فيتامين أ أو فيتامين A ، هو مجموعة من المركبات العضوية الغذائية ، وتسمى الريتينول retinol والريتينال retinal وحمض الريتينويك retinoic acid والبيتا كاروتين beta carotene.
ويعد فيتامين أ من الفيتامينات الضرورية لتحفيز جهاز مناعة الجسم لمقاومة الأمراض ، بل من الفيتامينات الهامة في عملية الرؤية الليلية ، حيث يساعد فيتامين أ على امتصاص الضوء والتمكن من الرؤية وتحديد الألوان ، ومن الفيتامينات الهامة في عملية نمو وتطور الخلايا والأنسجة.
بل يساعد فيتامين أ في تكون هرمونات النمو ، ويتسبب نقص فيتامين أ إلى إصابة نحو ٢٥٠- ٥٠٠ ألف طفل بالعمى سنوياً في آسيا وأفريقيا ، حيث أن نقص فيتامين أ يؤدي إلى العمى في الطفولة ، كما أقرت اليونيسيف أن علاج نقص فيتامين أ يقلل وفاة الأطفال .
ولم يتم اكتشاف فيتامين أ في مرة واحدة ، بل واصل العديد من العلماء اكتشاف تلو الأخر ، حتى تم التوصل إلى اكتشاف فيتامين أ ، وبدأت قصة الاكتشاف منذ عام ١٨١٦م عن طريق الطبيب فرانسوس ماجنيت Francois magenta ، حيث لاحظ ارتباط حدوث قرح القرنية في كلاب التجارب بسبب نقص مادة غذائية معينة .
ثم قام العالم نيكولاي Nicoloi lunin باكتشاف وجود مواد في الحليب مفيدة وضرورية من أجل النمو ، واكتشف العالم كارل Carl Socin ، أن هناك مادة في مح البيض مفيدة للنمو وتذوب في الدهون .
ثم توصل العالم Frederick Hopkins في عام ١٩٠٦م ، أن هناك عوامل غذائية أساسية لبقاء الإنسان على قيد الحياة ، كما اكتشف العالم Wihlem stepped أن هناك مادة تذوب في الدهون موجودة في الحليب .
كما أوضح العالم إلمير Elmer McCollum أن الزبدة وزيت الزيتون ومح البيض والحليب والزبدة ، يحتوي على مادة تدعم النمو في حيوانات التجارب ، وفي عام ١٩١٨م تم التوصل إلى أن تلك المادة التي تذوب في الدهون وضرورية للنمو هي فيتامين أ .
كما رجح العالم هاري ستينبوك Harry Steenbock ، وجود علاقة بين فيتامين أ وبين النباتات ذات الصبغة الصفراء مثل الجزر والمانجو والبطاطا الحلوة والذرة ، والتي ثبت فيما بعد أن تلك الصبغة الصفراء هي مادة تصنيع فيتامين أ .
كما توصل الكيميائى بول Paul Karrer إلى التركيب الكيميائي لفيتامين أ ، وتم فصل أول فيتامين أ في عام ١٩٣٧م ، وتمت محاولة أولى لتصنيع فيتامين أ في عام ١٩٤٦م ، كما تم اكتشاف دور فيتامين أ في تحسين الجهاز المناعي للجسم في عام 1990م .
ويتوفر فيتامين أ في العديد من الأطعمة ، منها زيت كبد الحوت وكبد الطيور والدجاج والديك الرومي ، والشطة الحمراء والجزر والبطاطا الحلوة والبروكلي والزبدة والسبانخ ، والجبن الشيدر والطماطم والمانجو والحليب والبيض والقشدة واليقطين .
ويعود نقص فيتامين أ إلى سببين ، السبب الأولي وهو يحدث في الأطفال والكبار نتيجة عدم استهلاك كميات كافية منه في الطعام ، مثل الخضروات والفاكهة ومنتجات الحيوان من لحوم وألبان وزبده .
أما السبب الثانوي فيرجع نقص فيتامين أ إلى عدم امتصاص الدهون بشكل طبيعي في الجسم ، خاصة لدى المدخنين ومدمني الكحوليات حيث أن فيتامين أ ، هو نوع من الفيتامينات التي تذوب في الدهون ، ويحتاج لوسط دهني ليذوب فيه ، فضعف امتصاص الدهون يضعف من امتصاص فيتامين أ ، مما يؤدي إلى نقص فيتامين أ .
ويمكنك بسهولة التعرف على نقص فيتامين أ عن طريق ظهور بعض الأعراض ، ومنها جفاف الجلد وتقشره ، والعشى الليلي أي صعوبة الرؤية في الليل ، بل وظهور قرح في الفم ، وأيضا حدوث التهابات وعدوى متكررة في الجهاز التنفسي العلوي وجفاف العين .