قد يكون مطمع الإنسان كبيرًا حد ارتكابه جريمة أو عدة جرائم ، حيث أن المادة قد سيطرت بفكرها العقيم على الكثيرين ، حتى انبثق من داخل تلك المطامع العديد من الجرائم البشعة ، والتي حملّت المجتمعات تاريخًا مظلمًا ، وذلك لارتباط الجريمة بأقرب الأقربين ، بمعنى وقوع الآباء والأبناء تحت وطأة ارتكاب جرائم بحق ذويهم ، وذلك من أجل فقط الوصول إلى المال .
ابن ضال :
إنه شاب في مقتبل العمر يُدعى “هنري” والبالغ عمره 23 عامًا ، وهو ابن عائلة ثرية للغاية من جنوب أفريقيا ، ولكنه مع ذلك اتجه إلى الطرق التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك المحقق ، حيث أنه أدمن المخدرات حتى أصبح شخصًا غير مسئول ، وهو ما جعل عائلته تقرر حرمانه من المال نتيجة لهذه السلوكيات المدمرة .
لم يكف الابن عن أفعاله ، بل إنه تمادى في تفكيره السيئ إلى أبعد الحدود ، حيث أنه اتخذ قرارًا بالانتقام من أقرب الناس إليه ، وذلك من أجل الحصول على الملايين التي يمتلكها والده ، وهو ما جعله يفكر في أقسى انتقام من كل أفراد أسرته .
جريمة بشعة :
كانت أسرة هنري تسكن فيلا فاخرة بمنطقة دي زلاز ويندلاند بستيلينبوش ، وفي صباح أحد الأيام كان هنري قد خطط لجريمته ، حيث أحضر فأسًا من أجل تنفيذ جريمته الشنعاء ، وبدأ في تنفيذ خطته التي راح ضحيتها في البداية والده المليونير الذي يُدعى “مارتن” والذي يبلغ من العمر 54 عامًا ، حيث قام هنري بضربه على رأسه وعنقه بهذا الفأس خمس ضربات وحشية .
اتجه هنري فيما بعد إلى أمه كي يُكمل مسيرة الانتقام من الأسرة ليحصل على الأموال ، حيث قام بضرب أمه التي تُدعى “تريزا” البالغة من العمر 55 عامًا ، وقد قام بضربها ثلاث مرات مستخدمًا نفس الفأس الذي أفقدها حياتها ، دون أن يلتفت الابن لآلامها أو آلام والده .
تمادى هنري في بشاعته حيث اتجه إلى شقيقه الأصغر الذي يُدعى “رودي” وهو شاب يصغره بعام واحد ، وقد قتله عن طريق الطعن حتى فقد حياته ، كما أصابه في رأسه بأربعة إصابات ، ولم ينته الأمر هكذا وحسب ، بل إنه وصل إلى الشقيقة الصغرى التي تُدعى “مارلي” ، والتي تلقت من شقيقها عدة ضربات أصابتها بجروح متفرقة .
نجاة الأخت :
كادت مارلي أن تفقد حياتها نتيجة لتلك الضربات ، ولكن أراد الله لها الحياة حيث أنها نجت من الموت بمعجزة بعد أن تم نقلها إلى المستشفى ، ولكنها استفاقت دون أن تتذكر أي شيء ، حيث أنها فقدت الذاكرة إثر تلك الضربات اللعينة ، فلم تعد تذكر من حياتها شيئًا ، ولم يعد يمر في عقلها ذكرى ذلك اليوم المشؤوم الذي قام فيه أخاها بقتل والديه وأخيه .
محاولات للإفلات من العقوبة :
حاول هنري أن يُضلل العدالة عشرات المرات ، حيث قال أن المسئول عن هذه الجريمة هما اثنان من الرجال السود ، حيث قال أنهما كانا يرتديان القناع ، وقد اقتحما الفيلا التي يعيشون فيها ، وقاما بتنفيذ الجريمة ، وكانت تلك هي روايته عن الحادث معتمدًا على فقدان أخته للذاكرة ، لأنها هي الشاهد الوحيد على الحادث .
وبعد العديد من التحريات والمحاولات للوصول إلى الجاني الحقيقي ؛ تم التأكد من أن هنري هو القاتل الحقيقي الذي أراد أن يصل إلى أموال أبيه بهذه الطريقة الإجرامية ، ولكنه قد فقد كل شيء حيث فقد أسرته ، كما فقد ميراثه البالغ ستة ملايين جنيه إسترليني ، حيث أن والده ترك ثروة تُقدر بمبلغ 12 مليون جنيه إسترليني ، وكان من المفترض أن يتم تقسيمها على هنري وأخته ، إلا أن اكتشاف جريمته حال بينه وبين الوصول إلى الأموال .