يحكي أنه في مدينة سكوبيا اليوغوسلافيه ، تحديدًا في الفجر الذي بدأ أن يتبدد ظلمته ، هاجت فجأة حيوانات المدينه وكأن أصابتها لوثة نتاج خوف شديد غير معروف سببه ، وكان كل شيء يبدو طبيعيًا ، ولكن علمت جميع الحيوانات والكائنات الحية أن الأرض سوف تفرغ ، الأمر الذي لم يعلمه الآدميون .

القصة:
استيقظ (نيكولا ماركينو) وزوجته (فالنتينا) في الخامسة من فجر يوم 26يوليو ، على أصوات عراك في غرفة المعيشة في الطابق الأرضي ، وبينما هبط (ماركينو) الدرج للنزول لاستكشاف حقيقة الأمر ، نظر من النافذة فوجد هدوء مطبق في المدينة ، وعندما وصل إلى أسفل وجد أن الضوضاء اختفت تمامًا .

ولكن آثار ريش الطيور المتطاير يسبح في فضاء الغرفة ، بالقرب من النافذة ، بينما ارتمت طيور الكانريا في أرض القفص ميتة ، فقد كان من الواضح أنها ماتت من فرط ما خبطت نفسها في جدران القفص محاولة الخروج منه .

شعر (نيكولا) بغريزته أن شيئًا ما سيء جدًا سوف يحدث ، فهرع لإيقاظ أبناءه ، ثم أخد العائله وخرجا من المنزل متجهين إلى سهل مرتفع خارج المدينة ، على اتساع مدينة سكوبيا .

الكارثة:
كانت الطيور والحيوانات في ذلك الوقت ، قد وصلت إلى قمة الذعر والخوف ، وكأنها تعلم أن الكارثة قد اقتربت ، ولكن لم يستجيب لاشاراتها وتحذيرها ، إلا عائلة (ماركينو)، في حوالي الساعه الخامسة وسبعة عشر دقيقة فجرًا ، كانت بيوت سكوبيا تهتز كاللعب الصغيرة ، وارتفع صوت كالرعد بينما أخذت البيوت تتهاوى ، نتيجة لأشد زلزال رأته المدينة منذ مائة عامًا .

مات في ذلك الزلزال أكثر من ألف مواطن في يوم واحد ، وكان من الممكن أن ينجو الكثير من المواطنون في حال أن أخذوا تحذير الحيوانات بشكل أكثر جدية .

قبل وقوع الكارثة:
قبل أن يحول الزلزال مدينة سكوبيا إلى حطام بنصف ساعة ، لاحظ أحد رجال دورية الشرطة ، أن الحمام الذي كان يملأ طرقات المدينة قد اختفي تمامًا ، وكذلك داخل مركز الشرطة الرئيس انزعج رجال الشرطة من نباح صدر من زوج من الكلاب البوليسيه ، المحبوسة بالمركز ، وأثناء نباحهم كانوا يقفزان بصفة مستمرة ناحية النافذة ، كأنهما يحاولان تحطيمها والهروب منها .

تحذير آخر قبل الكارثة:
وفي حديقة الحيوان بالمدينة ، استيقظ الحراس والمسئولون الساعة الخامسة والنصف فجرًا ، على ما أسموه بـ (سيمفونية الرعب) ، فقد هاجت الحيوانات في أقفاصها من فرط الرعب ، وكانت النمور والأسود ترتطم بكل قوتها بأقفاصها الحديديه وهي تزأر وتخور بقوة شديدة ، وكانت الفيلة تجأر بشراسة محاولة الهرب .

في البداية ظن الحراس أن أحد ما تسلل إلي الحديقة ، مما جعل الحيوانات بهذا الشكل ، ولكن بعد البحث داخل الحديقة لم يوجد أثر لذلك ، وفي محاولة يائسة استطاعت انثى الفيل أن تقوم بخلع عدة أعمدة من قفصها ، وتندفع ناحية غابة من الأشجار ، وقد أصيب حارس القفص بجروح شديدة عندما حاول ايقافها .

أسرع رئيس الحراس بإحضار بندقية من مكتبه لمواجهة الظاهرة الغريبة التي حلت بأنثى الفيل ، ولكن عند عودته لفت انتباهه ، حالة صمت رهيبه حلت على جميع الحيوانات في آن واحد ، وكأنهم تلقوا جميعًا اشارة ما متفق عليها فيما بينهم ، حتى أن أنثي الفيل وقفت مكانها واستسلمت تمامًا للحارس وهو يقودها مرة أخرى للقفص ، كما لو كان جميع الحيوانات استسلمت فجأة لقدرها ، فبعد لحظات بدأت المدينة تهتز بعنف.

حجم الكارثة ووصفها:
كان في خلال ثواني قصيرة بدت لسكان مدينة سكوبيا عمرًا بأكمله ،  لم يسمع فيها إلا صوت تحطيم المنازل ، حتى فندق ماكدونيا بطوابقه الخمسة ، أخذ يترنح يمينًا ويسارًا ، قبل أن يهوى بعدد 180سريرًا ، بمن فيهم من النزلاء ، وكانت الأحجار وقوالب الطوب تتساقط وكأنها تنطلق من مدافع .

وبعد الكارثة كان الأحياء الذين كتبت لهم النجاة ، يجوبون شوارع المدينة في ذهول شديد ، وقال أحدهم يتمتم ( لقد حسبتها القنبلة الهيدروجينية) ، وكان من بين المصائب المحزنة ، انهيار مبنى مكون من ثلاث طوابق على من في داخله ، وكان المبنى عبارة عن مجمع سكني لأطباء المدينة وعائلاتهم .

وكانت طائرات الانقاذ تحلق في سماء المدينة ، لا ترى منها إلا أعين اللهب الحمراء تلمع بين الحين والآخر ، وسط سحابات التراب التي تملأ المدينة ، لقد تسبب الزلزال في تحطيم 80% من منازل المدينه ، وتشرد أكثر من مائة ألف مواطن ، وأصيب أكثر من ألفي شخص إصابات بالغة ، كل ذلك فى خلال ثواني معدودة .

بعد الكارثة:
وفى اليوم التالي لتلك الكارثة ، عادت أسراب الطيور المهاجرة مرة أخرى إلى المدينه ، كيف عرفوا بتوقيت حدوث الكارثة قبل وقوعها ؟ هل يمتلكون حاسة سادسة ، رأى بعض المختصون أن الطيور والحيوانات خلال خبرتها على مدار قرون ، أنها تمتلك في ذاكرتها ما تستطيع به أن تعلم بالكارثة قبل وقوعها بالفعل .

وأن الانسان القديم كان يتمتع بها أيضًا ولكن على مدار القرون فقدها واستعاض بها بأجهزة الشرطة والإنقاذ والتأمين ، وفي وجهة نظر أخرى رأى المختصون أن الحيوانات تعلم بالكارثة قبل وقوعها من خلال الضغط الكهربي داخلها ، فهو مثل جهاز الإنذار المبكر ، لكن الثابت هو أن بالفعل الحيوانات تعلم بحدوث الكوارث قبل وقوعها .

By Lars