كانت أسرة رومانوف هي الأسرة الملكية الثانية التي حكمت روسيا ، بعد أسرة روريك ، وكانت أخر أسرة تحكم روسيا ، وصلت أسرة رومانوف بعد صراع مع عائلة روريك ، وانتهى بتتويج ميخائيل رومانوف على عرش روسيا عام 1612م ، وظلت عائلة رومانوف تحكم حتى تنازلها عن العرش في 15 مارس 1917م ، نتيجة لأحداث ثورة فبراير .
أخر قياصرة روسيا:
كان أخر قياصرة روسيا هو (نيقولا الكسندروفيتش رومانوف) ، والذي بدأ حكمه من 1 نوفمبر 1894م بعد وفاة والده ، الكسندر الثالث ، وقد شهد عصر القيصر نيقولا اندلاع الحرب الروسية اليابانية والتي انتهت عام 1905م ، بهزيمة ساحقة للجيش الروسي ، وقد أثرت الحرب على الحالة الاقتصادية الروسية ، حيث انتشر الفقر بصورة كبيرة ، بين الطبقات العاملة .
كما انتشرت الأمراض ، مع نقص الرعاية الصحية للطبقات الدنيا من العمال والفلاحين ، ومع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914م ازدادت تكاليف المعيشة بشكل كبير مما سبب سخط كبير ، كما ضربت البلاد موجه قطبية أدى شديدة أدت إلى فساد المحاصيل فلم يعد الناس يجدون الخبز .
السقوط :
اندلعت الثورة في فبراير عام 1917م ، وفي 15 مارس من نفس العام اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش لشقيقه ميخائيل رومانوف ، والذي أثر أن يترك الحكم لحكومة ديمقراطية ، وقد قرر مجلس الدوما الإمبراطوري قيام حكومة مؤقتة يرأسها الأمير غريغوري لفوف ، ثم انتقلت القيادة لألكسندر كيرينسكي ، وفي اليوم التالي تم القبض على القيصر وعائلته .
كانت أسرة القيصر تتكون من زوجته ألكسندرا وبناته الأربعة الدوقات أناستازيا وماريا وأولجاوتاتيانا وابنه الوحيد زارفيتش أليكسي ، وقد تم نقلهم جميعًا إلى قصر تزاركوسيلو ، وظلت أسرة القيصر بذلك القصر حتى يوم 14 أغسطس 1917م ، تم نقلهم إلى بلدة توبولسك في سيبيريا ، وتركت الأسرة هناك تعاني البرد القارص ، تحت حراسة ياركوف يورفسكي ، ومع اندلاع الثورة البلشفية بقيادة لينين وتروتسكي ، تم نقلهم إلى منطقة جبال الأورال قريبًا من الحدود التشيكية حيث وضعوا في بيت ايباتيف .
الإعدام :
في 17 يوليو 1918م ، وردت الأوامر من موسكو إلى الحراس ، بإطلاق النار على العائلة وتم قتل القيصر وزوجته وأبنائه ، وأربعة من الخدم المرافقين له ، ولم تذكر التقارير الرسمية أي خبر عن عملية الإعدام ، وذلك بسبب أن العائلات الملكية المرتبطة بآل رومانوف كانت تتوسط للإفراج عنهم ، ولم يشأ البلاشفه اكتساب عداوتهم .
ظلت أخبار أسرة رومانوف مخفية عن العامة فترة طويلة ، وقد انتشرت الشائعات حولهم ، ولم تتكشف الحقائق بخصوصهم حتى سقوط الاتحاد السوفيتي ، وفتح الملفات المخفية عن أسرة القيصر ، وتم جمع الكثير من المعلومات من خلال من بقى على قيد الحياة من الحراس الذين حضروا الإعدام .
وقد تم الإفصاح من خلال أحد الحراس أن عائلة رومانوف خلال احتجازهم ، فكانوا يتركون للبرد القارس بملابس خفيفة ، كما أن الأميرات قد عانين من الجدري ، كما أنهم أصيبن بحشرات الرأس فتم حلق شعورهن جميعًا .
وفي اليوم المحدد في الساعة الثانية من صباح 18 يوليو 1918م ، أيقظهم يورفسكي وأمرهم بارتداء ملابسهم ، وحمل القيصر ولده الصغير ، الذي كان يعاني من المرض ، وتم اقتيادهم لأقبية أحد المنازل ، جلس الجميع في غرفة بالطابق الأرضي بانتظار رحلة نقل مزعومة ، وكان القبو خاليًا من الأثاث حتى أن الأمبراطورة طلبت مقعدين لها ولابنها .
دخل الجنود الغرفة وأخبر يورفسكي القيصر أن الثوار السوفيت قد أصدروا عليهم حكما بالإعدام ، وقبل أن يتحرك القيصر تم إطلاق النار عليهم جميعًا بشكل عشوائي ، وقد تم نقل الجثث للدفن في أحد المناجم ، ولسبب ما لم تدفن جثتي الأميرة أنستازيا والأمير أليكسي ، ولذلك ظهرت الكثير من المحتالات ممن أدعين أنهن الأميرة أنستازيا وريثة عرش آل رومانوف .
ولكن في عام 1998م تم العثور على رفات الأمير إليكسي ، وشقيقته قرب ايكاتيرينبورج ، في نفس يوم الذكرى التسعين لإعدامهم ، وبذلك تم القضاء على عائلة رومانوف التي حكمت روسيا لما يقرب من 300 عامًا .