يعيش مسلمي هذه البلاد في أقلية بلا هوية ،‏ بلا بلاد تتسع لهم ،‏ وبلا أصدقاء يتعاطفون معهم حول العالم ،‏ ويعيشون في بلد أرهقه الفقر ،‏ والاقتتال الديني ،‏ والاضطهاد العرقي.

زعيمة ميانمار أونج سان سوكى في عيون العالم :
ظهرت هذه الزعيمة القوية في صورة المناضلة والمكافحة ضد طغيان نظام الحكم العسكري في بلادها ،‏ وجعلت من كفاحها أسطورة في محاربة الظلم ،‏ ولكن تاريخها يحمل بعض المفارقات والتناقضات ،‏ فنفس السيدة التي حاربت الظلم وحصلت على جائزة نوبل للسلام تساهم في تفاقم أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ البشرية.

إن البطلة القومية التي كافحت ضد ظلم النظام العسكري لعقود طويلة ،‏ تغض الطرف الآن عن الأحداث المأسوية التي تمارس ضد المسلمين بعذر أقبح من ذنب ؛ لأنها رئيسة جديدة للبلاد ،‏ بل وتوفر الغطاء السياسي للأعمال الوحشية التي يمارسها جيشها ضد الأقلية المسلمة في ميانمار ،‏ بل وتشارك فيه.

من هم الروهينجا ؟
هم إحدى الأقليات العرقية الكثيرة فى البلاد ، ‏عانت أشد المعاناة ‏فالأغلبية في البلاد يخافون من انتشار الدين الإسلامي ‏،‏ فنبذوهم ‏،‏ أما عن أصلهم ‏فهم يقولون إنهم ينتمون إلى نسل التجار العرب والجماعات الأخرى التى وفدت إلى المنطقة قبل أجيال ،‏ وهم مسلمون سنة ،‏ لكن الحكومة فى ميانمار تحرمهم من الحصول على الجنسية ،‏ وترى أنهم مهاجرون غير قانونيين من بنجلاديش .

مشكلة الروهينجا الأخيرة في إقليم راخين شمال غرب ميانمار :
في الأشهر القليلة الماضية لقي أكثر من ‏400‏ شخص مصرعهم في الاشتباكات الدائرة في شمال غرب البلاد ،‏ ‏ كما تم حرق أكثر من ‏2600‏  منزل ،‏ وهرب أكثر من ‏58‏ ألفا إلى البلاد المجاوره. ‏

وكانت المؤسسات الدولية ،‏ ووسائل الإعلام المختلفة على مستوى العالم ‏،‏ أكدت أن الحملة التي تستهدفهم ‏،‏ وقد وصلت إلى مستوي كبير من الوحشية ‏،‏ تكاد تشبه حرب إبادة تحاول إجبارهم على الرحيل من البلاد ‏،‏ ويشير هؤلاء إلى ضرورة أن تبذل حكومة ميانمار جهدا أكبر لوقف تلك المجازر .

جهود دولية لحل النزاع في ميانمار:
صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ،‏ أن الولايات المتحدة تناقش الأمر مع الحكومة هناك ،‏ علي أعلي مستوي ،‏ فواشنطن تشعر بأن الانتهاكات هناك قد بلغت حدًا لا يستطيع أحد أن يصمت عليه ،‏ وناقش مجلس الأمن الدولي القضية ،‏ بعد أن أكدت تقارير المنظمة الدولية أن الآلاف من المسلمين ،‏ يهربون وسط الحقول الموحلة عبر النهر ،‏ ويتعرض العشرات منهم للهجوم بالأسلحة هناك ،‏ وتحريق منازلهم.

أسباب اشتعال الحرب ضد المسلمين حسب الحكومة في ميانمار:
إن الحكومة في البلاد تلقي المسؤولية الكاملة على المسلمين المسلحين ‏،‏ الذين تقول إنهم يشنون الهجمات على قوات حماية الأمن في البلاد ،‏ وما قد يزعزع استقرار البلاد ،‏ ويقول الجيش إنه يستهدف فقط المتشددين المسلحين ،‏ ولكنه يواجه اتهامات على نطاق واسع باغتصاب النساء وقتل المدنيين من أقلية الروهينجا .

حيث تؤكد الحكومة ،‏ أن أعمال العنف الأخيرة ،‏ اشتعلت بعد أن شنت مجموعة من المسلمين المسلحين هجومًا على عددًا من المراكز على حدود البلاد ،‏ ونتج عنها أسوأ الأزمات التي تشهدها البلاد منذ سنوات .

ولكن الأمم المتحدة تشك في أن الجيش ارتكب انتهاكات تصل إلى جرائم بشعة ضد الإنسانية خلال التصدي للهجمات التي تعرض لها ،‏ ووسط تبادل الاتهامات بين الجانبين تظل الحقيقة هي أن المجتمع الدولي يقف عاجزًا عن التصرف ،‏ بينما العشرات يتم قتلهم كل يوم وتحرق بيوتهم.

هروب الروهينجا من القتل والتعذيب :
ووفقا للتقارير الصادرة ‏،‏ أن هناك أعدادا كبيرة قد هربت ‏إلى الجوار ،‏ ومع استمرار أعمال العنف من قبل الجيش الحكومي ،‏ ‏ويستمر هؤلاء في محاولة الفرار إلى أي بلد يجدون فيه الأمان ،‏ وأقرب البلاد لهم ‏هي بنجلاديش ،‏ لكن حرس الحدود البنغالى يجبرونهم دائما على التراجع ،‏ وبلغ عدد ‏اللاجئين 37 ألف لاجئ ‏،‏ وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية ‏فرانس برس.‏

منظمات دولية ضد حكومة أونج سان سوكي:
قالت منظمة Human Rights Watch الدولية إن معدلات العنف والتدمير والقتل في البلاد ،‏ أسوأ كثيرًا مما تعرضه وسائل الاعلام ،‏ ولذلك فإنه من الضروري على المجتمع الدولي سرعة التحرك لوقف هذه المجازر والمحارق ،‏ وبالتأكيد فإن على الدول الإسلامية مسئولية كبري في هذا الشأن إلى جانب تحرك المنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة.

تحركات دولية ضد أونج سان سو كي :
وفي ردة فعل دولية ،‏ أطلق بعض النشطاء الحقوقيين حول العالم ،‏ مبادرة عبر موقع أفاز الشهير ،‏ لسحب التكريم من هذه السيدة المناضلة ،‏ التي لم تندد على نحو صريح بما ارتكبه جيش بلادها ،‏ مطالبين بسحب جائزة نوبل من رئيسة البلاد ،‏ بسبب صمتها عما تتعرض له أقلية الروهينجا المسلمة من اضطهاد ،‏ بل ومحاولتها التهوين من حجم المأساة .

By Lars