الكونتيسة إليزابيث باثوري حفيدة الكونت دراكيولا ، والتي ورثت عنه الدموية ، لقبت باثوري بأنها أشرس امرأة عرفها التاريخ ، مارست أثناء حياتها العديد من الأعمال الوحشية ، والتي يصعب على أي شخص طبيعي أن يقوم بها ، حتى أن البعض تخيل أن إليزابيث باثوري أسطورة وليست امرأة حقيقية .
الميلاد و الأسرة:
كما ذكرنا إليزابيث باثوري يعود أصل أسرتها للكونت دراكيولا ، والذي استمدت منه الكثير من أفلام وروايات الرعب قصصها ، ولدت في أغسطس عام 1560م في هنغاريا ، وكانت أسرتها غريبة ومرعبة ، فأحد أعمامها كان يعبد الشيطان ، أما عمتها فكانت تحب أعمال السحر والشعوذة ، وكانت مثلية .
والدها كان قاسيا شرسًا ، ويقال أن السر وراء شراسة إليزابيث ، هو والدها الذي قتل طفلًا صغيرًا أمامها حين كانت في التاسعة من عمرها ، وقد عرف عن والدها عدم الإتزان الذي يصل إلى الجنون فكان يبكي ويضحك أثناء الحديث دون أي مقدمات .
ساهمت كلارا عمته إليزابيث في تربيتها ، وكانت إليزابيث تهتم بشدة بما تمارسه عمتها من أعمال سحر وشعوذة تتضمن التعذيب للخدم وأحيانا شرب دماؤهم .
الزواج :
قامت إليزابيث بعلاقة غير شرعية مع أحد الخدم ونتج عنها حملها بطفلة ، حين علمت أسرتها بالأمر قامت بإخصاء هذا الخادم ، وأخفيت الطفلة تمامًا ، وتزوجت إليزابيث من فيرينك نادا وكان دوقا مفترس ، أقامت معه إليزابيث في قلعة كبيرة ، شهدت هذه القلعة كل الجرائم البشعة التي ارتكبتها إليزابيث .
ساهم الدوق في تطوير مواهب إليزابيث الخاصة بالتعذيب والدموية وكانا سويا يمارسان هواية تعذيب الأسرى الأتراك ، وكانت إليزابيث تبتكر أساليب جديدة في التعذيب .
فلم تكتفي بتقطيع الأوصال وحسب بل كانت تجدد أساليبها لتسبب أكبر ألم ممكن للضحايا ، كان من أفضل الأساليب التي تعتمدها إليزابيث في التعذيب الحرق وتخيط الأفواه وكذالك الضرب بشدة ، أو وضع الأسرى في مياه باردة وثلج ليتجمدوا حتى الموت .
هواية التعذيب :
طورت إليزابيث من نفسها خلال السنوات ، وتحول الأمر إلى هوس حين سافر زوجها إلى الحرب ، وحينها اعتمدت على أحد الخدمات وتسمى هيلينا جو ومعها دوركا وكاترينا ، وأيضا اشتركت معها صديقتها آنا درافوليا والعمة كلارا .
الجمال هو السبب :
في أحد المرات وأثناء تعذيب أحد الخادمات سقط دم الخادمة على يد إليزابيث ، وحين تحسست يدها شعرت أنها أنعم ، وحين سألت مساعديها ، وافقوها الرأي على الفور ، فأمرت بتعليق الخادمة من قدميها فوق مغطسها ، ومن ثم نحرت عنقها لتستحم بدماء الخادمة .
توفي زوج إليزابيث وكادت أسرته أن تستعيد القلعة ، ولكن في المقابل قررت إليزابيث أن تتخلى عن الصبي لعائلة والده ، حينها بدأت إليزابيث تشعر بانجذاب جنسي ناحية الفتيات فبدأت تعاشر الخادمات ، وفور أن تنتهي تقوم بتعذيبهن ومن ثم قتلهن.
حينها زاد هوس إليزابيث بالتعذيب وبدأت تبتكر أساليب جديدة للتعذيب والقتل ، فكانت تأمر بتعليق الخادمات من الأرجل وتنحرهن ، أو تضع الخادمة في صندوق خشبي مليء بالمسامير التي تغرس في الجسد . كل هذا من أجل الحصول على مزيدًا من الدماء .
كان الخدم في القلعة على وشك الانتهاء من كثرة القتل ، وعلى الرغم من علم السكان حول القلعة بما يحدث داخله إلا أن الفقر جعلهم يتقدمون للعمل بالقلعة ، وكان زوارها أيضا يشربون دماء الخادمات .
أما عن الحراس فيأكلون من لحوم الخادمات التي تطهى بالقلعة ، ويقال أن عدد قتلى إليزابيث لا يمكن إحصاءهم ، فهم ضحايا بالآلاف .
القبض على إليزابيث :
تسرب خبر ما تفعله الكونتيسة داخل القلعة إلى الأسرة الحاكمة ، التي أمرت بالتحقيق في الأمر ، على الفور توجه فريق للتحقيق على رأسه الضابط جيورجي ثورزو ، وبدأ التحقيق وجمع الأدلة والتي لم تكن مخفية أبدا .
بل كانت الأدلة في كل مكان بالقلعة ، وقد وجد الضباط في قبو القلعة فقط ستمائة وخمسون جثة لفتيات ، وسجنت إليزابيث داخل غرفة في قلعتها دون محاكمة بسبب مكانتها الاجتماعية من عام 1611م إلى 1614م ، وماتت حين بلغت الرابعة والخمسين من العمر في محبسها .