في بعض البلدان والثقافات المختلفة يعد قطع الأصابع والاستغناء عن جزء من جسم الإنسان أمرًا عاديًا ، تخيل هذا ! أما لدينا ونحمد الله على ما لدينا ، كل عضو في الجسد أمانة من الله سبحانه وتعالى سنسأل عنها يوم القيامة ؛ لذا وجب الحفاظ عليها.
فمن يجرح في يده يشعر بالألم ومن يتعرض لحادث فتحترق أصابعه ، أو تنقطع يعاني الأمرين ، ويظل طيلة عمره حزينًا يشعر بالنقص ، ولكن على صعيد أخر وفي مجتمعات أخر يتم قطع الأصابع دون أي حزن أو شعور بالنقص ، ولعل هذا يرجع لمعتقدات الشعوب وثقافتهم ، فهي المشكل الأساسي لأفعالهم ، وهناك العديد من الأسباب التي تدفع بعض الشعوب لتلك العادة الغريبة ، ومنها :
قطع الأصابع من أجل الحداد على الميت :
في إحدى القبائل التي تعيش في غينيا الجديدة ، ومنطقة بابوا في اندونيسيا تعيش قبيلة دوجوم داني ، ولهذه القبيلة عادات غريبة في الحزن على الميت ، فيهيلون التراب على وجوههم تعبيرًا عن الحزن ، وهذا أمر قد نكون سمعنا عنه في الجاهلية ، ولكن الغريب في الأمر قطع أصابع الفتيات الصغيرات.
فحينما يموت أحد أفراد القبيلة ، يتم قطع جزء من إصبع الفتيات بأسرة المتوقي ، وحينما يموت زعيم القبيلة ، يتم قطع جزء من إصبع جميع فتيات القبيلة ؛ وذلك ظنا منهم أن هذا الطقس الغريب يمنح السلام والهدوء لأرواح الأجداد ، ويمنعهم من إيذاء الأحياء.
وقد ابتكرت تلك القبيلة طريقة غريبة في قطع الأصبع حيث يتم ربط خيط حول الإصبع لمدة نصف ساعة حتى يتوقف تدفق الدم إليه ، ثم يتم ضرب عظمة مفصل الكوع ضربة خفيفة حتى تفقد الفتاة الشعور بذراعها ، وبعدها تتم عملية القطع بسكين حاد ، أما الجزء المقطوع فيتم حرقه ودفنه من أجل إرضاء الأرواح ، ولكن في الآونة الأخيرة منعت السلطات هذه العادة الدموية ، حينما وجدت أن معظم نساء القبيلة لم يعد لديهم سوى إصبع الإبهام فقط .
قطع الأصابع نوع من الاعتذار :
ليس هناك وجود لكلمة أسف في عالم الجريمة والعصابات ، فالمخطئ يقتل أو يقطع جزء من جسده تكفيرًا عن ذنبه ، وتعتبر عصابة الياكوزا اليابانية من أكبر عصابات الجريمة بالعالم ، والتي لها نظام صارم وقوانين مجحفة .
فالمخطئ حتى لو كان خطأه بسيط يتم قطع جزء من إصبعه تعبيرًا عن الندم والاعتراف بالخطأ ، ويطلق على هذا الطقس اسم يوبيت سوم أو الأصابع الطائرة ، وفيه يجلس الفرد على ركبتيه ويضع يده على قطعة قماش من الحرير ، ثم يقطع جزء من إصبعه الأيسر بسكين حاد.
ويطوى القماش بالإصبع ويعطيه للزعيم ، ويعد هذا الطقس نوعًا من الولاء للعصابة ، كما يستخدم هذا الطقس أيضًا في دفع الديون عن القمار ، وتتم عملية القطع على حسب مقدار الدين.
قطع الأصابع للتظاهر والاحتجاج :
كثيرًا ما تحدث التظاهرات والاحتجاجات نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد ، ولكل شخص طريقة في التعبير عن احتجاجه ، فهناك من يحمل اللافتات ، وهناك من يمتنع عن الطعام والشراب ، وهناك من يحرق نفسه ، ولكن في كوريا يتم قطع الأصابع كنوع من الاحتجاج ، ففي عام 2001م قامت مجموعة مكونة من 20 شاب كوري بالتظاهر أمام بوابة الاستقلال الكورية احتجاجًا على زيارة رئيس الوزراء الياباني جوني شيرو كوي زومي إلى ضريح الجنود اليابانيين القتلى هناك.
واعتبروا أن تلك إهانة لكوريا وفتح في سجلات الماضي ، فقاموا بقطع أصابعهم احتجاجًا على هذا الأمر ، وقد كان هذا التقليد متبع من بداية القرن التاسع عشر حينما فعل ذلك أحد قادة المقاومة الكورية للغزو الياباني ، بقطع اصبعه وكتابة وثيقة استقلال لكوريا.
وهناك أيضا العديد من الأسباب الأخرى كالأمراض النفسية ، أو طلب الزواج كما بقبيلة خوزان التي تعيش بغرب إفريقيا ، فبدلا من أن يلبس كلا الزوجين دبل الارتباط ، يقوموا بقطع أصابعهم لإتمام الزواج ، كنوع من الارتباط الدائم بينهم ، وإذا أراد الزوج الزواج من أخرى بعد وفاة زوجته عليه قطع إصبع أخر لتحرير روح زوجته المتوفية .