نيرون هو شخصية من شخصيات الطغاة الذين ظهروا بالكثير من صفحات التاريخ بارتكابهم عددًا من الجرائم الوحشية البشعة في حق الشعوب .
نشأته:
ولد نيرون عام 37 ميلاديًا في أنتيوم وكان والد نيرون من طبقة النبلاء في روما ، أما والدته فهي حفيدة الإمبراطور أوغسطس وأسمها أجربينا الصغرى ، ويقال أن نيرون قد توارث عنها ميولها الوحشية .
تزوجت أمه من الأمبراطور كلوديوس دوق جرمانكوس وذلك بعد وفاة والده عام 49 ميلاديًا ، حينها كان هو طفلًا صغيرًا ، وقد قام زوجها بتبني نيرون وجعله ابن له وأطلق عليه اسمه فأصبح اسمه نيرون كلوديوس دوق جرمانكوس .
أصبح نيرون هو صاحب العرش منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره ، ولم يكن ذلك لأنه يستحق العرش ولا لأن كلوديوس تنازل عن العرش له ولكن أمه دست السم لزوجها لكي يموت ويعتلي ابنها العرش ويصبح إمبراطور روما .
في أول سنوات حكمه كان الوضع مستقر وذلك كان لوجود معلمه سينيكا ، وهو معلم الأخلاق والقيم وتهذيب النفس وكان فيلسوفًا ، فكان يوجهه ويرشد ، ولكنه لم يستمر كثيرًا فبدأ في استخدام العنف والقهر واستعمل كل صور الدمار ومارسها على شعبه مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى وتخريب ودمار الإمبراطورية .
لم يقتصر دماره وبطشه على الشعب فقط بل أن يديه امتدت لأقرب الناس إليه فقتل أمه ومعلمه سينيكا وأخوه وزوجته أوكتافيا ، ووصل به البطش لقتل رسولين مسيحيين ، ويقال أن سبب قتله لزوجته أوكتافيا أنه في إحدى مسرحياته ، حينما كان يؤدي دورًا في مسرحية ، أسقط من يديه صولجانًا بالخطأ ، وبعد انتهاء المسرحية أخذت زوجته تمدح أداءه ولكن علقت على سقوط الصولجان من يديه ، فكانت بهذه الجملة نهاية أوكتافيا .
وعن قتله لمعلمه سينيكا ، يقال أن لسينيكا شعبية واسعة ويحبه الجميع لأخلاقه الحميدة وقيمه العالية ، وفي ذلك الوقت التف حول نيرون مجموعة من المرابين وأصبحت أخلاقه أسوأ مما كانت عليه ، ومن ثم أخذ معلمه يوبخه ويقومه ولكن بلا جدوى ، ولما أوحي له من حوله بضرورة التخلص من سينيكا وأنه أصبح خطرًا عليه لشعبيته الواسعة ، قرر أن يقتله ولكن سينيكا لما علم بهذا الأمر ، فضل أن يقتل نفسه بنفسه على أن يقتل على يد نيرون الطاغية .
نيرون وحرقه لروما :
حدث هذا الحدث الكبير ، عندما انتشر الدين المسيحي في روما ودخل فيه الكثير من الشعب ، وأزاد ذلك من جبروت وطغيان نيرون فقد خطط وقام بتنفيذ جريمة من ابشع الجرائم التي ارتكبت في حق الشعوب ، ففي عام 64 ميلاديًا ، قام نيرون بزيادة طغيانه على شعبه بتعذيبهم وإحراقهم بالنيران التي اشتعلت في روما وانتشرت بشكل واسع المجال واستمرت لأيام كثيرة نالت من أرواح الكثير من الرجال والنساء والأطفال دون رحمة .
لم يترك نيرون وسيلة واحدة من وسائل التعذيب إلا وأستعملها مع المسيحيين ، مما أدى إلى تصاعد الغضب منه هو وطغيانه ، فاضطر إلى إلصاق التهمه في مسيحي روما واستمر في سفك الدماء وحشد شعبه وإثارة غضبهم ليقتلوا المسيحيين ويعذبونهم في مشاهد دموية وحشية بشعة .
نهايته:
توفي في عام 68 ميلاديًا ، فبسبب طغيانه وبطشه قامت العديد من الثورات في البلاد واجتمع رجال المملكه على عزله من الحكم وقتله بالضرب بالعصي ولكن الأقدار شاءت أن يقتل الطاغية نفسه بنفسه فقد أبى أن يقتل على يد شعبه ، ويقال أن جنوده انقضوا عليه وقتلوه بسيوفهم ، وآخرين يقولون أنه طلب من كاتم أسراره أن يقتله .