المجرمون عادة ما يكون لكل منهم طريقة محددة ، ولكن في النهاية مهما اختلفت الطريقة ، فالقتل هو الشيء الوحيد ، غير الفطري الذي لا يمت للإنسانية ، من قريب أو بعيد حتى وإن تعددت الوسائل ، ولعل ما أتى به الثنائي بيتكير وروي من أفعال ، هي أشد دليل على وجود خلل واضح ، لدى البعض تجاه الآخرين .
نشأة لورانس بيتكير وروي :
كان لورانس ابنًا لشابين ، قررا عدم الإنجاب ، ولكن شاء القدر أن يأتي لورانس ، عام 1940م ، حيث ولد بولاية بنسلفانيا ، ولعدم قدرة والديه على تربيته والتكفل بشؤونه ، أودعاه إحدى دور رعاية الأيتام ، فتبنته عائلة صغيرة ، كان والده بالتبني عاملاً في مصنع للطائرات ، وكانت والدته ربة منزل ، إلا أن طبيعة عمل والده فرض عليهم ، الكثير من الانتقالات وعدم الاستقرار في مكان واحد ، مما تسبب في عزلة لورانس فلم يكون أصدقاء .
كان لورانس قد وصف بأنه حاد الذكاء ، وفقًا لاختبارات الذكاء العالمية ، لدرجة تصنيفه بين درجات العلماء والمخترعين ، تم القبض على بيتكير وهو بعمر الثانية عشرة ، في عدد من الجنح التي ارتكبها في سن صغيرة ، بدلاً من استغلال ذكائه في شيء مفيد ، فترك دراسته وألقي القبض عليه ، بتهم سرقة متاجر وسيارات ، ليقضي عقوبة بالسجن ، منحته الفرصة للقاء روي .
يصغر إنروي نوريس بيتكير ، بثمانية أعوام ، وكان قد ألقي القبض عليه أيضًا في عدد من جرائم السرقة ، ليتعرفا على بعضهما البعض في السجن ، ويتفقا على الشر الكامن بكل منهما .
جرائم الشريكان :
كان لقائهما بالسجن كارثي ، على النساء فيما بعد ، حيث وجد كل منهما في الآخر ظهرًا وسندًا ، ضد اعتداءات الآخرين عليهما ، فتقاربا أكثر وتحدثا سويًا ، بكل ما يعتمل في أنفسهما المريضة ، من تطلعات قذرة في اختطاف النساء ، واغتصابهن وتعذيبهن حتى الموت ، ولم يكدا يتفقا على ما فكرا فيه ، حتى فعلاه حقيقة ، إثر خروجهما من محبسهما .
خرج بيتكير أولاً ، وعمل ميكانيكيًا حتى لحقه نوريس ، وكان بيتكير قد وفر ثمن شاحنة وساعده روي ببعض المال ، واشتريا شاحنة أطلقا عليها شاحنة الموت ، واتفقا على اختطاف النساء اللواتي ، يقعن أمامهما على الطرقات عقب تعطل سياراتهن ، أو أن تكون السيدة ضلت طريقها ، فيسهل الحصول عليها واغتصابها في الشاحنة ، ثم الإجهاز عليها بأدوات التعذيب ، حتى تفارق الحياة .
كانت الضحية الأولى فتاة ، في السادسة عشرة من عمرها ، خرجت لحضور حدث ما بإحدى الكنائس ، في المدينة وهو آخر مكان شوهدت فيه حية ، وبعد ذلك انطلقت الفتاة نحو منزلها ، فتوقفت الشاحنة إلى جوارها ، وقام المجرمان باختطافها من الطريق ، واغتصابها داخل الشاحنة ثم تعذيبها حتى لقيت مصرعها ، بعد أن قبضا على رقبتها بسلك رفيع .
ما إن انتهي المجرمان من فعلتهما ، قاما بإلقاء الجثة في وادٍ صخري ، لتأكل الذئاب الجثة ويتخلصا من أثرها .
لم يمض الكثير من الوقت ، حتى وجدا ضحيتهما الثانية ، وكانت في الثامنة عشرة من عمرها ، وتم اختطافها واغتصابها وتعذيبها ، مثل الفتاة الأولى ، واستمرت عمليات الاختطاف والتعذيب لكل الضحايا ، حتى وصل مجموعهن أربعة ضحايا ، وكانوا في كل مرة يتركون الجثث مشوهة والضحية معذبة ، حتى تصل الجثث للمشرحة ، فلا يستطيع الأهل التعرف على ابنتهم! أي وحشية تلك .
لم يكشف البحث المستمر ، عن هوية الفاعلان بل ازداد الأمر تعقيدًا ، خاصة مع حرصهما الشديد في التنفيذ ، ولكن الضحية الأخيرة كانت هي الأكثر شهرة ، حيث لم يكتفيا بالاختطاف والاغتصاب والتعذيب ، بل سجلوا شريطًا صوتيًا لجلسة تعذيبها .
كانت الضحية الأخيرة ، تعمل في المقهى الذي يجلس به المجرمان ، وعقب الانتهاء من عملها ، بحثت عمن يقلها إلى منزلها ، فعرض عليها المجرمان توصيلها ، فوافقت باعتبارهما عميلان معروفان لها ، وكان ذلك هو الخيار الأسوأ في حياتها ، فبمجرد دخولها شاحنة الموت ، حتى لقيت عذابًا شديدًا ، تمعن به المجرمان ، حتى أنهما سجلا لحظات التعذيب تلك .
المحاكمة :
في أحد الأيام التقى نوريس ، بأحد المسجونين معه ، كان قد خرج لتوه من السجن ، وفي لحظة صفاء أخبره نوريس بما فعلاه ، هو وبيتكير ، وكان هذا الزميل تحت المراقبة ، فخشي أن يتورط معهما بالأمر ، فبادر بسؤال محاميه عن الأمر ، فنصحه بالتوجه للشرطة وإخبارهم بما يحدث ، وكان هذا هو الخيط الذي قادهم إلى المجرمين .
تم إلقاء القبض على على نوريس ، أثناء قيامه بشراء المواد المخدرة ، واعترف على مكان بيتكير فورًا ، فتم إلقاء القبض عليه أيضًا ، جلس الجميع في قاعة المحاكمة ، أسر الضحايا الباكون ، والمجرمان اللذان لم يظهرا أية ندم ، على ما فعلاه بحق الضحايا ، وتم تشغيل التسجيل الصوتي ، الذي جعل كل من بالقاعة بين التقيؤ والبكاء الشديد ، لما سمعوه بالشريط .
وتم الحكم على نوريس بالحكم بالسجن مدى الحياة ، بينما حُكم على بيتكير بالإعدام ، وظل في دائرة الانتظار حتى وقتنا هذا .