يتساءل البعض عن حقيقة وجود بوابات للجحيم على سطح الأرض ، وانقسمت الآراء بين فريقين أحدهما يزعم بأنه لا وجود لشيء كهذا ، وأن الجحيم ليس له أية بوابات على سطح الأرض وإنما خُلقت جهنم وجحيمها ، فوق سبع سماوات وسوف تظهر يوم القيامة ، لتعذيب من يستحق ، وهناك فريق آخر يزعم وجود بوابات للجحيم على الأرض ، في إشارة لإنذار المذنبين جميعًا ، بينما أشار فريق ثالثًا لوجود البوابات على سطح الأرض ، نظرًا لعوامل جيولوجية أدت إلى وجودها ، وأن الاسم مقتبس فقط من جهنم وليس له علاقة بالثواب أو العقاب ولا أية روابط دينية.

تعود بداية القصة إلى عام 1971م بتركمنستان ، عندما قام الاتحاد السوفيتي آنذاك بعمل معسكر لاستخراج النفط ، في منطقة تُدعى صحراء قره قوم ، بالقرب من عاصمة تركمنستان ، ومن المعتاد أنه أثناء عمليات التنقيب والحفر لمحاولة استخراج النفط ، قد تصل الحفارات إلى ما يُعرف بالجيوب في باطن الأرض ، تلك الجيبو التي تكون ممتلئة بالغاز الطبيعي ، ومن المعتاد أيضًا أن الغاز الطبيعي قد يتعرض للانفجار وينهار الموقع أثناء عملية التنقيب تلك ، وهنا يكون فريق العمل كاملاً على استعداد لحدوث هذه الانفجارات .

ولكن في حالة هذا المعسكر تحديدًا ، لم ينهار جزء من المعسكر فقط وإنما انهار المعسكر كاملاً  ، بمخيماته وحفاراته وكافة المعدات ، وبأكبر عدد من الضحايا من العاملين بالمعسكر التنقيبي ، حيث ابتلعته الأرض حرفيًا وبشكلٍ مفاجئ داخل فجوة قدرها ستون مترًا عرضًا ، وقطرها سبعون مترًا.

بالإضافة إلى أن الحفرة كانت شديدة العمق ، فقد بلغ القياس المبدئي لعمقها خمسة وعشرون مترًا ادخل باطن الأرض ، ويمتد على جوانبها مادة كثيفة شبيهة بالقُطران سوداء اللون وتبدو على درجة غليان ! يخرج منها دخان كثيف تم الكشف عنه بأنه غاز الميثان ، وهنا قررت السلطات التعامل مع تلك الحفرة بإحراق الغاز المنبعث منها ، حتى ينتهي الأمر ، ولا يحدث أي تضرر بالبيئة أو يُقتل أي شخص آخر ، ولكنها كانت البداية وليست النهاية.

وجدير بالذكر هنا ، أن أية حفرة أو جيب تحت الأرض ممتلئ بالغاز يكون له حدود ، بمعنى ؛ أنه عندما يتكون النفط في باطن الأرض يتكون برفقته غاز يطفو على سطح الأرض ، ومن الطبيعي أنه إذا ما تم حرق أو إشعال هذا الغاز ، فإنه يحترق لينتهي خلال فترة محددة ولا يستمر لفترات طويلة ، حيث بلغت أقصى مدة لاحتراق الغاز المصاحب للنفط حوالي شهر ، وهذه الجيوب الغازية لا تصل إلى باطن الأرض ، كما هو معروف بالنسبة لأي حقل غاز على وجه البسيطة ، إلا أن الحفرة في قصتنا هذه بتركمنستان حيث انهار المعسكر كانت مختلفة بشدة.

فبعد أن اتخذت السلطات المحلية القرار بشأن إحراق الغاز بها ، ليتم التعامل بعد انتهائه مع الحفرة ذاتها ، إلا أن الحفرة لم تنتهي ولم يحترق الغاز وينتهي أيضًا ، ففي ظاهرة غير معتادة ، ظل الغاز مشتعلاً ولم يُستهلك وتنتهي الحفرة ، بل امتد لتشتعل الحفرة كاملة ، وتمتد النيران بداخلها على هيئة مخروطية الشكل من جوانب الحفرة الرئيسة ، بل وهبطت أيضًا حتى وصلت لفجوة دائرية في منتصف الحفرة لا يعرف أحدًا إلى أين تصل نهايتها ، وما هي وجهتها تحديدًا.

ولهذا الأمر حاولت السلطات السوفيتية إغلاق الحفرة ولكنها لم تفلح في ذلك أبدًا ، وأعقبتها محاولات السلطات المحلية في ردم الحفرة ولكنها باءت بالفشل أيضًا ، وحاليًا حتى عام 2017م ، وبعد مرور 46 عامًا على الحادث المؤلم لضحايا هذا المعسكر ، تظل الحفرة مشتعلة كما هي ! ويطلق عليها السكان المحليون اسم (بوابة الجحيم) ؛ نظرًا لأنها الظاهرة الوحيدة من نوعها على مستوى العالم ، حيث تأخذ الشكل المخروطي كما وُصفت بوابات جهنم في الكتب الدينية ، وتنفجر منها النيران كأنها تأكل بعضها البعض بالأسفل ، ويمكن رؤية هذه الفجوة بالأقمار الصناعية ، وتحول المكان إلى مزار سياحي يأتي إليه الوفود من كافة أنحاء العالم لمشاهدة تلك الظاهرة الغريبة.

وتبقى التساؤلات المهمة مطروحة ، كيف تظل حفرة مشتعلة طوال تلك الفترة الزمنية ؟  وماذا يوجد أسفلها يجعلها تتزايد بتلك الطاقة الرهيبة ؟ ، وهل يمكن أن يتم استخراج شيء ما منها إذا ما انطفأت بأحد الأيام؟ .

By Lars