تٌعد الإنكا من أقدم الحضارات ، التي ظهرت بأمريكا في العصور الوسطى ، وتعود جذور تلك الحضارة العريقة المتقدمة ، إلى قبيلة تٌدعى كوجوا ، وكانت تقطن هضبة بيرو على ارتفاع عشرة أمتار فوق سطح البحر .
عمل سكان تلك القبيلة قديمًا ، في زراعة العديد من المحاصيل ، التي كانت تٌزرع في أماكن تٌسمى بالمدرجات ، ويتم الإغلاق عليها جيدًا ورعايتها حتى تنضج ، ولازالت تلك المدرجات محل زيارة وسياحة حتى الآن .
وظلت حضارة الإنكا متواجدة طوال 1200 عام قبل الميلاد ، وحتى غزو الأسبان لتلك المنطقة فيما بعد ، وجدير بالذكر ، أن شعب الإنكا كان مٌتقدم للغاية ، فقد أبدعوا في العديد من فنون العمارة ، وهندسة البناء ؛ حتى أنهم قد شيّدوا معابدهم الخاصة ، وحصونهم بشكلٍ احترافي ومبهر .
بالإضافة لبنائهم بعض الأهرامات ، والمدن الكاملة من الذهب ، بالإضافة إلى أن تقويمهم الفلكي مازال يعمل حتى الآن ، إلى جانب تنبؤاتهم ، وإبداعهم في فنون التحنيط ، وكنوزهم المدفونة ، التي شكّلت جميعها جزءً مهمًا من تلك الحضارة.
وعند وصول الأسبان إلى منطقة الإنكا ، شهدوا نزاعًا قويًا بين ورثة العرش ، فأجهزوا عليهم جميعًا مستغلين الخلافات التي نشبت بينهم ، ثم بدؤا في نهب ثروات البلاد ، وحرق التراث العلمي والأدبي لحضارة الإنكا ، ومخطوطاتهم ومؤلفاتهم إلا أنه مازال يوجد حتى الآن ، عددًا من المظاهر الفولكلورية التي اتسمت بها ، تلك الحضارة الرائدة .
وقبل بزوغ حضارة الإنكا ، اكتشف العلماء والدارسون وجود حضارة سابقة لها ، قد لا يعلم الكثيرون عنها شيئًا ، وتٌدعى الشاشابوياس ؛ وسٌميت تلك لحضارة باسم القبيلة التي كانت تنتمي إليها ، وتميزت المومياوات المنتمية لتلك الحضارة ، بطول قامتها الرهيب ، حتى الآن الغزاة الأسبان كانوا قد ظنوا بأنهم لا يتعاملون مع بشر مثلهم ، ووصفهم بأنهم أطول أناس نازفون على وجه الأرض .
وكان شعب الشاشابوياس متقدمون جدًا في كافة المجالات ، من علوم ، وموسيقى ، وأدب ، وغيرها مما أثار دهشة المكتشفون وباحثو الآثار حول العالم ، وعند الكشف عن مومياوات تلك الحضارة الزائلة ، وجد العلماء أن الجثث كانت تٌدفن في وضعية القرفصاء ، أي الوضع الجنيني ، دون التعرّف على أسباب هذا الوضع ، هل هو لأسباب متعلقة بالخرافات والأرواح ؟ أم لأسباب وطقوس دينية ؟ لا أحد يعرف حتى الآن .
وفي يوليو المنصرم من هذا العام 2017م ، تم اكتشاف مومياوات أخرى في منطقة بيرو ، تلك المنطقة التي شهدت بزوغ واندثار حضارة الإنكا ، في منطقة تٌدعى نازكا ، وكان من المثير للدهشة بتلك المومياء هو حجمها الصغير ، فقد بلغ طولها تقريبًا 155 سم ، وتغطيها مادة بيضاء اللون أشبه بالجير ، بالإضافة إلى أنها لا تملك سوى ثلاثة أصابع بالضبط في كل يد وكل قدم أيضًا .
لم يتوقف الاكتشاف عند هذا الحد فقط ، بل وجد العلماء أن جمجمة المومياء لا تشبه الجماجم البشرية ، فقد كانت طولية إلى الخلف بشكل كبير ، ويأخذ تجويف العينين شكلاً لوزيًا ، وليس دائريًا كما يوجد بالجثث البشرية !
أوضحت العينات التي تم سحبها من المومياء المٌكتشفة ، أن تلك المومياء تنتمي إلى حضارة وعهد يسبق الحضارة التي سبقت الإنكا وسكانها ضخام الحجم وطوال القامات ، وذلك فيما يقدر بثلاثمائة عام قبلها .
وحاليًا تخضع عينات ال DNA ، التي تم الحصول عليها من المومياء للفحص والاختبارات من أجل تحديد جنسها ، هل تنتمي إلى جنس بشري سابق ، وله صفات وسمات مختلفة ، تكشف عن عملية تطور الجنس البشري ؟ أم أنها لا تنتمي إلى فصيلة البشر بوجه عام ؟ أم أنها تجارب قديمة متطوّرة للغاية من أجل التخليق للبشر ؟
تلك الحضارات القديمة ، كانت موازية في بزوغها للحضارة الفرعونية القديمة ، وحظيت جميعها بالتقدم والتطوّر الذي ما زلنا نكشف خيوطه ، ونسبر أغواره حتى الآن ، فهل من الممكن أن تكون تلك الكائنات غير بشرية وهي ما ساعدت تلك الحضارات القديمة ، في تطوّرها ؟ هذا هو ما ستكشف عنه الأيام القادمة .