لم تكن تدري السيدة الأولى إميلدا ماركوس زوجة رئيس الفلبين السابق فرديناند ماركوس أنها ستدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد طردها من البلاد ، وهي زوجها الرئيس ؛ فعندما هربت عائلة ماركوس من الثورة عام 1986م ، وجدوا خزانة تضم 3400 زوج من الأحذية بقصرها .
ورغم أنها نفت أنها تمتلك كل هذا الكم من الأحذية ، وأن كل ما تملكه هو فقط هو 1060 زوجا منها ؛ لأنها كانت تريد تشجيع صناعة الأحذية الفلبينية الأفضل في العالم من وجهة نظرها ، إلا أنها عادت وأقرت بالأمر حينما علمت أنها ستدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر سيدة تمتلك أحذية في العالم .!
من هي إميلدا ماركوس :
اسمها الاصلي ايميلدا ريميديوس فيسيتاسيون ترنداد روموالديس ، وهي ملكة جمال سابقة ومطربة شهيرة ، ولقبت بالفراشة الحديدية أثناء حكم زوجها ، والذي كان عضواً بمجلس الشيوخ عام 1953م ، وساندته إلى أن أصبح رئيساً للبلاد نهاية عام 1965م ، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي شابها التزوير ، وقد تزوجته بعد خطبة دامت 11 يومًا فقط .
بذخها أثناء حكم زوجها :
بعد وصول فرديناند إلى قمة السلطة ، حكم الفلبين لمدة عشرين عامًا هو وزوجته حكماً ديكتاتوريًا ، فأحدث العديد من الأزمات الاقتصادية والمالية وزاد من تراكم الديون ، فعانى الشعب من الفقر والحاجة ، وعاش في بؤس شديد .
بينما كانت هي تجوب العالم باعتبارها المبعوثة الشخصية لزوجها ؛ لتقابل الملوك والرؤساء ، كما أنها أخذت ترقص وتغني مع نجوم السينما والتلفزيون باعتبارها نجمة سابقة ، وعلى الرغم من أن شعبها كان يعيش تحت الفقر والعوز ، إلا أنها كانت تشتري العقارات في مانهاتن خلال ثمانينات القرن الماضي ، وبالإضافة إلى كميات المجوهرات الكبيرة التي كانت تقتنيها ، كان هناك مجموعة ثمينة من التحف الفنية .
فكانت تقتني اللوحات الثمينة مثل لوحات فان جوخ ، وسيزمان ، ومايكل أنجلو ، والعديد من المنازل بالغة الفخامة في أمريكا والفلبين ، وأدوات المائدة الفضية ، وبعض قلائد الذهب ، وكذلك التيجان الماسية ، حتى قيل أنه من فرط البذخ قامت بإنفاق ثلاثة ملايين جنية استرليني في رحلة تسوق في نيويورك ، وروما ، وكوبنهاجن لم تتجاوز الأسبوع ..!!
وأنها أرسلت طائرة خاصة في مرة من المرات ؛ لكي تحضر لها رملاً أبيض ، لتزين به شاطئ السباحة والمنتجع الخاص بها ، وكانت من ضمن مقتنياتها 1000 حقيبة نسائية وأكثر من 500 فستان ، و15 فرواً مصنوعاً من جلد المنك ، إلا أن شهرتها الأكبر في مجال البذخ كانت بسبب أحذيتها ، حيث قدر تعدادها بـ3400 زوج .
نفيها وزوجها من الفلبين :
زادت قناعة الفلبيين بضرورة التغيير ، واختيار حاكم جديد للبلاد ؛ بسبب الفقر الذي عانت منه الفلبين على يد ماركوس وسياسته الديكتاتورية ، وما شجعهم على ذلك تدهور حالته الصحية ، فاختاروا كورازون أكينو وسقط الديكتاتور ، الذي هاج وماج رافضا لنتيجة الانتخابات .
فثارت ثائرة الشعب ، وانقلب الجيش عليه ، فهرب بصحبة زوجته وابنتاه ، ايرين وإيمي إلى هاواي ، ولم يحملوا معهم سوى الحليب والحفاضات لأطفالهما فقط ، وتركوا خلفهم كل ما جمعوه من ثروة ومقتنيات ثمينة ؛ ليفروا بأنفسهم بعيدًا عن ثورة الشعب الجائع والهائج .
عودتها للفلبين :
بعد وفاة زوجها في المنفى عام 1989م متأثراً بمرضه ، قررت إميلدا العودة للفلبين عام 1991م وذلك بعد موافقة السلطات ، وظلت تطالب بثروة زوجها التي تم مصادرتها أثناء ثورة الشعب على حكم زوجها ؛ على اعتبار أنه كان تاجراً وصاحب ثروة ، وترشحت للانتخابات في محاولة منها لاسترداد السلطة ، إلا أنها لم تفلح في فعل ذلك .
ولكنها تمكنت من الحصول على مقعد في البرلمان ، وربت أبنائها ليسيروا على نفس الدرب ؛ فابنتها إيمي حاكمة لإحدى المقاطعات الآن ، وابنها بونج بونج برلماني محترم يسعى لاستعادة مجد أبيه ، والوصول لكرسي الحكم ، حتى يصبح لإميلدا الكلمة العليا مرة ثانية .