يمتليء تاريخ القارة الأمريكية بالعديد من الأمور الغريبة ، والعادات البربرية التي تم ارتكابها بحق أبرياء كثر ، وقد انتشرت الكثير من العادات البربرية من قتل وسلخ وذبح ، وتشويه للبشر إبان فترات استكشاف القارات وفترات الحروب بالعصور الوسطى وغيرها ، وكانت من بين أهم العادات البربرية التي مورست ضد البشر ، عادة سلخ فروات الرؤوس .
البداية :
بدأت تلك العادة الهمجية البشعة لسلخ رؤوس البشر ، مع حملات الاستكشاف التي قام بها الأوربيون عندما توجهوا إلى القارة الأمريكية لاستعمارها ، حيث قاموا بالاستيلاء على العديد من الأراضي بها عن طريق السلاح من ناحية ، وعن طريق بناء مستعمرات متفرقة من ناحية أخرى.
تم ذلك حتى ظهرت القارة الأمريكية فيما بعد بولاياتها المتعددة المختلفة المتحدة ، ومن أشهر المستعمرات البريطانية على ساحة وأرض القارة الأمريكية حينذاك ، كانت ولاية ماساتشوستس ، والتي سكنها الهنود الحمر وهم السكان الأصليون للقارة ، وقد حاولوا تقبّل الوجود الأوروبي على أرضهم مرارًا وتكرارًا على مضض ، حتى وقع حادث كان هو الأشهر في وقت وقوعه وبدأت معه تلك العادة الهمجية في سلخ فروات الرؤوس.
ففي أحد الأيام من عام 1636م ، توجه قارب يمتلكه التاجر البريطاني جون أولدهام نحو النهر المجاور لمستعمرة ماساتشوستس ، وأثناء قيامة بإنزال بضائعه ، قامت إحدى قبائل الهنود الحمر وتدعى البيكوت بمهاجمته هو ورفاقه ، واستولوا على ما لديهم من بضائع وأموال ، ونهبوا كل ما طالته أيديهم.
بالطبع لم يمر هذا الحادث مرور الكرام ، فما أن علم البريطانيون هذا الأمر ، حتى شحذوا قوتهم وتوجهوا صوب قبيلة البيكوت ومعهم مستعمرة ماساتشوستس ، وبعض قبائل الهنود الحمر المجاورة لمحاربة قبيلة البيكوت ، بالطبع كانت معركة غير متكافئة لقي فيها أكثر من ألف شخص مصرعهم ، وتم أسر أكثر من سبعمائة شخص آخرين على مدار عامين متتالين ، وقام المنتصرون بسلخ فروات رؤوس القتلى من الهنود ، وأصبح لكل فروة رأس ثمنًا ، ومن بعدها صارت تلك العادة الهمجية ، قاعدة يعمل بها أثناء الحروب بعد ذلك .
كيفية سلخ فروة الرأس :
كانت المعركة عندما تنتهي يتم جمع جثث القتلى ، والأسرى أيضًا من الجرحى ، ويتم عمل شق دائري في الرأس باستخدام السيف ، ثم يتم انتزاعها بالقوة ؛ تلك العادة جرت منذ القدم في عهد الملك هارولد الثاني ، حيث كان يسلخ قبائل السكوثيون فروات رؤوس أعدائهم بالحروب ، ويقدمونها للملك ويحصدون الأموال في مقابلها .
ونظرًا لثقل وزن الرأس اهتمت تلك العادة بالفروة التي ينمو بها الشعر فقط ، حيث كان يصنع منها البعض أيضًا ألجمة الخيول ، فكلما زادت الحلقات الجلدية المصنوعة من فراء الرؤوس البشرية كلما زادت هيبة المحارب ، بين زملائه.
الموت البطيء :
رغم بشاعة وقسوة عملية نزع فروة الرأس باستخدام السيف وحدته ، إلا أن الشخص لم يكن يموت على الفور دائمًا ، فيواجه الشخص آلام نزع فروة رأسه حيًا مع النزيف الشديد ، والذي يؤدي إلى الوفاة عقب مرور عدة أشهر ، نظرًا للمعاناة من الالتهابات البكتيرية ، وجفاف جمجمته المكشوفة .
وقام الأطباء آنذاك بابتكار طريقة جديدة تحمي هؤلاء من الموت المحتوم ، حيث قاموا بعمل شقوق صغيرة حول المنطقة التي تم انتزاع الشعر منها ، وذلك من أجل أن ينمو اللحم في تلك المنطقة مرة أخرى ، مما يحمي الجمجمة من الانكشاف وتعريضها للتلوث ، أما من ينتمي لقبائل الهنود الحمر وكان قد تم نزع فروة رأسه ، فهو يعد منبوذًا من قبيلته نظرًا لأن هذا الأمر يكون بمثابة الإهانة بالنسبة له ، فيكون الموت هو الخيار الوحيد المتاح له .