يعد حادث اختطاف الطفلين والتر وتشارلي ، من أولى حوادث الاختطاف التي عرفها التاريخ الأميركي ، يطلب فيها فدية لعودة الضحايا ، وقد تم نشر تفاصيل هذا الحادث الغريب آنذاك ، على المجتمع الأميركي ، في كل وسائل الصحافة والإعلام .
يوم الحادث :
خرج الطفلان تشارلي أربع أعوام ، ووالتر ست أعوام للعب أمام باب المنزل ، الذي تملكه عائلتهما ، وأثناء انهماكهما في اللعب ، مرت أمامهما عربة تجرها الخيول ، ونزل منها أحد الرجلين الذين كانا بداخلها ، وعرض أحدهما على الطفلين أن يذهبوا جميعًا ، ويأتي لهما بالحلوى فوافق الطفلان ، وركبا مع الرجلين ، وانطلقت العربة إلى حيث المجهول .
ذهبت العربة إلى المدينة المجاورة ، من منزل الطفلين وبدأ تشارلي بالبكاء ، فقام أحد الرجلين بالتوقف أمام متجر للحلوى ، وأعطى والتر بعض المال ، ليشتري حلوى لهما ، ففرح الطفل وهبط إلى حيث المتجر ، ودخل يشتري الحلوى ، وما أن خرج حتى لم يجد أحدًا ، لا العربة ولا شقيقه .
عاد السيد روس والد الطفلين من العمل ، ليخبره أحد الجيران أن الطفلين قد ذهبا برفقة رجلين ، في عربة تجرها الخيول ، وبالبحث عنهما علم روس أن طفليه قد اختطفا ، وفي المساء كان بعض الناس قد عثروا على والتر ، الذي وقف إلى جوار الحائط باكيًا .
لا يعرف كيف يعود للمنزل ، ولا يجد شقيقه الصغير إلى جواره ، ووجده رجل ما وعلم منه مَن والده ، فأعاده إلى ذويه ، الأمر الذي دفع ببعض الأمل لدى روس ، خاصة أن والدة الطفلين لم تكن بالمدينة ، وقد سافرت للعلاج من مرض ألمّ بها ، ولم يشأ روس أن يخبرها بما حدث ، ولكن الصحف بدأت تنشر الحادث فعلمت والدة الطفلين بما حدث معهما .
في البداية بدأ روس يتلقى ، مراسلات بريدية من مدن مختلفة وبخط رديء ، وأخطاء إملائية توحي بأن الخاطف ، ذو تعليم ضعيف للغاية ، وقد هدده بقتل تشارلي إذا لم يدفع فدية مقابل الحصول على الطفل ، وكان قد طلب أكثر من أربعمائة ألف دولار ، فدية للطفل وحذره من تدخل الشرطة ، حتى لا يجهز على الطفل .
ما لم يكن يعلمه أحد ، أن روس بالفعل تاجرًا للأقمشة والملابس ، إلا أنه كان غارقًا في الديون وليس لديه مبلغًا مثل هذا المطلوب منه ، واضطر إلى إبلاغ رجال الشرطة ، من أجل مساعدته .
بعد أن انتشر خبر اختطاف والتر ، بدأ كل من بالمدينة في التعاطف مع الأسرة ، وأقاموا سرادقات لجمع تبرعات لاستكمال المبلغ المطلوب ، من أجل عودة الطفل ، وقام البعض بنشر ملصقات في كل مكان ، تحمل صورة تشارلي ورغبة في الإدلاء بأية معلومات تقود إليه ، ولكن بعد أن تم جمع المبلغ المطلوب ، اختفت العصابة الخاطفة للطفل ، وانقطعت أخبارهم .
عقب مرور خمسة أشهر من عملية الاختطاف ، هاجم لصين منزل قاضي المدينة ، وكان شقيقه يسكن بالقرب منه ، وأخبره بعض الجيران أن هناك جلبة آتية من منزل القاضي ، فاصطحب عددًا من رجاله ، وحملوا بنادقهم وبالفعل ، لمحوا اللصين وهما يهربان تحت جنح الظلام ، فأمطروهما بالرصاص ، وسقطا أرضًا .
مات أحد الرجلين وسقط الآخر محتضرًا ، إلا أنه كان قبل ساعتين من وفاته ، قد أقر بأنهما هما من اختطفا الطفل تشارلي ، ولكنه لم يخبر عن مكانه ، وقال أن الرجل المتوفى هو من كان يعلم مكان الطفل ، وبعد أن توفيا تم إحضار والتر ليشهد ، بأنهما بالفعل الرجلين الذين اختطفاه مع شقيقه .
ظلت الجهود للبحث عن تشارلي ، ولكن دون جدوى لسنوات طويلة ، حتى أن والديه قد توفيا قبل أن يعثرا عليه ، وقد تقدم العديد من الأشخاص ، لإثبات أنهم تشارلي المفقود ، إلا أن كافة الفحوص أكدت أنهم مخادعين ، ولم يعثر على تشارلي أو يعلم أحدهم هل قُتل الطفل ، أم كان على قيد الحياة ، لفترة طويلة من الوقت وضل طريقه .