قصص عربية واجنبية وعالمية ضمن اكبر سلسلة مشوقة ,تعرض على موقع عرب كلوب وتناسب جميع الاعمار بين القديمة الحديثة
قصة ذي الخويصرة
قصة ذي الخويصرة, يروى أنه ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، وأرضاه ، قال :
( بينما نحن عند رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو يقسم قسمًا ،
وبينما هو كذلك ، قد أتاه ذو الخويصرة ، وكان هو رجل من رجال بني تميم ، فقال :
” يا رسول الله ، أعدل ” ، فقال : ” ويلك ، ومن يعدل ؟ إذا لم أعدل ؟ قد خبت ، وخسرت ، إن لم أكن أعدل ” .
فقال عمر ، رضي الله عنه : ” يا رسول الله ، ائذن لي فيه ، فأضرب عنقه ” ،
فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم له : ” دعه ، فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته ،
مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ،
يمرقون من الدين ، كما يمرق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله ،
فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ،
ثم ينظر إلى نضيه ، وهو قدحه ، فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى
قذذه ، فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم ، آيتهم رجل
أسود ، إحدى عضديه ، مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة تدردر ،
ويخرجون على حين فرقة من الناس ” .
قال أبو سعيد ، رضي الله عنه ، وأرضاه : ” فأشهد أني قد
سمعت هذا الحديث عن النبي ، من رسول الله ، صلوات
ربي ، وتسليماته عليه ، وأشهد أني كنت مع علي بن
أبي طالب ، حين قاتلهم ، رضي الله عنه ، قد قاتلهم
وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل ، فالتمس فأتي به ، إلى
.
أن نظرت إليه ، على نعت النبي صلى الله عليه وسلم
الذي نعته ، قال : ” فأنزلت فيه : ” ومنهم من يلمزك في الصدقات ” .
فقد كان ذي الخويصرة من الخوارج ، وكثيرًا ما عرف عن الخوارج ،
بأنهم قليلي أدب ، لا يعرفون إلا الإساءة فحسب ، فها هو يدخل
على النبي محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وهو رسول بعثه الله
جل علاه للخلق أجمعين ، وقد جاء بأمور غيبية ، مستقبلية ، وبدلًا
من أن يتناقش معه أبو الحويصرة ، بشيء من التفهم ، والاحترام ،
والأدب ، فقد أساء إليه في حديثه ، واتهمه بالجور .
إلا أن رد فعل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، كان نابعًا من تعاليم
الإسلام القيمة ، فلو كان أراد أن يحل بذلك الرجل سوءًا ، ولو أراد أن
يتم هلاكه في الحال ، لهلك ، إلا أنه لم يرد السفه بالسفه ، فهو
رسول من عند الله ، قد وهبه الله محاسن رفيعة ، يحيا بها ، ويحيي بها المسلمين أجمعين .
قصة ذي الخويصرة