بعض جرائم القتل ، تحدث بلا تخطيط ، وإنما تكون في لحظة يرغب فيها القاتل ، في إخفاء جريمة تعادلها ، أو أقل منها ضررًا على الضحية ، مثل بعض جرائم السرقة والتحرش والاغتصاب ! وهذا هو ما حدث مع الراهقة هانا فوستر ، التي اختُطفت وتم اغتصابها ثم قُتلت على يد مغتصبها ، من أجل ألا تتفوه ، وتقوم بالإبلاغ عنه بشأن الاغتصاب .
كانت البريطانية هانا فوستر ، البالغة من العمر 17 عامًا ، قد اختطفت واغتُصبت وقتلت في ساوثامبتون ، في عام 2003م المنصرم ، وكانت فوستر قد قتلت على يد مهاجر هندي ، يدعى مانيندر بال سينغ كوهلي ، وقد عثر رجال الشرطة على جثة فوستر ، عقب مرور يومين على اختفائها ، في ويست إند المجاورة ، للمكان الذي قتلت فيه في ساوثامبتون .
تفاصيل الجريمة :
كانت هانا فوستر الطالبة بثانوية ساوثامبتون ، والمتوقع أن تدرس الطب بالجامعة نظرًا لتفوقها الملحوظ ، قد خرجت مع بعض الأصدقاء ، عقب انتهاء اليوم الدراسي ، للترفيه وتناول بعض المشروبات .
وعقب أن انتهى الجميع من قضاء يوم ترفيهي بسيط ، ذهب كل منهم في طريق ، فاستقلت صديقة هانا الحافلة من أجل العودة للمنزل ، بينما فضلت هانا في تلك الليلة أن تعود إلى منزلها ، سيرًا على الأقدام ، حتى منزلها الكائن في هامبشاير .
في أثناء سيرها ، شاهدها مانندر بال سينغ كوهلي ، ذو الأصول الهندية ، وهو يقود سيارة توزيع شطائر البيتزا ، حيث يعمل وجال في خاطره أمر ما ، فانحرف بالسيارة صوب هانا ، التي كانت تسير وحدها ، ولا يوجد غيرها بالطريق ، وحملها معه بالسيارة إلى منزله .
قبل أن يستطيع كوهلي الإمساك بهانا ، كانت الأخيرة قد أجرت اتصالاً برقم الطواريء 999 ، على أمل أن تنج بنفسها من تلك الورطة الحقيقية ، التي لاحت أمامها بشدة ، وظهر بالاتصال أن فوستر تتحدث إلى شخص ما ، يتحدث بلهجة آسيوية واضحة ، تم العثور على جثة فوستر عقب يومين من اختفائها ، بين بضعة شجيرات في ممر ريفي خارج ساوثامبتون ، وبالفحص الطبي تبين أن الفتاة قد تعرضت للاغتصاب والقتل خنقًا .
فر كوهيلي عقب اكتشاف الجريمة ، إلى الهند بوقت قصير ، ولكن سرعان ما وقع عليه اختيار المحققون ، كمشتبه به رئيس في القضية ، وتم إبلاغ السلطات الهندية ، إلا أن الأخيرة قد فشلت في الإمساك به ، حتى اضطر والد هانا للذهاب إلى الهند بنفسه ، وبدأ في نشر عددًا من الإعلانات طلب فيها من الجميع ، إمداداه بأية معلومات بشأن تواجد كوهيلي .
قام والد هانا خلال العشر أيام ، التي مكث فيها داخل الهند ، بعقد عددًا من المؤتمرات الصحفية ، وقام بفتح خط ساخن ، من أجل الحصول على أية معلومات بشأن كوهلي ، وبالفعل تفاعل الكثيرون مع قضيته ، وأصبح تواجده بالهند ، محل اهتمام للصحف المحلية ، وتم اعتقال كوهلي عقب مضي خمس أيام بعدها ، حيث كانت شرطة هامبشاير قد أعلنت عن مكافأة قدرها ، خمس ملايين دولار ، لمن يدلي بمعلومات بشأن كوهلي ، وعقب إلقاء القبض عليه ، نفت زوجة كوهلي وشقيقه ، الذي يعمل ضابطًا بالشرطة الهندية ، تورطه في جريمة مثل هذه .
كان أحد سائقي التاكسي ، هو من أدلى بمعلومات بسيطة بشأن كوهلي ، حيث احتاج كوهلي لاستقلال سيارة أجرة ، لجزء من الوقت ، وحصل الرجل على ربع مليون روبية هندية كمكافأة ، وقام الرجل بإنشاء مدرسة باسم هانا ، وفي عام 2006م عندما زار السائق دارجيلنغ ، استمع والدا هانا إلى قصته ، وقاما بتعيينه لديهما سائقًا خاصًا .
الاعتقال والمحاكمة :
تم إلقاء القبض على كوهيلي في يوليو عام 2004م ، في منطقة دارجيلنغ في البنغال الغربية ، حيث كان يحاول الفرار متخفيًا نحو نيبال ، وعقب أن تم إلقاء القبض عليه ، أقر كوهلي بجريمته وأنه قد أنهكه الهروب .
اعترف كوهيلي باختطاف هانا واغتصابها ، أثناء مقابلة تليفزيونية معه ، وقال عقب الإقرار بجريمته ، أنه لم يكن يفكر في قتل الفتاة ، ولكن عقب أن اغتصبها اضطر لقتلها ، لأنها رفضت التكتم على فعلته بشأنها ، وتم وضعه بمخفر الشرطة ، إلى أن تم ترحيله صوب المملكة المتحدة ، في يونيو 2007م ، ليتم توجيه تهمة الاختطاف والاغتصاب والقتل ، لهانا فوستر كما تم اتهامه بالكذب وتضليل العدالة ، في محكمة وينشستر كراون .
وفي نوفمبر 2008م ، أدين كوهلي البالغ من العمر 41 عامًا ، بكافة التهم الموجهة إليه ، في محكمة وينتشي كراون ، لينال حكمًا بالسجن المؤبد ، مع الحد الأدنى الموصى به وهو 24 سنة ، لتعرب الأسرة عن خيبة أملها في الحكم ، حيث كانت العائلة على أمل أن يقضي كوهلي بقية عمره ، داخل السجن .
وبموجب توصية قاضي المحاكمة ، من المتوقع أن يظل كوهلي في السجن حتى عام 2030م ، حتى يبلغ من العمر 63 عامًا .