بداية الرحلة إلى فرنسا
تجربة السفر إلى فرنسا هي تجربة لا يمكن وصفها بالكلمات إلا إذا اضطررت أن أروي ذلك لشخص يريد حقاً الاستمتاع برحلته القادمة لفرنسا، قد يكون السفر إلى الخارج لأول مرة مخيفًا بدرجة كبيرة للبعض سواء بسبب الطيران أو اللغة وما إلى ذلك، بدأت محطتي الأولى في باريس، لتوضيح الأمر بشكل بسيط، كان الوصول في مطار باريس والدخول إلى المدينة من خلال سيارة أجرة كانت تنتظر خارج المطار، كان السائق لطيف ودوود وكان يسمعني الاغاني الفرنسية القديمة التي طالما أحببتها.
ثم وصلت إلى الفندق في تمام الساعة 8:30 مساءً، وتم الاتفاق مع أختي التي جاءت من الولايات المتحدة حتى نستمتع سوياً، وقد كنت مرهقة جداً لأن رحلة طيران استغرقت حوالي 7 ساعات وانا لا أفضل السفر بالطيران لأنه يصيب أذني بطنين شديد ودوار قاسي، على أي حال، وبغض النظر عن كل هذه الأمور، سرعان ما طلبنا أنا وأختي العشاء وبدأنا التخطيط في تنزه اليوم التالي في باريس، كان أول شيء فعلناه أننا حجز رحلة بحرية ليلية لليوم الأتي وقررنا أن نقضي بقية الوقت في التجول داخل المدينة.
باعتباري شخصًا لا يحب السير كثيراً ودوماً أقود سيارتي للذهاب لأي مكان، كان التجول في “مدينة النور” تجربة صعبة للغاية بالنسبة لي، ولكنني سعيدة جداً بتجولنا انا واختي سيرًا على الأقدام لأن هذه المدينة جميلة بشكل لا يصدق ولا تمل العين من أمكانها وجمالها، الصور حتى لا يمكنها أن تصف مدى جمال باريس، ثم قررنا أن نستقل سيارة أجرة لمرة واحدة، من مكتب السياحة في باريس في مركز التأجير الذي بفندق Hôtel de Ville لأننا لم نكن على دراية كافية بالطريق.
ثم شعرنا بالجوع، فذهابنا لنأكل إفطارًا شهيًا، وبعد ذلك شعرنا أن الإفطار كان باهظاً قليلاً فقد كانت الفاتورة بأكملها 46 يورو، وهذا المبلغ يقرب من ثلاثة أضعاف ما كنا نخطط لإنفاقه في الإفطار، بعد تناولنا للاكل قررنا أن نقوم بجولة هادئة على ضفاف نهر السين، وكان هناك الكثير من الأطفال يركضون، كذلك موسيقيين يلعبون فقط تحت الجسور وأشخاصًا يخرجون للتريض والركض، كان المشي ذاته مريحًا للغاية ويمكن ايضاً مشاهدة الرحلات البحرية المختلفة داخل النهر.
أجمل مزارات فرنسا
بعد هذا قد وصلنا تقريبًا إلى متحف اللوفر المعروف، فقد اعتقدنا أننا لن نستطيع أن ندخل المتحف سريعاً بسبب الازدحام فهذا المكان يزدحم دوماً يوم الأحد، وقد كان أغلب هذا الحشد الذي رأيناه في الخارج هم مجموعات من الناس يحاولون التقاط صور من امام “هرم اللوفر” الشهير، فبدون تفكير ركضت انا وأختي لنأخذ الكثير من الصور أيضًا ونجحنا في التقاط بعض الصور الشبيهة بالصور النموذجية مع الهرم وبالطبع كان الأمر صعبًا للغاية، لا استطيع أن أنكر أن هذا الازدحام كان يضايقني كثيراً ولكن استطاعت أختي أن تحل الأمر.
بعد أن ألتقط كل واحد منا صور من داخل متحف اللوفر، قمنا بالتنزه داخل الحدائق التي تعرف بـ Jardin des Tuileries القريبة، وتقع هذه الحديقة العامة فيما بين متحف اللوفر وقصر Place de la Concorde وهي معروفة بممراتها المصنوعة من الحصى، وكانت لطيفة كونها منتزهًا شهيرًا منذ افتتاحها للجمهور منذ ايام القرن السادس عشر.
قد تم بناء هذه الحديقة في مكان أعمال البلاط (التويلري)، وهو في مدينة باريس القديمة التي كانت على ضفاف نهر السين، وحالياً أصبحت مكان جميل للمشي والتنزه، هذا المكان ممتليء بالبساتين وبمزارع الأشجار الطويلة كشجر التوت ومع أشجار الدردار في الوسط، هناك أيضًا أشجار الرمان والنوافير وبحيرات الأسماك فهو يعتبر مكان مثالي للاستمتاع وللاسترخاء، وحين تعبنا من السير فقد وجدنا بعض الكراسي المريحة وأخذنا استراحة لبضع دقائق، وبعد استراحتنا، وبينما كنا نبحث عن بوابة الخروج، وجدنا مجموعة من متاجر الهدايا التذكارية الصغيرة، وقد قمنا بما يفعله كل سائح محب لباريس، واشترينا بعض الهدايا التذكارية الرائعة جداً.
ثم تحركنا بعد هذا إلى شارع الشانزليزيه المشهور في كل العالم، هذا الطريق لا يحتاج إلى الكثير من الوصف، فهو شارع يزوره كل يوم حوالي 300000 شخص تقريباً، الذين يهدفوا من زيارته إما للإعجاب بآثاره الرائعة أو الاستمتاع بمتاجر التسوق الشهيرة، وهذا بالضبط ما وجدناه في هذا الشارع، كما شاهدنا بعض الموسيقيين الذين يعزفون للحشود، ومتاجر كثرة في الشوارع الراقية، والكثير من المطاعم السياحية من بين المتاجر الراقية والفاخرة الشهيرة من العلامات التجارية العالمية مثل Louis Vuitton و Cartier و Dior.
إن لهذا شارع شكل مميز ومليء بالأشجار، ومن أهم المعالم التي يعرف بها الشارع هو قوس النصر المهيب فهو لا يمكن وصفه إلا أنه مهيبًا، كما قمنا بتجربة آيس كريم من إحدى المتاجر الذي كان مكون من مزيج من الفستق مع الشوكولاتة المذابة، سيرنا على الأقدام لنصل لبرج إيفل، لأنه يجب علينا زيارة هذا البرج الشهير العملاق المصنع من الحديد المطاوع في Champ de Mars، وكانت كل هذه التنزهات قبل الرحلة الليلية.
للأسف كان البرج مزدحم جداً، ومع حلول الوقت الذي وصلنا فيه، كانت الساعة السادسة مساءً تقريباً وبالنظر إلى قائمة الانتظار الطويلة للزائرين، قررنا أنه من غير الصحيح الإنتظار لوقت طويل في هذا الازدحام لأن رحلتنا البحرية كانت 7.30 مساءً، وقد خاب أملنا بعض الشيء، ثم مشينا إلى Vedettes du Pont Neuf، حيث قيل لنا أن الصعود على متن المركب سيبدأ قبل 30 دقيقة من وقت المغادرة، لذلك، لقضاء الوقت، أخذنا القهوة الفرنسية الشهيرة واللذيذة، كنا أول من وقف في طابور للصعود إلى المركب بكل حماس وترقب.
الرحلة النهرية الباريسية
خلال رحلتنا النهرية، قد استمتعنا كثيراً فقد تمتعنا بمشاهدة المعالم السياحية في داخل العاصمة باريس لمدة ساعة، وفي الحقيقة إن هذه الرحلة تستحق كل سنت يدفع فيها، كنت سعيدة جداً لأننا اخترنا الرحلة الليلية، وهذا لأن جولتنا شرعت من خلال جولة بجوار برج إيفل المتلألئ الذي لم نتمكن من رؤيته، وكذلك انتهت الرحلة بنفس المكان، كانت مدة هذه الرحلة البحرية استغرقت ساعة واحدة وكانت توصف أنها رحلة مرحة ومجنونة، فمن خلال هذه الرحلة أستطاعنا مشاهدة أجمل المعالم الأثرية في المدينة، بدايةً من برج إيفل ومتحف اللوفر ومتحف دورسيه وكاتدرائية نوتردام وغير ذلك الكثير والكثير من المعالم التاريخية والرائعة، وطوال هذه الرحلة، كان هناك الكثير من الاماكن الخاطفة للأنظار، كان جميع الذين يركبون المركب منبهرين بالمعالم ويصرخون من شدة إعجابهم بالمزارات والتصميمات الفريدة لكل مكان.
وحين عودنا إلى الفندق أكتشفت أنا وأختي أننا أول يوم لنا في باريس، قد مشينا لمدة أربع ساعات مع فترات راحة قليلة جدًا، لذلك لم يكن مفاجئًا أننا كنا متعبين جداً عندما عدنا إلى فندقنا، وقد كنا تضور جوعاً فقمنا بأستكمال مغامرة اليوم وطلبنا العشاء في غرفتنا وقررنا أن نتناول عشاء هندي فاخر غني بالتوابل والنكهات المميزة، أنا سعيد للغاية لأنني ارتديت أحذية رياضية لهذا اليوم لأن يومي كان سيكون مرهق ومتعب بسبب اختيار حذائي الخاطىء، الهدف من قصة يومي في فرنسا أن أشجع كل شخص للسفر والاستمتاع، لا تكترث لتعبك الجسدي ولا للمال الذي قد يكون أكثر قليلاً من ميزانيتك فقط استمتع، هذه التجربة لن تحدث كل يوم ولا حتى كل عام، فخذ من التجربة أفضل ما فيها وعيش اللحظة.