قصص عربية واجنبية وعالمية ضمن اكبر سلسلة مشوقة ,تعرض على موقع عرب كلوب وتناسب جميع الاعمار بين القديمة الحديثة
قصة عن المغامرات
قصة عن المغامرات, كان ياما كان ، كان فيه بحر كبير باللون الأزرق ،
وهادئ لدرجة كبيرة ، وكانت تعيش في البحر سمكتان ، إحداهما كبيرة ، وهي الأم ،
والأخرى صغيرة ، وهي ابنة السمكة الكبيرة ، وفي يوم من الأيام ،
رأت السمكتان ثلاثة من السفن الضخمة ، التي تبحر من بعيد ،
فقالت السمكة الأم لابنتها السمكة الصغيرة : ” إن هذه السفن تحمل أناسًا من البشر ” ،
هنا صرخت ابنتها السمكة الصغيرة ، وانفعلت بشكل كبير ، وقالت:
” لقد حلمت كثيرًا أذهب معهم في إحدى الرحلات ، لأعرف إلى أين يذهبون ،
وأرى مناظر أخرى عجيبة ، غير التي عهدتها ”
أجابت السمكة الأم ، وقالت : ” عندما تكبرين ، سآخذك إلى رحلة ،
ونذهب معهم يا بنيتي ، ولكنك الآن لا زلت صغيرة ” ، ردت الابنة قائلة :
” لا يا أمي ، لم أعد صغيرة ” ، ردت الأم قائلة : ” عندما تكبرين أكثر
من ذلك يا سمكتي الصغيرة ” ، تذمرت السمكة الصغيرة ، وقالت :
” كيف لذلك أن يحدث ، فلا يوجد من يساعدني ” ، سمع السمكة
الصغير الأخطبوط العجيب ، فأتى إليها ، وقال : ” ماذا بك أيتها السمكة الصغيرة ؟ ” .
أجابت بأنها ترغب في استكشاف عالم البحار ، والمحيطات مع البشر ،
وأمها لا تقبل ، إلا عندما تصبح أكبر ، فقال لها الأخطبوط : ” أمك على
حق أيتها السمكة الصغيرة ” ، فقالت السمكة : ” حتى أنت لا تساعدني ”
فقال لها :
” لأنك من الممكن أن تضلي الطريق ، وتضيعي ” ،
تذمرت السمكة ، وقالت : ” أنا كبيرة ، عليكم أن تفهموا ذلك ” ،
صممت السمكة على ما تريد ، وتسللت خفية ، لتلحق بإحدى السفن البشرية .
وأخذت تنادي على السفينة ، فلم يسمعها أحد ، لأنها صغيرة ،
وصوتها غير مسموع للبشر ، اظلت تجري ، وتسبح ، ولكن فجأة
السفينة غابت عن الأنظار ، ولم تعد السمكة الصغيرة تراها ،
فأصابها الحزن الشديد ، والإعياء ، وخيبة الأمل ، فما كان منها
إلا أنها قد قررت أن ترجع مرة أخرى إلى موطنها، ظلت تحاول ،
وتحاول ، ولكنها تاهت ، ولم تتمكن من العودة ، حيث وجدت نفسها في مكان لم تعرفه من قبل .
ظلت السمكة الضغيرة تسبح في قلق ، واضطراب ، فوجدت سمكة ،
وسألتها عن بيتها ، فلم تجبها ، وذهبت عنها ، أخذت تسرع
كلما رأت سمكة ، أو أخطبوط ، لتسألهم عن بيتها ، ولكن دون
جدوى ، هنا حزنت السمكة حزنًا شديدًا ، وشعرت بالخوف
الشديد ، وشعرت بالندم الشديد ، وأن أمها ، والأخطبوط ،
كانا على حق ، فما كانا يخافان منه ، قد حدث بالفعل .
وبينما تفكر السمكة ، إذ بها قد رأت الأسماك من حولها تجري
بسرعة فائقة ، وفجأة ، أحست السمكة الصغيرة بشيء
كبير قادم نحوها ، يا للهول ، إنها سمكة قرش ، ظلت فأسرعت
السمكة تجري ، وسمكة القرش تحاول اللحاق بها ، وابتلاعها ،
ولكنها أخيرًا تمكنت من حشر نفسها في ثنايا إحدى الصخور ،
فلم تتمكن سمكة القرش من الدخول إليها .
فلما شعرت السمكة الصغيرة بأن الخطر قد زال ، خرجت من بين الصخور ،
وأخذت تسبح بكل ما أوتت من قوة ، وظلت تركض، وتركض ،
إلى أن وصلت بأمان إلى موطنها الأصلي ، ولم تعرف كيف وصلت ، واعتذرت من أمها ، واحتضنتها كثيرًا .