بالطبع تعامل العديد منا مع الأطفال ، فلا يوجد مكان أو بقعة على وجه البسيطة إلا وبه طفل ، وبالطبع أيضًا بالتعامل مع الأطفال ، من المؤكد أننا قد سمعنا منهم عن الصديق الخيالي .
هذا الصديق الذي نعتقد دائمًا أنه مجرد خيال ، أو تطوّر عقلي يظهره الطفل الأكثر ذكاءً ، ولكن من المثير بالأمر هو وصف الطفل لأماكن ، وأشخاص قد يكون لم يرهم من قبل ، ولكن هل تعلم بأن تسعون بالمائة من تلك الرؤى تكون حقيقية ؟ أتعلم بأن الأطفال بداية من عُمر سنتين ، وحتى خمس سنوات ، يرون جيدًا وبوضوح ، مالا نستطيع نحن رؤيته ؟
أحداث واقعية :
على مدار السنوات السابقة ، سُجلت العديد من الأحداث والوقائع ، الخاصة بالأطياف أو الأشباح التي يراها الأطفال ، فعلي سبيل المثال ؛ في عام 1970م وتحديدًا في لندن ، روت إحدى السيدات أن طفلها البالغ من العمر عامان فقط .
قد بدأ يرفض النوم في فراشه بشكلٍ مفاجئ ، واعتقدت الأم في البداية بأن الطفل لديه نشاطًا زائدًا ، ولكن ما استوعبته الأم من حديث طفلها كان صادمًا ، حيث أشار الطفل إلى الحائط المواجه لفراشه ، قائلاً : أنا أخشى تلك الفتاة التي تزحف على الحائط أمامي كل ليلة .
واقعة أخرى حدثت عام 1982م ، ولكن في مدينة طوكيو هذه المرة ، حيث هربت طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام فقط ، من منزلها خوفًا من السيدة المشنوقة بالحمام ، حسب روايتها.
وفي عام 1987م في الولايات المتحدة الأمريكية ، لاحظت إحدى السيدات ، مراقبة طفلها البالغ من العمر أربعة أعوام لأحد الجدران داخل المنزل ، ومن الملفت للنظر امتداد الساعات التي ينظر فيها الطفل للحائط ، فقد كان يظل الطفل مشغولاً للحائط لفترات تتراوح من ساعتين إلى أربعة ساعات متصلة ، فاضطرت السيدة أن تأتي بأحد الأطباء النفسيين من أجله ، إلا أنه قد صُدم عندما روى له الطفل أنه يجلس مواسيًا للرجل ذو ربطة العنق البيضاء ، فالرجل يشعر بالحزن الشديد منذ وفاته ، لأنه لا يستطيع التحرر من المنزل !
وفي عام 1992م بمنطقة الهانوفيل بالإسكندرية في مصر ، قامت طفلة صغيرة تبلغ من العمر خمسة أعوام ، بإحراق المنزل ، مبررة فعلتها بأنها كانت ترغب في إحراق الرجل الأسود الذي يسكن معهم داخل المنزل.
ولعل تلك الأمثلة ليست الوحيدة ، فكل يوم نقرأ المزيد من تلك القصص الواقعية ، بشأن رؤية الأطفال للأطياف ، أو الأشباح كما نطلق عليها ، ولهذا الأمر تفسيران :
أولهما نطلق عليه التفسير الروحي ؛ فالإنسان عبارة عن ثلاثة مكونات ؛ الروح ، والنفس ، والجسد ، وتقع النفس بين روح الإنسان وجسده ، فهي همزة الوصل بينهما ، وهي ما تسمح للإنسان بالتعلم ، وخوض التجارب ، وكيفية التصرف بالمواقف المختلفة التي يتعرض لها الشخص. فالطفل منذ مولده وحتى بلوغه خمسة أعوام ، يكون أضعف ما يمكن ، وبهذه الفترة يتحرر العقل من قيوده الاجتماعية ، ومعتقداته ؛ مما يسمح للطفل بالتواصل مع ما لا يمكن للناضجين رؤيته ، أو الإحساس به سوى في حالات نادرة .
أما التفسير الثاني ، يمكن تسميته بالعملي ؛ حيث يمكن لعين الشخص العادي ترى الأجسام ، التي تقع بين 400 إلى 700 مم ؛ أي المنطقة تحت الأشعة الحمراء .
ولكنها لا تستطيع رؤية ما يقع في نطاق الأشعة فوق البنفسجية ، وهو المجال الذي تقع به الأطياف ، ولكن الطفل الوليد يستطيع رؤية الأجسام داخل نطاق الأشعة فوق البنفسجية ، أي يمكن للطفل أن يرى ما يمكن للناضجين رؤيته