إن لكل دولة مجموعة من الرموز التي تعبر عن هويتها الوطنية وتستخدم لترمز لها داخل وخارج الدولة، ومن تلك الرموز النشيد الوطني والعلم الوطني للدولة.
والنشيد الوطني يتم إلقائه في المناسبات الرسمية والمدارس والأحداث الرياضية والأيام الوطنية، ليبث الحماسة في نفوس أبناء الوطن، والنشيد الوطني الإماراتي من تأليف الدكتور عارف الشيخ، وهو شاعر إماراتي كبير وخطيب ومعلم أيضًا.
وقد ولد الشاعر الدكتور عارف عام 1952م، وقد عاش الشاعر في المملكة العربية السعودية، ودرس حوالي 5 سنوات في المدينة المنورة وحوالي 4 سنوات في مكة المكرمة، وانتقل لفترة قصيرة لجامعة الرياض، لكنه لم يستطيع استكمال الدراسة بالرياض لاختلاف المناهج الدراسية، ثم انتقل بعد ذلك لمصر ليدرس في جامعة الأزهر وحصل على ليسانس الشريعة عام 1977م.
وقد تم تأسيس دولة الأمارات في ديسمبر عام 1971م، وقد نص دستور الدولة على اختيار علم وموسيقى السلام والوطني ونشيد وطني، وفي عام 1972م تم اعتماد لحن السلام الوطني لكن بدون نشيد، وكان هذا اللحن من تأليف الموسيقار المصري سعد عبدالوهاب.
وقد ظل الحال كذلك حتى عام 1986 م، وفي ذلك الوقت قابل الشاعر معالي وزير التربية والتعليم الإماراتي فتحدث معه، وأعرب الوزير عن أسفه لأنه يدخل إلى المدارس في الإمارات فيجد الطلبة لا يرددون نشيد وطني، وأنه في أي بلد عندما يرفع علم الدولة يردد أهل البلد النشيد بحماس وفخر شديدين .
وكان الدكتور عارف إنسان تربوي عمل بالتدريس لفترات طويلة، ولذلك قد قام بالسابق في بتأليف نشيد حماسي يردده طلاب المدارس لكنه غير مرتبط بالعلم، وكان الطلاب يرددونه في المدارس منذ عام 1980م.
وتقول كلماته:
- يا أمة الإسلام والإيمان يا خير الأمم
- هيا بنا نرعى الفضائل والمكارم والقيم.
- هيا إلى ماضي الجدود.
- وأخلصوا نياتكم
- وعلى المحبة والسلام لتلقي قواتكم
- الله اكبر
- لا حياة لمن يعيش بلا أمل
- فالعلم والإخلاص
- غايات يتوجها العمل
- هيا إلى الأوطان
- نحميها ونفديها بدم
- نسقي أعاديها كؤوس الموت
- في داجي الظلم
- أوطاننا نعطيك عهد الله
- أن نرعى الذمم
- نحن فداء عزة الأوطان
- ما عاش العلم
- الله اكبر
- لا حياة لمن يعيش بلا أمل
- فالعلم والإخلاص غايات يتوجها العمل
وكان الدكتور عارف في عام 1986م يعمل في منصب مدير بإدارة التقييم الامتحانات بوزارة التعليم، وكانت اللجنة العليا بالوزارة قد اجتمعت واتفقت على أن تختار شاعر لتأليف كلمات النشيد الوطني، وقد رشح الدكتور عارف ليقوم بتأليفه، اعتمادًا على معرفتهم بقدراته الشعرية.
وتم تكليفه بكتابة نشيد يصاحب النشيد الوطني الموجود الفعل، وكان عليه تقيمه في خلال ثلاثة أيام فقط في الموعد التالي لانعقاد اللجنة، وقد كان الدكتور عارف لا يتابع الموسيقى باستمرار لكنه كان شاعر معروف وله دواوين سابقة، لذلك فإنه كان يملك المقومات التي تؤهله للقيام بتلك المهمة.
وقد تم إرسال شريط كاسيت عليه ألحان النشيد الوطني الإماراتي فتوجه الدكتور عارف لمنزله، ودخل مكتبه وأغلق الباب وظل يستمع للحن لعدة ساعات، لكنه لم يستطيع أن ينتج أي كلمات، فشعر الدكتور عارف بالضيق لفترة.
لكنه قرر أنه لن يخرج قبل أن يكتب وفي النهاية قام بتأليف المقدمة للنشيد، وذلك بعد أن استمع للحن النشيد أكثر من سبعين مرة، وبالطبع فإن المقدمة أصعب جزء في أي نص شعري.
لذلك فإنه بعد أن كتب المقدمة شعر أن الكلمات بدأت تتدفق، وقام بتأليف النشيد الوطني الإماراتي، والذي تقول كلماته:
عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا
عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن
حصنتك باسم الله يا وطن
بلادي بلادي بلادي بلادي
حماك الإله شرور الزمان
أقسمنا أن نبني نعمل
نعمل نخلص نعمل نخلص
مهما عشنا نخلص نخلص
دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا
رمز العروبة كلنا نفديك
بالدماء نرويك
نفديك بالأرواح يا وطن
وقد راجع الدكتور عارف الكلمات كلمة بكلمة لتعبر عن هوية الدولة الوطنية، فوجد أنها أنسب كلمات لتكون نشيد وطني لدولة الإمارات، فدولة الأمارات ليست مثل الدول الأخرى، فهي عبارة عن اتحاد، ولا توجد دولة بدون شعب لذلك أتى على ذكر الشعب بعد الاتحاد مباشرة، أيضًا فإن الهوية الإسلامية هي هوية الدولة، فلا دولة بدون هوية.
وبعد أن قام الدكتور عارف بمراجعة الكلمات والاطمئنان لها، قام بتسجيلها على نفس الشريط الذي يحمل لحن السلام الوطني، وقام بتسليمه لمكتب الوزير وتم اعتماده كنشيد وطني للدولة منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا ليكون رمز يثير الحماسة والشعور بالفخر في نفوس أبناء دولة الإمارات في أي مكان.
العلم الوطني الإماراتي
أيضًا مع تأسيس دولة الإمارات تم اعتماد علم للدولة، ليتم رفعه عاليًا خفاقًا في المحافل الدولية والمناسبات الوطنية المختلفة وفي المدارس والمكاتب الحكومية المختلفة.
وقد كان سمو الملك الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله هو أول من رفع العلم الحالي للإمارات بعد إعلان تأسيس الدولة، وهذا العلم من تصميم عبدالله محمد المعينة، وقد تم ذلك بالمصادفة.
حيث تم الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل تصميم لعلم خاص باتحاد دولة الإمارات، وقد قرأ المصمم هذا الإعلان، فقرر أن يقدم في المسابقة، وكان تصميمه واحد من بين حوالي 1030 تصميم تم تقديمه للمسابقة.
وخلال المرحلة الأولى تم اختيار 6 تصميمات ليتم الاختيار من بينها، وقد وقع الاختيار على التصميم الحالي والذي يتم رفعه كرمز للدولة.
ويتكون العلم الإماراتي من أربعة ألوان مختلفة لتعبر عن هوية الدولة، وهي اللون الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، واللون الأحمر يدل على الجرأة والشجاعة في مواجهة الأعداء والتحديات التي تواجه الدولة والشعب الإماراتي، أما اللون الأخضر فهو يعبر عن الأمل والتفاؤل بالحاضر والمستقبل والازدهار والنماء الكبير الذي شهدته دولة الإمارات منذ تأسيسها ومازال مستمر حتى اليوم.
أما اللون الأبيض فهو رمز السلام والخير والعطاء، أما اللون الأسود فهو رمز لشجاعة أبناء الدولة، وقدرتهم على هزيمة الأعداء واستعدادهم للفداء والتضحية من أجل بلدهم.
وتكريمًا لرمز هام من رموز الدولة، فقد اعتمد سمو الشخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي، يوم الثالث من نوفمبر كل عام ليكون يوم العلم الإماراتي وذلك تزامنًا مع اليوم الذي تولى فيه سمو الشيخ خليفة بن زايد بن آل نهيان رئاسة الدولة.