في ليلة الرابع من يوليو عام 1954م ، اكتشفت جثة السيدة مارلين شيبارد ، زوجة الطبيب سام شيبارد ، وهي قتيلة في غرفة نومها ، ووقع الحادث في منزل الزوجين ، بقرية باي في ولاية أوهايو ، حيث نفى الزوج المكلوم ، ضلوعه في مقتل زوجته ، فمن قتلها ؟
ليلة الحادث :
روى الطبيب سام شيبارد ، أحداث الليلة السابقة لمقتل زوجته ، وقال أنهما قضيا ليلة ممتعة في منزلهما ، وانضم لهما جيرانهما ، دون ونانسي وطفليهما ، لتناول العشاء والتحلية ثم الجلوس وتناول المشروبات .
عقب العشاء جلس الجميع يتأملون الغروب ، وتناولوا بعض المشروبات ، وجلسوا لتبادل أطراف الحديث ، عقب أن خلد الأطفال للنوم ، فقامت السيدتان بوضعهما في الفراش ، ثم عادا إلى الجلسة الجماعية ، انصرف دون ونانسي برفقة الأطفال ، وخلد سام إلى النوم ، عقب قضائه ليوم طويل بالمشفى ، الذي يعمل به وسرعان ما صعدت زوجته إلى الطابق العلوي ، من أجل النوم .
في منتصف الليل هاتف سام صديقه ، وأخبره أن يأتي إليه مسرعًا ، وأنه يشك بأن هناك من قتل مارلين زوجته ، هنا اندفع صديقه وزوجته إلى السيارة ، وقادا حتى وصلا إليهما ، ووجدا سام يجلس على الأريكة في مدخل المنزل ، وهو نصف عار ويمسك برقبته .
روى سام أحداث تلك الليلة ، وقال لضباط الشرطة ، أنه كان نائمًا بالطابق السفلى ، ثم سمع صوت مارلين تصيح به منه الأعلى لمساعدتها ، فهرع إلى الطابق العلوي حيث غرف النوم ، فوجدها ملقاة على الفراش ووجهها مشوه بأكلمة ، وإلى جوار الفراش يقف رجلاً يرتدي شيئًا أبيض اللون ، بدأ سام يتصارع مع هذا الشخص المجهول ، ولكنه أصابه برقبته ففقد وعيه ، ثم استفاق ليجس نبض زوجته واعتقد أنها قد ماتت ، فانطلق مستنجدًا بصديقه وزوجته .
وفي تلك اللحظة ، ذهب سام للاطمئنان على ابنه بالغرفة المجاورة ، فوجده نائمًا في فراشه ، وفي تلك اللحظة انتبه للرجل الغامض على شاطئ بحيرة إيري ، فانطلق نحوه واشتبك معه مرة أخرى ، ووصفه بأنه رجل طويل القامة وكثيف الشعر ، وقد كال له اللكمات ، حتى فقد وعيه مرة أخرى .
عقب حضور رجال الشرطة ، وجدوا جثة مارلين راقدة فوق الفراش ، ووجهها مشوه بالكامل بالكاد يمكن التعرف عليها ، بسبب الكثير من الطعنات بالوجه والرأس ، وتناثر الدماء في كل مكان بالغرفة ، ويبدو من وضع الجثة أنها قد تعرضت للتمثيل بها بعد القتل ، وأثبت فحص الطبيب الشرعي ، أن مارلين كانت حاملاً بطفل ذكر يبلغ من العمر ، أربعة أشهر .
بدا أن المنزل قد تعرض لحالة من السطو ، ولكن الغريب هو أنه لم يتم سرقة شيئًا من المنزل ، وكأن السارق ظل يتلف في الأشياء ، ويخرب بعض الكؤوس الخاصة بسام ومارلين ، دون أن يسرق شيئًا .
واصل المحققون عملهم ، وبدأت الشكوك تتجه صوب سام شيبارد ، فالمنزل لا تدلل تفاصيله عن اقتحام جبري ، أو عنف في دخول المنزل ، كما لم يُسرق منه شيئًا ، وكأن من فتح الأدراج وعبث بمحتويات المكتب والمنزل عمومًا ، قد أراد أن تتجه الشكوك نحو عملية سرقة ، ولهذا تواصلت الجهود من جانب المحققين للحصول على المزيد من عينات الدماء ، وبصمات الأصابع من داخل المنزل .
ذهب المحقق جربر المسئول عن القضية ، إلى المشفى الذي يعمل به سام ، لمقابلته لعشر دقائق ، تمكن بعدها من ال حصول على بعض ملابس سام من المشفى ، وبفحصها تبين وجود بقعة دماء كبيرة ، على ركبة السروال اليسرى ، مما يعني أنه قد ركع في دماء! فاتجهت شكوكه أكثر صوب سام .
هنا أمر المحقق بعض زملائه ، بالذهاب إلى سام بالمشفى والحصول منه على اعتراف كامل ، بالضلوع في قتل زوجته ، إلا أن سام تمسك بروايات متضاربة ، ومعلومات متخبطة دون أن يعترف بشيء ، وفي النهاية أقر شيبارد أنه كان يحب زوجته وأنه لم يفعل هذا ، وبدأت القضية تأخذ منحى جديدًا ، بالدفاع عن سام ضد هذا الاتهام ، حتى حصل على إخلاء سبيل ، بعد السجن لبضعة أعوام .
عاد سام لممارسة مهنته في الجراحة ، ولكن مع مهارات متدنية ومشاكل خطيرة ، في تناول الخمور والكحوليات ، مما تسبب في إخفاقه بعمليتين جراحيتين ، مات على إثرهما المريضين .
في نفس الوقت كان سام قد تزوج من سيدة تدعى أريان ، كانت تعاني من خيانة سام الدائمة لها ، وطلبت الحصول على الطلاق ، فقادته كل تلك الظروف ، إلى الظهور كمصارع في إحدى حلبات المصارعة ، وعرف في عام 1969م باسم القاتل شيبارد .
بحلول عام 1970م ، كان شيبارد يبلغ من العمر 46 عامًا ، وفي ليلة 6 إبريل انكفأ شيبارد على وجهه وهو يتقيأ دمًا ، في مطبخ منزله ليتم نقله إلى المشفى ، وقد توفى في الطريق قبل أن يستطيع المسعفون إنقاذه ، وتم تشخيص سبب الوفاة بأنه مرضًا بالكبد ، نتيجة تناوله للكحوليات بشراهة .
في عام 1997م تقدم ابن سام ، بدعوى مدنية طالب فيها ، بتعويض لوالده عقب اتهامه زورًا بقتل والدته ، وبالفعل تم استخراج الجثتين ، وإخضاعهما للتحليل الجنائي والفحص للحمض النووي.
وبعد جدل طويل في تلك القضية ، انتهت هيئة المحلفون بأن سام ، من المحتمل أن يكون قد فعل الجريمة حقًا ، وانحازوا مرة أخرى إلى المقاطعة التي أدانته من قبل ، وأنهم مقتنعون بأن الأدلة كلها ، تشير إلى ضلوع سام في مقتل زوجته ، وأن هذا الرأي هو الأقرب إلى الحقيقة.