قصة الاحتجاز القاتل أصبحنا في عالم لا يوجد به شيء غريب ؛ فما هو من المفترض أنه أمر غير مباح ؛
أصبح شيئًا عاديًا في عالم تكدسّ بصنوف القسوة والجحود وتحجر القلوب ،
لقد تحولّ بعض الآباء في هذا العالم إلى وحوش كاسرة تمزق فريستها ببطئ وبلا رحمة ،
فأي أب هذا الذي يقتل فلذة كبده؟! ، وأي أم هذه التي تعتبر مرض ابنها أو ابنتها عار؟! ،
إنه ما حدث بالفعل في اليابان ، حيث قصة الاحتجاز المأساوية لفتاة بسبب مرضها ،
إنه الاحتجاز القاتل الذي ارتضاه لها والداها دون رحمة أو شفقة على حالها .
قصة الاحتجاز القاتل
فتاة في غرفة منعزلة :
كانت فتاة تنتمي إلى عائلة “كاكيموتو” في اليابان تعيش كأي فتاة ، حتى اُبتليت بالاصابة بمرض عقلي ،
والذي أصابها حينما بلغت السابعة عشر من عمرها ،
ففكر الوالدان على الفور في التخلص من مرض ابنتهما عن طريق عزلها عن العالم الخارجي ،
حيث أنهما يعتبران أن مرض الابنة عار ألمّ بهما ولابد من التخلص منه بأي شكل .
يُدعى والد الفتاة باسم “ياسوتاكا كاكيموتو” ويبلغ من العمر 55 عامًا ، ووالدتها هي “يوكاري” البالغة من العمر 53 عامًا ،
وقد اتفق العجوزان على وضع ابنتهما المريضة في غرفة مغلقة ضيقة لا تستطيع الخروج منها ،
ولا يتمكن أحد من معرفة مكانها أو الوصول إليها ، وبالفعل دخلت الفترة السجن الذي شيدّه والداها من أجلها .
كانت الغرفة التي تم احتجاز الفتاة بها ذات باب مزدوج ولا يمكن أن يتم فتحه إلا من الخارج ،
وقد قام الوالدان بوضع كاميرات مراقبة داخل تلك الغرفة ، من أجل ترقب كل خطوة من خطوات ابنتهما داخل هذا السجن الانفرادي ،
والذي دام طيلة خمسة عشر عامًا دون أن تأخذهما الشفقة بهذه الابنة المسكينة التي كان كل ذنبها في هذه الحياة أنها أصيبت بمرض عقلي لا يد لها فيه .
موت الفتاة :
في غرفتها الصغيرة وبعد مرور خمسة عشر عامًا ؛ ماتت الفتاة اليابانية مودعة ذلك السجن الذي لم يرحمها ، فقام الوالدان بإبلاغ الشرطة عن وفاة ابنتهما ، وهما بذلك يُبعدان عنهما أي شبهة جنائية ، حيث أنهما اعتقدا أن بموت ابنتهما ؛ فإن الحقيقة قد ماتت ، ولكن الوضع كان مختلف تمامًا ، حيث تبينّ كيفية تورطهما في مقتل تلك الفتاة .
شبهة جنائية :
ذهب رجال الشرطة لفحص جثة الفتاة ، حيث أنهم وجدوها متجمدة وقد بلغ وزنها 19 كيلو جرام فقط ، وهو وزن غير طبيعي لفتاة كانت قد بلغت من العمر 33 عامًا ، ومن هنا بدأت الشكوك تثار حول الوالدين ، وبعد إجراء التحقيقات حول الأمر لم يستطع العجوزان إخفاء ما قد قاما به بحق هذه الفتاة من جرائم تخطت كل الحدود ، حيث أنهما اعترفا أنهما كانا يقدما لها الطعام مرة واحدة فقط في اليوم ، وهو ما تسبب في إصابتها بسوء التغذية على مدار كل تلك الأعوام ، حتى تدهورت حالتها إلى أن ماتت في محبسها .
كان الوالدان يقتلان ابنتهما ببطء شديد ، وتركاها لتتعذب وحدها في غرفة لا تتعدى الثلاثة أمتار ، وهو ما جعل الوالدان متهمان أمام القانون وأمام العالم أجمع بقتل ابنتهما ، وقد تم إحالتهما من أجل إتمام التحقيقات في هذه القضية المؤلمة ، والتي بدت وكأنها قتل متعمد في الخفاء ، حيث كان الوالدان يحاولان سحق الحقائق ، غير أنهما لن يستطيعا الهروب من ذنبهما إلى الأبد .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا