أن الأسبرين يقلل من تأثير تلك الأدوية كما يجب الحذر عن تناوله مع أدوية علاج الاكتئاب ، كما يجب توقف تناول الأسبرين عند الشعور بحموضة في المعدة ، أو عند نزول دم في البراز أو القيء الدموي .