فيتامين سي ذلك الفيتامين الحيوي ، والضروري لصحة الجسم والخلايا حيث أن لذلك الفيتامين ، دور أساسي في تعزز مناعة جسم الإنسان ، ومحاربة الفيروسات والبكتيريا ، ولذا نجد عند الإصابة بالأنفلونزا أو نزلات البرد ، يساعد شرب عصير البرتقال أو الليمون في سرعة الشفاء ، وذلك لغناهم بفيتامين سي الذي يرفع مناعة الجسم ، فيطرد الفيروسات من الجسم ويقاومها .
كما أن فيتامين سي ، يساعد الجسم في امتصاص الحديد ، لذا يفضل عند تناول وجبات غنية بالحديد ، أن تكون مصاحبة بعصير الليمون أو البرتقال ، حتى يحصل الجسم على الفائدة القصوى ، من الحديد الموجود دخل تلك الأطعمة ، كما ينصح الأطباء بتناول حبوب الحديد ، بكوب من عصير الليمون أو البرتقال ، بدلاً من الماء لتعزيز امتصاص الحديد .
كما أن فيتامين سي ، يساعد في عمل Detox وهى عملية تطهير الجسم من السموم وتنقيته ، ولذا يفضل شرب كوب من عصير الليمون أو البرتقال ، في الصباح وقبل النوم لضمان صحة أفضل ، ويساعد في خفض ضغط الدم المرتفع ، كما أنه يحافظ على مرونة الشرايين ، ويقلل فرص الإصابة بتصلب الشرايين ، كما أن فيتامين سي دور بارز في منع مرض Scurvy ، وهو مرض يصيب الاسنان واللثة ويسبب تورمها ونزيفها .
وقد يسبب هذا المرض الوفاة ، وساعد هذا المرض على اكتشاف فيتامين سي كما أن فيتامين سي ، يحافظ على حيوية خلايا الجسم والبشرة ، ويقلل علامات الشيخوخة بتحفيزه ، لإفراز الكولاجين من الجسم .
اكتشاف فيتامين سي :
في القرن الخامس عشر ، أصبح مرض scurvy هو المسبب الأول لموت البحارة البريطانيين ، أثناء رحلاتهم البحرية الطويلة ، حيث كان البحارة البريطانيين يقضون فترات طويلة في البحر ، وكان طعامهم يفتقر الفاكهة والخضروات ، مما أصيبوا بمرض سوء التغذية ، والذي أدي إلى إصابتهم بمرض scurvy ، ولكن لم يكن لديه علاج في ذلك الوقت ، فكان المسبب الأول للوفاة .
في عام 1769م أجرى الفيزيائي وليم ستارك William Stark ، سلسلة من التجارب على الطعام والتغذية ، واستخدم نفسه كأداة تجريبية وظل يستهلك الماء والخبز واللحم لمدة 31 يوم .
وبعد تلك الفترة ، لاحظ تورم اللثة واحمرارها ونزيفها ، وبعد مرور سبعة أشهر توفى بسبب إصابته بمرض scurvy ، والذي أصابه بسبب افتقار طعامه للخضروات والفاكهة ، مما تعرض لسوء تغذية ونزيف ، بسبب مرض scurvy.
بعد مرور اثنى عشر عام ، اكتشف الفيزيائي الاسكتلندي جيمس ليند James Lind ، أن الفاكهة الحمضية (البرتقال والليمون) وعصائرها ، دور في الحد من مرض Scurvy ، وعمل كطبيب جراح في البحرية .
فألزم جميع البحارة ، بشرب عصائر الفاكهة الحمضية كل يوم ، لمنع إصابتهم بذلك المرض ولكن لم يكن ذلك الطبيب ، على علم بوجود فيتامين سي في تلك الفاكهة ، ودورها في علاج مرض scurvy .
في عام 1930م ، اكتشف الباحث ألبرت ناجيرابولت Albert Szent Nagyrapolt ، فيتامين سي بعد سلسلة من الأبحاث والتجارب ، وأكتشف أهمية ذلك الفيتامين ودوره في علاج مرض نزيف اللثة وتورمها ، وبفضل ذلك الاكتشاف فاز بجائزة نوبل في الطب عام 1937م.
نبذة عن حياة ألبرت ناجيرابولت ورحلة اكتشاف فيتامين سي :
ولد في المجر عام 1893م من أسرة شغوفة بالعلم ، وألتحق بالجامعة في بودابست ولم يستكمل دراسته ، بسبب انضمامه للجيش في الحرب العالمية الأولى ، ولكنه أصاب نفسه بطلق ناري في ذراعه ، حتى يتم استبعاده من الخدمة العسكرية ، وعاد ليكمل دراسته ، وأنهى دراسته الجامعية عام 1917م .
وبعد التخرج حصل على الدكتوراه ، وبدأ العمل كباحث بدراسة التغيرات الكيميائية ، والتي تحدث لخلايا الجسم ، عند استهلاك الطعام وخلال العمل على تلك الأبحاث ، استطاع فصل مادة من الغدة الكظرية.
وتلك المادة توصل إلى تركيبها الكيميائي ، وهى وجود 6 ذرات كربون ، ولها خاصية الحمض والسكر ، وسمى تلك المادة Hexuronic Acid ، وفي عام 1920م درس طريقة تنفس الخلايا وإنتاجها للطاقة ، واكتشف ما يعرف بدورة كريبس Krebs Cycle ، لإنتاج الطاقة من عملية التنفس .
ثم أجرى العديد من الأبحاث على النباتات ، ووجد علاقة بين تعرض بعض النباتات للتلف وتحولها للون البني ، وذلك بسبب عملية الأكسدة ، ولاحظ عند إضافة عصائر الفاكهة الحمضية ، لتلك النباتات لا تتعرض لعملية الأكسدة ، وذلك بفضل تأثير مادة معينة في تلك الفاكهة ، تمنع عملية الأكسدة وبالمزيد من الأبحاث ، تم اكتشاف أن تلك المادة هو حمض Hexuronic ، والذي سمي فيما بعض فيتامين سي .
وتعاون ألبرت مع الكيميائي الأمريكي وباحث في مجال الفيتامينات ، يدعى سفيربلي Svirbely ، وأجروا بحثاً على مجموعة من الحيوانات ، حيث قاموا بتقسيمهم إلى مجموعتين ، مجموعة قاموا بتغذيتها بطعام مغلي حيث أن الغليان يدمر فيتامين ج .
ومجموعة أخرى ، تم تغذيتها بأطعمة غنية بحمض Hexuronic ، وتم ملاحظة أن المجموعة الأولى ، عانت من أعراض مرض Scurvy ثم الموت ، بينما المجموعة الثانية لم تعاني من ذلك المرض .
وهنا تم التوصل لعلاقة فيتامين سي ، بمرض نزيف اللثة ودوره في الحد منه وعلاجه ، وفي عام 1933م اكمل ألبرت أبحاثه ، لاكتشاف المزيد من مصادر فيتامين سي ، وتوصل إلى عصير البرتقال وعصير الليمون .
ولكن لم يستطع فصل فيتامين سي منهم ، لاحتوائهم على نسبة من السكر ، مما جعل فصل ذلك الفيتامين عملية صعبة للغاية ، ولكن أجرى أبحاث حول الفلفل الحار ، واستطاع فصل فيتامين سي منه ، وكان أول باحث يفصل فيتامين سي ، من مصادره بعد اكتشافه .