كانت بريطانيا في الأسابيع الأولى ، من الحرب العالمية الأولى ، على شفا كارثة برية وبحرية ، فكان الآلاف من فرنسا ، يموتون على الجبهة الغربية ، وكانت قوارب بو الألمانية تبعث زعراً في بحرية الحلفاء .

مكتب اللورد :
وفي الأسبوع الأول من سبتمبر عام 1914م ، تلقى مكتب لورد فيتشر قائد البحرية البريطانية ، خطابا تقول فيه الممرضة سارة موريس تقول : سيدي قائد البحرية ، أود أن أحكي لك عن حلم رأيته في منامي .

ولم يستطيع أفراد المكتب أن يكتموا ضحكاتهم ، فليس من المعقول ، أن يسمح وقت اللورد فيتشر بقراءة تفاصيل حلم ، رأته إحدى الممرضات ، ومع ذلك فقد غير ذلك الحلم مجرى الحرب العالمية الأولى .

الحلم :
كان من الصعب أن يجد اللورد فيتشر وقتًا يضيعه في قراءة خطاب ، ويتحدث عن حيتان تحمل قلاعاً فوق ظهرها ، تحوم حول جسر فورث ، وبالرغم ذلك وجد خطاب ، الممرضة سارة موريس ، طريقه إلى آمر البحرية البريطانية متشيل جيبسون ، وهو مسئول الدفاع عن منطقة فيرث أوف فورث الاسكتلندية ، وقد اهتم شديدًا به ، لأن جسر فورث الذي شاهدته ، الممرضة سارة في منامها يومين متتاليتين ، يعتبر ممراً حيوياً لنقل الامدادات إلى قوات الأطلنطى البريطانية ، وإلحاق أي ضرر بهذا الجسر ، كان سيرجح كفة الألمان في الحرب .

الآنسة (سارة موريس) :
لم تكن الآنسة سارة مويس قد زارت اسكتلندا من قبل ، لكنها قد شاهدت جسر فورث في الصور الفوتوغرافية ، وهكذا تعرفت عليه عندما ظهر في منامها ، وعندما تم الاتصال بها ، سألها المختصون : إذا كانت الحيتان ، التي رأتها في منامها ، تشبه الغواصات أم لا ؟!
وأجابت : لا أعلم ، لقد رأيت أجساماً أشبه بالحيتان ، تدور وتدور حول دعائم الجسر .

تفسير الحلم :
كان سر اهتمام القائد متشيل جيبسون بخطاب الممرضة ، أن مياه اسكتلندا كانت تمتلئ بقوارب بو الألمانية ، والتي استطاعت أن تغرق عدداً من القطه البحرية البريطانية ، وتقضي على حياة الآلاف من رجال البحرية البريطانية ، مما جعل القيادة توقف الرحلات النهارية للقطع البحرية ، حتى لا تسهل مهمة الغواصات الألمانية ، التي تتسلل إلى منطقة فيرث أوف فورث ، حيث يوجد جسر فورث ! ، وماذا يكون مصير الجسر التي لا تهدأ فوقه حركة القطارات ، والتي كانت تحمل المؤن والعتاد الحربي ، والذي يصبح بدونه قطاعاً هاماً من القوات البريطانية بلا مدد ولا فعالية ؟!

تدابير هامه بناء على الخطاب:
ذلك الخطاب جعل القائد يتنبه إلى حقيقة غابت عنه طويلًا ، لماذا لم تتخذ إجراءات جادة لحماية الجسر ؟ ، وعلى الفور قرر القائد جيبستون أن يتخذ ، الاجراءات الهامة لحماية دعائم الجسر ، من قذائف الغواصات الألمانية ، عن طريق احاطتها بصبات خرسانية ، وهكذا بعد وصول خطاب الممرضة سارة موريس ، إلى القيادة الاسكتلندية بعدة أيام ، بدأت مجموعات عمال الانشاءات ، حركتها المكثفة حول دعائم الجسر .

التقارير العسكرية :
وقد أعطيت لتلك العملية أولوية قصوى ، وفي ظرف أسبوع ، وكان العمل قد أوشك على الانتهاء ، رغم أن تقارير المخابرات العسكرية ، لم تفد عن تحركات قريبة من للغواصات الألمانية ، مما جعل القائد جيبستون يتخوف من أن حملته الوقائية هذه ، كانت لا تزيد ضرورة له !!

انتهاء التدابير الوقائية للجسر :
وفي الأسبوع الأول من أكتوبر ، بلغت فرقة الحراسة عن مشاهدة ، غواصة في المياه الجنوبيه لفيرث أوف فورث ، وفي نفس اليوم كان القائد جيبسون ، يراجع ما تم انجازه من عمل لتدعيم الجسر ، ووجد أن الدعامة الثالثه للجسر لم ينتهي العمل عندها ، فأمر بمضاعفة عدد العاملين ، وهذا تم العمل بعد ظهر اليوم التالي .

تحقق الحلم :
وبعد هذا بيومين ، في يوم 7 أكتوبر عام 1914م ، عندما كانت المدمرة فيرليس ، تبحر بالقرب من فير أوف فورث ، أبلغت عن مشاهدة غواصتين ألمانيتين ، بعد عبورهما جسر فورث .

شاهدت المدمرة بعد ذلك انطلاق ثلاثة طوربيدات ، من الغواصتين تستهدف الدعامة الثالثة للجسر ، أخطأ طوربيدان طريقهما ، وأصاب الطوربيد الثالث دعامة الجسر ، دون أن يؤثر عليها ، نتيجة لوجود الكتل الخرسانية حولها ، استدارت المدمرة فيرليس لتواجه الغواصتين ، وحتى لا تصيب قذائفها الجسر نفسه ، ثم صبت نيرانها على الغواصتين ، فغطست واحدة واستطاعت الهرب ، بينما أصيبت الأخرى بعد أن استقرت ، إحدى القذائف في جوفها فانقلبت على ظهرها وغطست إلى القاع ، وهكذا تحقق حلم الآنسة سارة موريس .

By Lars