صاحب هذا الاختراع العظيم هو جويلمر ماركوني ، والذي يطلق عليه أيضًا صاحب العصا السحرية ، حيث أنه تمكن بالعصا التي ابدعها أن يجعل العالم كله ، يتحول إلى ترددات مختلفة ، تترجم في هيئة أصوات يستمتع بها مليارات البشر حول العالم كله .
كان ماركوني من أبناء إيطاليا وكانت أسرته غنية وعريقة ، وقد تمكن ماركوني من اختراع جهاز الابراق اللاسلكي ومن ثم سافر به إلى بريطانيا وسجله هناك ، وكانت الفكرة الأساسية لهذا الجهاز أن يرسل ويستقبل الإشارات الإشعاعية على مسافات بعيدة .
حرص في أول تجارب الجهاز أن يرسل إشارات عبر المحيط الأطلسي ، مما سبب إبهار كبير بين العلماء ، وقد اعتمد على هذا الجهاز في التسليحات الحربية ، حيث أنه وضع في السفن الحربية ، وكان يستخدم من أجل الحصول على المساعدة في حالة الصعوبات أو المشكلات ، وتمكن ماركوني أن يحصل على جائزة نوبل على هذا الجهاز عام 1909م في مجال الفيزياء ، وكان معه شريكًا في الجائزة العالم كارل فرديناند ، والذي ساعد ماركوني في ابتكار التلغراف اللاسلكي .
استمر ماركوني في العطاء حتى أخر يوم في حياته وقد تمكن قبل وفاته عام 1937م ، من إحداث طفرة جديدة في عالم اللاسلكي ، حيث أنه تمكن من تصوير الموجات القصيرة والقصيرة جدًا .
انبهار العالم :
كان انبهار العالم باختراع ماركوني أكبر وسيلة يمكن بها الترويج لهذا الاختراع العظيم ، وحدث هذا بالتحديد عام 1909م ، عقب غرق السفينة فيكتوريا ، وأثناء الغرق تم استخدام الرسائل اللاسلكية .
ومن هنا تم إنقاذ العديد من الركاب ، بعد أن أرسلت هذه الرسائل للسفن القريبة ولأبراج المراقبة ، وكان ماركوني يسعى إلى زيادة مدى الرسائل الصوتية ، وزيادة قدرة هذه الرسائل على أن تصل بين مسافات طويلة ، وبالفعل استمرت تجاربه حتى تمكن من أن يجعل مدى الرسائل أكبر ، حيث أنه في عام 1910م وصلت مدى الرسائل إلى 6000 ميل في المنطقة بين الأرجنتين وأيرلندا .
الراديو / المذياع :
هو عبارة عن جهاز يحول الموجات الكهرومغناطيسية والتي يطلق عليها موجات الراديو إلى أصوات ، ويتم تحويل هذه الموجات في محطات الإذاعة ، والهدف الرئيس من الراديو هو إرسال وبث الأصوات والرسائل بمختلف أشكالها على الجمهور .
ويتكون جهاز الراديو من هوائي يلتقط الإشارات اللاسلكية ، وهذا الهوائي هو ما كان يطلق عليه العالم العصا السحرية ، هذا الهوائي يحول الإشارات التي يتلقاها إلى إشارات كهربائية .
تنتقل هذه الإشارات بعد ذلك إلى دوائر مكونة من مكثفات هوائية ، ومعها مكبر صوت للترددات العالية والمذبذبات ، والمكثف مسئول عن انتقاء القناعة الإذاعية التي يختارها المستمع ، وفي نفس الوقت يمنع تداخل الإشارات المختلفة للمحطات الإذاعية .
بعد ذلك تتحول الإشارات إلى أصوات ويتم تعديلها من خلال المكثف ، وفي نفس الوقت تحدث عمليات تعديل على الإشارات الأولى تعديل النبضات والثانية تعديل السعة ، وذلك من أجل الحصول على إشارة قوية للموجات وخاصة المرتبطة بتعديل التردد أف أم.
زادت أهمية الراديو كثيرًا في مراحل الحروب ، واستخدمت إشارات الراديو في الكثير من الأحيان كوسيلة للانتصار في الحرب ، حيث أن يعض الاستخبارات العالمية كانت تتجسس على موجات الراديو من أجل معرفة أخبار العدو .
ولكن دائمًا ما كانت القوات العسكرية تستخدم إشارات الراديو ولكن بطريقة مشفرة ، حتى لا تنكشف أسرار الجيش ، وحتى يومنا هذا يعد الراديو جزء أساسي من كيانات الشعوب ، ويستخدمه المليارات يوميًا في التعرف على الأخبار والاستماع إلى الموسيقى أو البرامج المختلفة .