لقد اعترفت والدة روبن بويس بارتكاب جريمة قتل مروعة ، لكن ترى هل كان اعترافها كاذبًا أم لا ؟ لقد حُكم على كارين بويس بالسجن مدى الحياة لقتل ابنتها في عام 2002م ، لكن لقطات الاستجواب التي استمرت لمدة 16 ساعة تكشف عن شيء مختلف ! فقد قُتلت روبن بويس البالغة من العمر 14 عامًا في حريق منزل عام 2002م .
وسرعان ما اكتشف المحققون أن هذا لم يكن مصادفة ، وأن النار أشُعلت عن قصد إما من قبل المراهقة نفسها أو من قبل والدتها ، والغريب أن كارين بويس والدة روبن اعترفت مبدئيًا بارتكاب جريمة قتل ابنتها ، ومنذ ذلك الحين عادت لتقول أن هذا كله إدعاء من الشرطة ، وادعت أن تكتيكات الشرطة العدوانية هي التي دفعتها إلى الإدلاء باعتراف كاذب .
قتل روبن :
في صباح يوم 30 يوليو 2002م اشتعلت النيران في منزل روبن بويس البالغه من العمر 14 عامًا ، والتي كانت مع والدتها كارين بالمنزل ، وكان والدها وين وأخيها بيل في زيلاند بميشيغان ، وزعمت والدتها أنها غادرت المنزل قبل فترة طويلة من إبلاغ شخص ما عن الحريق ، الذي حدث ببيتهم .
وادعت أنها ذهبت لرؤية زوجها في ذلك الوقت ، واشترت الشاي المثلج في الطريق والتقت بصديقتها للتسوق في غراند رابيدز ، وحوالي الساعة التاسعة صباحًا لاحظ أحد المارة ألسنة اللهب القادمة من المنزل ، واستدعى قسم الإطفاء وعندما وصلت السلطات اكتشفوا وجود روبن على أرضية غرفة نومها وهي مختنقة .
بسبب استنشاق الدخان الناجم عن النيران ، ولم يتم حرق الجزء الأمامي من جسدها رغم أنها كانت ترتدي السروال الداخلي فقط ، وسرعان ما اكتشفت السلطات سبب الحريق ، عند العثور على علبة بنزين فارغة في غرفة نوم روبن ، كان يمكن الإبلاغ عن فقدانها من منزل بويس منذ عدة أسابيع قبل الحريق ، ولم يكن هناك أي مؤشر على أن الحريق قد بدأ عن طريق الصدفة .
ويزعم المحققون أن الحريق يجب أن يكون قد بدأ في القاعة خارج غرفة نوم روبن ، لكن الدفاع يؤكد أن الحريق بدأ داخل غرفة نومها ، وبغض النظر عن ذلك تم العثور على البنزين الذي تم رشه داخل غرفة النوم وداخلها ، وتم العثور على الغاز في مركز غرفة نوم روبن .
وسرعان ما برزت نظريتان : إما أن روبن كان قد بدأت الحريق بنفسها للانتحار ، أو أن أمها كارين قد وضعت البنزين أمام المدخل وحول غرفة نوم ابنتها قبل أن تشعل فيها النار ، فتقتلها وهي نائمة ، وقد زعمت مصادر قريبة من العائلة أن الزوج كان على علاقة متقلبة مع زوجته ، وبدا أن كارين تكره روبن وذكرت ميشيل باتيما ، وهي أم صديقة روبن أنها عندما اتصلت بكارين بعد الحريق لتخبرها أن ابنتها قد ماتت ، بدا الأمر وكأنها تلقت أخبارًا جيدة .
ثم تم التحقيق مع كارين بويس من قبل رئيس شرطة زيلاند وهو بيل أولني ، الذي كان جارها أيضًا وأخبرها أن التحقيق سيكون ودودًا ، وأنهم يريدون الشيء نفسه وهو معرفة ما حدث لابنتها ، ولذلك لم تتصل بمحامي وقتها ، وقد استجوب أولني وفريقه كارين لأكثر من 16 ساعة ، واعتمد المدعون في وقت لاحق بشدة على هذه الاستجوابات المسجلة أثناء المحاكمة .
وزعم المدعون أنه خلال فترة التحقيق ، قدمت كارين عدة نسخ مختلفة من الأحداث ، وذكرت أنها ربما تكون قد قتلت روبن ، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الشرطة استخدمت تكتيكًا شائعًا ، وهو الكذب حول الأدلة الموجودة بمسرح الجريمة لإجبار المشتبه فيه على الإدلاء بالمعلومات ، أو الاعتراف بجريمة حيث قالوا لكارين بأنهم وجدوا بصمات أصابعها على علبة الغاز .
وفي نهاية المطاف اعترفت بويس على الأشرطة المسجلة ، وقد اقتنع المحققين بأنها مذنبه ، وأخبرت زوجها تقول : لقد قتلت ابنتنا ، لقد كان بإمكاني أن أكون مجنونة بشكل مؤقت لمدة خمس دقائق ، يجب أن أكون قد ذهبت للتو للجنون وفقد السيطرة فالأدلة تظهر أنني فعلت ذلك .
قضية المحكمة :
لقد أقام المدعون حجتهم على العلاقة المتوترة بين كارين وروبن بويس ، حيث ذكر الشهود قتالًا أخيرًا وقع بينهما في عطلة عائلية ، وادعى المدعون فيما بعد أن كارين كانت عنيفة تجاه ابنتها ، وبالتالي قادرة على قتلها ، وفي الدفاع زعمت كارين بويس أنها خرجت من المنزل ، عندما بدأ الحريق.
وعلى الرغم من أن روبن كانت مراهقة متمردة ، ولديها علاقة متوترة إلا أن كارين أكدت على أنها تحب ابنتها كثيرًا ، وعندما سمعت عن أنباء الحريق عادت بسرعة إلى المنزل ، وقالت لنفسها : “يجب أن أعود إلى بيتي ، يجب أن أعود إلى روبن ، وقد وافقت كارين على إجراء اختبار كشف الكذب وفشلت فيه ، مما يلقي بظلال من الشك على براءتها .
ووفقًا لبعض مصادر الطب الشرعي ، كثيرًا ما تكون اختبارات كشف الكذب مؤشرات غير موثوقة من الشعور بالذنب ، ومع ذلك فإن فشل أحدهما قد يؤدي إلى فقدان الأبرياء الثقة ، والبدء في عدم الثقة في ذكرياتهم الخاصة ، الأمر الذي قد يؤدي بهم في النهاية إلى اعترافات كاذبة .
لكن الأدلة كانت كافية لإقناع هيئة المحلفين في 31 مارس 2003م ، حيث تم إدانة كارين بويس بجريمة القتل من الدرجة الأولى لابنتها روبن بويس ، وحكم عليها بالسجن مدى الحياة ، وخلص القاضي جون هولسينج الذي كان المدعي العام في القضية إلى أن : “اثنا عشر من أعضاء المجتمع نظروا إليها واقتنعوا بما فعلته .
وقالوا: أنها ارتكبت جريمة قتل ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا ، وبالتالي لا شكوك حول مسؤوليتها في القتل ، واليوم تكون كارين قد قضت خمسة عشر عامًا من حكمها ، ولكنها تصمم على براءتها ، وتؤكد بأن اعترافها تم بالإجبار من قبل الشرطة ، التي ضللتها عن قصد أثناء الاستجواب ، ولم تعلمها أبدًا أنه قد تم تصويرها .
وتقول كارين إنها أنكرت تورطها في وفاة ابنتها روبن بويس 303 مرة ، وبسبب أساليب الاستجواب المضللة التي تتبعها الشرطة ، اختلط الأمر على “بويس” وبدأت ذاكرتها الخاصة في الاضطراب ، الأمر الذي دفعها إلى الإدلاء ببعض التصريحات المتناقضة .
ويقول المحامي ستيف دريزين في مركز الإدانات الخاطئة في جامعة نورثويسترن ، عن حالة كارين : “كارين بويس كانت الأولى على قائمة القضايا التي أسهر عليها في الليل ، أنا مقتنع 100 في المائة من براءتها ، فالقصة ليست منطقية على الإطلاق “.
ووفقًا لمشروع البراءة هناك أكثر من 25 في المائة من الحالات التي تم تبرئتها بسبب أدلة الحمض النووي ، فهي نتيجة لاعترافات قسرية أو كاذبة ، ويمكن أن تؤدي المقابلات القاسية والعنيفة أحيانًا ، وتطبيق القانون العدواني والتكتيكات النفسية الخادعة ، وأجهزة كشف الكذب الفاشلة وقضايا الصحة العقلية ، إلى الأبرياء الذين يعترفون بجرائم لم يرتكبوها .
وتدعي كارين أنها واحدة من تلك الحالات ، وتأمل أن تساعد هذه الأشرطة في توضيح وضعها ، ومع ذلك حتى لو كانت قادرة على إثبات اعترافها ، فلقد تم إكراهها على ذلك ولقد استنفدت جميع طعونها ، ولا يمكن خروجها من السجن إلا بالعفو الصادر من الحاكم ، فهو الذي يستطيع أن يطلق سراحها الآن .