تقع بلدة بيلميز في شمال إسبانيا ، وهي بلدة صغيرة تتمتع بالسلام والهدوء إلى حد ما ، إلا أنهم في أحد الأيام ، استيقظوا جميعًا ، على أمور عجيبة تحدث في أحد منازل البلدة ، تلك الظواهر العجيبة ، التي جذبت وسائل الإعلام ، والخبراء من أماكن متفرقة حول العالم لفك هذا اللغز ، ومحاولة التوصل إلى تفسير واضح له ، ولكن دون جدوى حتى وقتنا هذا .

بداية ظهور اللغز :
كانت السيدة ماريا بيريرا ، تقف داخل غرفة الطهي لإعداد الطعام لزوجها وابنها ، وبعد الظهيرة لاحظت أن حجرًا أسمنتيًا ، قد ظهر عليه شيء ما ، فاقتربت من الحجر أكثر ، لتكتشف أن ما ظهر على الحجر هو رسم لوجه امرأة ، ظلت ماريا تحاول تنظيف الحجر ، إلا أن الوجه كان يزداد وضوحًا !

ظلت ماريا تنتظر عودة زوجها ، وقصّت عليه ما حدث ، فبدأ في محاولة لمساعدتها في تنظيفه ، إلا أن الوجه ازداد وضوحًا ، عاد ابنهما من الخارج ، وسمع ما رواه والديه ، فما كان منه سوى أن نزع الحجر ، ووضع بدلاً منه حجرًا آخر ، وبقي المكان بى وجه ، فارتاحت أمه وواصلوا هم حياتهم بشكل طبيعي .

لم تمض سوى بضعة أيام ، حتى ظهر وجه آخر ، على أحد الأحجار بالمطبخ ، ولكن في مكان آخر ، نظرت ماريا جيدًا ، إنه ليس وجه المرأة بل وجه آخر ، ولم تلبث لحظات حتى بدأت بضع وجوه ، في الظهور بأماكن متفرقة في المكان ، ثم انتقلت إلى كل ركن بالمنزل ، وليس المطبخ فقط .

بدأت الأسرة الصغيرة تتساءل عن حل لأزمتها ، فعلم الكثيرون بشأن ما يحدث بالمنزل من ظاهرة خارقة ، فبدؤا يتوافدون من أجل مشاهدة تلك الوجوه ، وبالفعل شاهد الكثيرون تلك الوجوه وهي تتشكل أمام أعينهم ، وكان بعضها يظهر ويختفي في نفس اليوم ، وأخرى تتبدل ملامحها خلال ساعات ، مع ظهور لأجزاء من الجسد ثم تختفي أيضًا .

وعندما كان يتم محاولة إزالتها ، كانت تتحول الوجوه إلى الحزن ، وإذا ما انتزعت الأحجار للفحص ، كانت الوجوه تختفي عنها ، ولا تظهر سوى عقب عودة الحجر إلى مكانه ، وتختفي ثانية إذا ما تم تركيب الحجر ، مرة أخرى .

بدأ العديد من الخبراء ، من كبرى الجامعات في العالم بالتوافد على المنزل ، من أجل الفحص والتدقيق في الأحجار ، وحصلوا على البعض منها لفحصها ، إلا أن الفحص لم يزدهم غير الحيرة ، فالمكونات لا يوجد بها شيء ، مختلف عن باقي الأحجار الأخرى ، حيث ظن الجميع ، أن هناك مادة ما قد تكون هي المتسببة في ظهور مثل تلك الرسوم ، وعندما فشل الأمر ، بدأ العلماء في محاولات أخرى ، فوضعوا مجسات سمعية ، لالتقاط الذبذبات الصادرة من داخل الحجر .

والتي لا يمكن للأذن البشرية أن تسمعها ، وبالفعل كانت المفاجأة ، حيث التقطوا عدة أصوات وتم تحليل الكلمات التي وردت بها ، وكانت من بينها ( الجحيم يبدأ من هنا ، وإنهم جميعًا أموات ، وإننا نعاني) ، تلك الكلمات كانت كفيلة ، لتدفع المحقق لطلب السيدة ماريا ، بسؤالهم عن سر مجيئهم إلى منزلها ، فكانت الإجابة ؛ أن ذلك بسبب سوء المعاملة .

فرضيات :
ظلت الفرضيات المتضاربة في هذا الموضوع كثر ، ولكن لم يتم ترجيح إحداها حتى الآن ؛ فتارة يقال أن ماريا كانت تمتلك قدرات خارقة ، يمكنها تحريك الأشياء عن بعد ، والتحكم في رسم تلك الوجوه عن طريق عينيها ، إلا أن هذه الفرضية تم دحضها ، فهي يجب أن تتواجد بالمكان من أجل ذلك ، وتبذل جهدًا خرافيًا لرسم الوجوه .

أما الفرضية الثانية ، والتي كانت الأقرب إلى التصديق حتى الآن ، هي أن المنزل قد بني فوق مقبرة ما ، وبالفعل عندما تم الحفر لأمتار عميقة تحت أرض المنزل ، تم الكشف عن عدد من الهياكل العظمية ، لمراهقين مقطوعي الرؤوس ، ويبدو منها أنهم قد تعرضوا للتعذيب ، وبالكشف عن تاريخ المقبرة ، تبين أنها كانت قد بنيت في القرن الثالث عشر ، وكانت في البداية مقبرة رومانية ، ثم تحولت إلى مقبرة إسلامية ، تلاها تحولها لمقبرة مسيحية ، ويبدو أن أعمال الحفر بالكنيسة المجاورة للمقبرة ، هي ما جعلت تلك الأرواح غير مستقرة في مرقدها .

By Lars