الصداقة هي امتزاج روحين ، انشغال أحدهما بالأخر ، ما بين اهتمام ورعاية ، ويظلهما الحب ، ولا تقتصر الصداقة على بني البشر فقط ، فبين الحيوانات هناك صداقة ، وبين الطيور هناك صداقة.

والصداقة ليست بين فصيل بعينه ، فقد يتصادق قط مع امرأة ، أو رجل مع كلب يرعاه ، أو بعض الحيوانات مع الطيور ، وهناك الغريب والعجيب في هذا العالم المسمى بالصداقة ، وسنذكر لهذا بعش الأمثلة

النمر أمور والجدي تيمور :
من أغرب أنواع الصداقة التي يمكن أن تتواجد على ظهر الأرض صداقة الصياد بالفريسة فالنمر السيبيرى أمور الذي يعيش في منتزه بروميسكي بروسيا جمعته صداقة بالجدي تيمور ، فلم يكن النمر يقبل بوجود الوجبات الجاهزة التي تقدم له في الحديقة ، فقد حبته الطبيعة بأنياب تستطيع افتراس إي كائن من كان.

فكانوا يقدمون له الفريسة حية فيفترسها ليأكل ككل الحيوانات البرية ، وفي يوم من الأيام وقع الاختيار على الجدي تيمور ؛ ليكون فريسة النمر المقبلة والجدي هو ذكر الماعز .

ولكن يبدو أن الجدي كان يتمتع بذكاء شديد ، فهناك شيء جعل النمر لا يفترسه ، بل ووصل بهم الحال إلى الصداقة الشديدة ، ولكن تقلبات الدهر لا تمنع القدر ، فبعد سنوات قام النمر بغرس أنيابه في تيمور وألقاه بعيدًا ، وهو لم يمت حينها بل تعرض لبعض الإصابات التي تمكن المسعفون من علاجها ، ويبدو أن النمر لم يكن ينوى افتراس الجدي ، ولكن فقط حدث بينهم مشاجرة أدت إلى افتراقهما ، فبعض وقوع تلك الحادثة تم نقل الجدي لحظيرة أخرى ، وحظا بشهرة بالغة بعد أن كان واحدًا من ألاف الماعز لا يدري عنه أحد.

الضفدع الذي أنقذ الفأر :
بالهند وبالتحديد في ضاحية لوكنو الهندية ، ركن المصور الفوتوغرافي أعظم حسين دراجته البخارية ليسجل حدثًا عجيبًا لم يكن يتوقعه ، فبينما هو يستريح وجد فأرا صغيرًا واقعًا في إحدى البحيرات يحاول عبثا التعلق بأي شيء ينقذه .

وبينما هو يحاول ظهر ضفدع كبير من تحت الماء ، وحمل الفأر على ظهره وأوصله لطرف البحيرة ، فقفز الفأر واختفي بين الأعشاب ، ولكن استطاع المصور العبقري أن يلتقط بعض الصور لهذا المشهد الغريب الذي يجعلنا نقف فاغرين أفواهنا أمام عالم الحيوان الغريب .

الأسد بولدغير والكلب ميلو :
لا شك أن الصداقة في الصغر هي التي تستمر ، وغالبًا ما يكتب لها النجاة من غدر وتقلبات الزمن ، وفي حالة الأسد بولدغير ، بدأت الصداقة من الصغر وهو شبل صغير كان يلعب مع ميلو ويأكل ، واستمرت الصداقة بينهم سنوات.

تخيل الأسد الذي يزن 225 كيلو جرام يلعب الكلب الذي لا يتعدى 5 كيلوجرامات ، بل وأحيانا يدخل رأسه في فم الأسد وهو يلاطفه ، ولكي ينظف أسنانه من بقايا الطعام العالقة ، متيقن تمامًا أنه في أمان ، ولن يغدر به صديق الطفولة مهما جرى.

قد يقول البعض أن الأسد الذي نشأ في مزرعة مع حيوانات أليفة يتطبع بطبعهم ، وطالمًا طعامه متوفر ، فهو ليس في حاجه للافتراس ، قد يكون هذا الافتراض صحيحا ، ولكن هناك حالات مماثلة بالبرية وموثقة بالصور للبوه احتضنت صغير الغزال ، وقامت بإطعامه وحمايته من بقية الأسود ، فبعض الحيوانات قد حباها الله نوعا من الرحمة حتى لو كانت مفترسة .

By Lars