في عام 1976م وتحديدًا في الثامن والعشرين من يوليو ، استيقظت أحدى المدن الصينية على كارثة كبيرة ، وهي انتشار الكلاب البرية المتوحشة في أرجاء المدينة ، كانت الكلاب تنبح بطريقة شديدة للغاية وبصوت هيستيري مزعج ومرعب .

وكانت أزمة كبيرة أجبرت الحكومة على أن تجلي المدينة من المواطنين فيها تمامًا ، أكثر من تسعين ألف شخص من سكان المدينة تم ترحيلهم وإخلاءهم من المدينة خوفًا من الزلزال ، وكان سكان المدينة يشعرون بالخوف الشديد .

بالفعل بدأت الحكومة الصينية في إجلاء الناس عن منازلهم ، وبعد أن تم إجلاء المواطنين تمامًا من المدينة بساعات قليلة حدث زلزال مروع راح ضحيته مئات الآلاف من المواطنين ، وحينها أدرك سكان المدينة أن ما حدث كان بمثابة إنذار من الله تعالى لهم ، حتى لا يروحوا ضحايا للزلزال .

كان هذا الزلزال هو زلزال تانغشان ، والذي يطلق عليه زلزال تانغشان العظيم ، والذي يعد من أشرس وأسوء الحوادث الطبيعية التي مرت على العالم ، وقدرت ضحايا زلزال تانغشان فيما يتراوح بين مائتان وأربعين إلى مائتان خمسة وخمسون قتيل .

وقد أصيب في هذا الزلزال ما يزيد عن مئة أربعة وستون شخص بجروح وإصابات شديدة ، كان الزلزال بقوة 8.2 على مقياس ريختر ويعد من النوع المدمر .

لم تكن الكلاب البرية هي الإنذار الوحيد على اقتراب الزلزال بل كان هناك العديد من العلامات الأخرى ، منها ارتفاع منسوب المياة وانخفاضها في بئر ، يقع بجوار قرية تانغشان ثلاثة مرات متتالية ، وفي الثاني عشر من يوليو والخامس والعشرين والسادس والعشرين من يوليو أي قبل الزلزال بيومين .

ورصدت مكاتب التحليل ورصد الزلازل أن مدينة تانغشان ستتعرض لزلزال بين الثاني والعشرين من يوليو إلى الخامس من أغسطس ، وذلك لأن على حسب مركز الرصد شوهدت العديد النشاطات غير الطبيعية في باطن الأرض ، في مناطق بكين وتيانجين وتانغشان وبوهاي وكذالك تشانجياكو .

كان للزلزال أثر مدمر على مدينة تانغشان ، فقد أدى إلى تدمير حوالي خمسة ميل أو ما يعاد ثمانية كيلومترات من المدينة ، وقد أدى إلى سقوط خمسة وثمانين مبنى ، واستمرت الموجات الزلزالية على مساحات كبيرة .

حتى أن المدن المجاورة تأثرت بالموجات الزلزالية وشهدت بعض التدمير والخراب مثل مدينة تشنهوانغداو ومدينة تيجان ، بل أن الأثر أمتد حتى يصل إلى بكين أيضًا ، وتقدر خسائر زلزال تانغشان بقيمة عشرة مليارات يوان .

حاولت الكثير من الحكومات والدول حول العالم التدخل من أجل المساعدة في الإنقاذ ، إلا أن الحكومة الصينية رفضت أي تدخل من أي دول أخرى وحتى من الأمم المتحدة ، وأغلقت على نفسها واكتفت ذاتيًا ، وعلى الفور أرسل إلى تانغشان ستة وخمسون فريقًا طبيًا .

وتم إرسال جيش التحرير الشعبي من أجل المساعدة في إجلاء المواطنين ، أو تحسين الأوضاع في المدن التي تأثرت بالزلزال المدمر ، وقد بدأت قوات الجيش في عمليات إعادة الإنشاء والأعمار خاصة للبنى التحتية ، وبالفعل تم بناء المدينة كاملة .

في الوقت الحالي يسكن بتانغشان حوالي ثلاثة ملايين نسمة ، وأطلق على المدينة منذ ذلك الحادث مدينة الشجاعة الصينية ، وعلى الرغم من أن الزلزال حدث في وقت مأساوي على المستوى السياسي في الصين ، إلا أن بعد هذا الحادث المروع بدأت الأمور على المستوى السياسي تعود إلى أوضاعها الطبيعية شيئًا فشيء .

يقال أن زلزال تانغشان العظيم هو ثاني أقوى زلزال حدث على مستوى العالم ، بعد الزلزال الذي حدث عام 1556م في مدينة شانشي والذي راح ضحيته حوالي ثمانمائة وثلاثين ألف مواطن .

By Lars