يعد اكتشاف النار هو واحدة من أقدم الاكتشافات البشرية ، فلها فوائد متعددة مثل الإضاءة في الليالي المظلمة قبل اكتشاف الكهرباء والتدفئة بها في الليالى شديدة البرودة ، وتستخدم أيضًا في طهي الطعام ومسح الغابات للزراعة ، وتحافظ على الإنسان من الحيوانات المفترسة والحشرات .
اختلف العلماء في موضوع كيف ومتى تم اكتشاف النار ، فالبعض يقول أنها من قبيل الصدفة بسبب اشتعال النيران في الأشجار بسبب ظاهرة البرق ، والبعض الأخر يقول بسبب ارتفاع درجه حرارة الشمس وما تقوم به من تأثير على أوراق النباتات الجافة ، والبعض الأخر يقول أن الإنسان في العصور القديمة اكتشف النار عن طريق احتكاك الأخشاب بعضها ببعض ، وقد تطور هذا الاكتشاف عندما اخترع الإنسان أعواد الثقاب .
ارتبطت النار بالأديان السماوية وحذرنا الله من عذاب النار في الكثير من الآيات القرآنية ، ومن هذه الآيات قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . يرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } صدق الله العظيم .
وللنار دورًا كبيرًا في تقدم الإنسان وتطوره عبر العصور ، فأصبحت من مجرد إنارة مخيمات وكهوف وتدفئة الإنسان في الليالي الباردة ، إلى دخلوها في صناعة مركبات الفضاء ودخولها في صنع المركبات الكيميائية .
وعند التحدث عن طرق إشعال النار فلدينا الكثير من الطرق التى توصل إليها الإنسان لإشعال النار كاحتكاك قطعتين من الخشب ببعضهما البعض ، أو احتكاك بعض أنواع الأحجار ببعضهم ، أو من خلال استخدام المرايا وتسليط أشعة الشمس من خلالها على الأوراق أو الأخشاب ، وفي عصرنا هذا تطورت طرق إشعال النيران وأصبحت سهلة جدًا حين اخترع الإنسان أعواد الثقاب والولاعات وأشياء أخرى متطورة كالإشعال الذاتي في المواقد الحديثة.
وبالرغم من أن النار لها إيجابيات كثيرة في عالمنا ، إلى أنها قد تسببت في الكثير من الكوارث والحوادث في حياة البشر .
ومن أشهر الحرائق فى التاريخ :
حريق روما عام 64م ، وكان هذا الحريق الأشهر والأضخم والأكثر دمارًا على الإطلاق ، كما يقول المؤرخين ، أن الإمبراطور نيرون كان هو السبب في حرق ما يزيد عن ثلثي مدينة روما لمدة خمس أيام وذلك ليقتل من أمنوا بالمسيح عليه السلام .
حريق لندن الكبير في عام 1666م كان حريقًا هائلًا وله أثر كبير على لندن ومعالمها في ذلك الوقت فقد دمر الكثير والسبب في اندلاع هذا الحريق هو الخباز الخاص بالملك تشارلز الثاني إذ قام بإشعال النار في الفرن وتركه دون أن يطفيه مما تسبب في اندلاع هذا الحريق الذي وصل تدميره إلى أنحاء لندن بالكامل .
حريق تكساس في عام 1947م ، وكان هذا الحريق بسبب سفينة محملة بالبضائع وكانت ترسو على الميناء الموجود بمدينة تكساس ، كانت هذه السفينة محملة بنترات الأمونيوم وهي مادة شديدة الاشتعال ، وأدى هذا الحريق إلى مقتل ما يزيد عن 600 شخص وحرق وتدمير ما يزيد عن 1000 مبنى بالمدينة .
حريق القاهره عام 1952م ، اختلف المؤرخون عن سبب هذا الحريق فالبعض يقول أن الملك فاروق أراد أن يتخلص من حكومة النحاس باشا في ذلك الوقت ، والبعض الأخر يقول أن الانجليز ارادوا أن يتخلصوا من حكومة النحاس باشا التي ساءت علاقتهم بها بعد إلغاء معاهدة 1936م ، اختلفت الأقوال ولم تظهر أي أدله تدين أي طرف من الأطراف المتهمة ، وقد أدى الحريق لمقتل 26 شخصًا وإصابة 552 بالحروق والكسور ، وتدمير الكثير من المنشآت الثقافيه والإدارية والفنية .