جاك شاب ثلاثيني ، جلس في قاعة المحكمة ينتظر الحكم عليه ، ثم سمع الحكم بالإعدام يصم أذنيه عما حوله ، فسقط مغشيًا عليه ، ليستفيق وهو يرتدي البذلة البرتقالية ، فجلس يبكي في محبسه حتى أتاه سجّانه ، وأخبره أن القاضي قد حكم بالتنفيذ عقب مرور ثلاثة أشهر .

جلس جاك يفكر فيما آلت إليه الأمور ، وفي مصيره بأنه سوف يغادر تلك الحياة ، هنا أتاه سجّانه وسأله إن كان يريد شيئًا ، ففكر جاك قليلاً ثم طلب منه أوراقًا وقلمًا ، ليبدأ في كتابة بعض القصص ، فسأله السجان بخبث واضح ، هل ستكتب قصصًا في مجال الجريمة ؟ ولكن جاك أجابه ببساطة وكأنه لم يفطن إلى ما يرمي إليه ، وأخبره أنه سوف يكتب قصصًا رومانسية بالطبع .

فهي هوايته ولكنه أخطأ عندما لم ينميها ، فاندهش السجان قليلاً ، ثم أخبره أنه سوف يحضر له طلبه ، فطلب جاك أن يهتموا في السجن بنشر قصصه ، فأجابه سوف أمررها على الشرطية المقيمة لتقرأها أولاً ، وإذا ما وافقت سوف أبلغك بأن إنتاجك سوف يتم نشره ، وأغلق الباب خلفه .

بدأ جاك يفكر قليلاً عما سيكتب بعدما أحضروا له طلبه ، وشرع في الكتابة فورًا ، لينتهي من ثلاث قصص خلال شهر واحد ، هنا التفتت الشرطية المقيمة إلى ما كتبه جاك ، وبدأت تفكر كيف لمجرم أن يكتب مثل هذه القصص الرومانسية ، وأفصحت عن أفكارها لرئيسها بمصلحة السجون ، ولكنه أخبرها بأن عقول القتلة تكون مبدعة ، وخصبة لأقصى درجة ، ولكن الشرطية شعرت بأن هناك لغز ما في تلك القضية .

مرت الأيام واستطاع جاك أن يكتب مخزونًا جيدًا من القصص ، وكانت الشرطية كلما قرأتها تأثرت بها كثيرًا ، فذهبت إليه وأخبرته بإعجابها عما خط بيديه ، فسعد كثيرًا مما أثار شفقتها نحوه ، فقد نسي تمامًا أنه سوف يموت عقب شهرين فقط ، كيف لمجرم أن يكون عاطفيًا هكذا ؟

سألته الشرطية هل أحب من قبل ؟ فأخبرها أن نعم ، ولكنه نظر باشمئزاز وقال ليست زوجتى بالطبع ، فسألته من تكون إذًا ؟ تحمس جاك وبدأ يسرد قصته ، وقال للشرطية أول مرة شعرت بها بالحب كان تجاه زميلتي صوفيا ، ونحن طلاب صغار بالجامعة ، كانت رقيقة وحالمة وجميلة للغاية ، وأنا كنت خجل جدًا ، طيلة حياتي لم أستطع التعبير عما يجول بخاطري ، ودائمًا ما كنت أرتبك في حضرة أية فتاة .

وعندما قررت أن أفصح عما بداخلي ، اتجهت لكتابة قصصًا من خيالي تجمعني بها ، وعبرت عن كل ما أشعر به نحوها ، ولكن في أحد الأيام ، تركت أوراقي وذهبت للحمام فاستطاع أحد زملائنا ، أن يحصل على أوراقي ويقرأها ، وقام بإخبار الجميع بحبي لصوفيا ، مما تسبب في إحراج كبير لي ولها.

ولكن عقب أن انتهت موجة السخرية الشديدة ، جاءتني صوفيا في أحد الأيام ، وقد أحضرت لي سندوتشًا وجلست إلى جواري  ، تأكل ما يخصها وصمتنا نحن الاثنين ، وعندما انتهت نهضت ، وقالت لي لقد قرأت قصصك ، إنها حقًا رائعة ولكنني لست بكل هذا الجمال ، فانطلق لساني يخبرها كم هي جميلة حقًا .

واستمرت علاقتنا وعقب التخرج ، قدمنا أوراقنا في نفس الشركة ، ويوم المقابلة الشخصية لم تأت هي ، فاتصلت بها ولكنها لم تجب ، فقمت بالتواصل مع والدتها ، ولكنها لم تجب أيضًا ، فاضطررت للاتصال بشقيقها ، الذي أخبرني أن شحانة صدمت صوفيا ، وهي تنقذ طفلاً من العبور أمامها ، وماتت صوفيا .

سألته الشرطية متأسفة لما حدث ، ولكن متى تعرفت إلى زوجتك ؟ أقصد طليقتك الآن ، امتعض وجه جاك وقال ، ذهبت لفترة للعلاج النفسي عقب ما حدث ، وكانت والدتي مريضة جدًا ، وتوفيت أيضًا عقب وفاة صوفيا ، مما دفعني لاتخاذ القرار بالعلاج ، وعقب أن ذهبت قابلت طليقتي ، التي كانت تعمل سكرتيرة لدى الطبيبة ، وشعرت وقتها أنني قابلت صوفيا للمرة الثانية ، ولم أشأ ضياع الوقت فتقدمت لطلب الزواج منها ، في المرة الثالثة والعجيب أنها وافقت فورًا .

سألته الشرطية وهل كانت مثل صوفيا حقًا؟ فأخبرها بحزن للأسف كانت مثلها بالشكل ولكن الداخل ، ليس كما توقعته ، ظللنا طيلة عشرة أعوام لا ننجب ، ويشاء القدر أن أعلم بخبر حمل زوجتي قبل أن أُسجن بيومين فقط ، فاندهشت الشرطية وقالت يا له من خبر مؤلم ، تظل طيلة عشرة أعوام بلا طفل ثم ترزق به قبل سجنك ، حسنًا أيها الكاتب الكبير ، سأتركك الآن ولكن قبل أن أنصرف ، أود أن أسألك لم قتلت عشيقتك ؟ فامتعض جاك وقال لها لا أرغب بالحديث عن هذا الأمر.

حصلت الشرطية على ملف جاك ، وأتت بعنوان زوجته وهاتفها ، على الرغم من مخالفة هذا الأمر للقوانين ، ولكنها كانت مدركة بشدة أن جاك مظلومًا ، فبدأت في مراقبة طليقته والتي من المفترض ، أنها لم تحصل على طلب طلاقها منه من المحكمة بعد ، فشاهدتها تلتقي بشاب ما في أحد المقاهي ، واحتضنته فور رؤيته ، وتعيش حياتها وكأن من سيعدم لا يهمها في شيء .

فبدأت الشرطية تربط خيوط القصة ، كيف لتلك المرأة الإنجاب عقب عشرة أعوام كاملة من الحرمان ، يبدو أن هذا الطفل ليس طفلاً شرعيًا ، وأن للزوجة يد في الحادث الذي سوف يعدم جاك بسببه .

توجهت الشرطية للطبيبة النفسية وقصّت عليها ما بنفسها ، فأخبرتها الطبيبة أنها لم تحزن يومًا على جاك ، وتصرفاتها عقب ما حدث ، تصرف إنسانة فرحة بما وصل إليه زوجها ، كما أنها سمعتها تتحدث بالهاتف إلى شخص ما ، وتطلق عليه حبيبها ، فاتفقت الشرطية مع  الطبيبة في التحرك سويًا ، لإثبات براءة جاك والتحقق من أمر الزوجة .

دعت الطبيبة الزوجة ، إلى جلسة لبعض المتزوجات اللاتي اتهم أزواجهن في قضايا قتل ، وينتظرون حكم الإعدام ، وكان من بينهن الشرطية المتخفية ، وبالطبع ذهبت الزوجة إلى الجلسة على مضض ، ولكنها لم تشأ أن تخذل الطبيبة التي تعمل لديها .

بدأت الجلسة وحضرتها الزوجة إليزابيث ، وبدأت الزوجات الأربع تروين قصصهن ، وشعورهن تجاه هؤلاء الأزواج القتلة ، ولكن تدخلت الشرطية في النهاية وقالت أما أنا فأشعر بالسعادة ، نعم لا تستغربن ما أشعر به ، فزوجي كان عنيفًا يهينني جدًا ، ويعاقر الخمور التي أجهزت عليه ، حيث ذهب لسرقة صاحب البقالة ليس من أجلي أنا وأطفالي ، ولكن من أجل أن يحصل على الخمور ، فقتله وحصل على عقابه .

أعجبت إليزابيث بجرأة تلك السيدة وشعرت أنها قريبة من شخصيتها ، فلحقتها عقب الجلسة وهنأتها على جرأتها وطلبت أن يتقابلا ، وكان هذا هو الهدف فوافقت الشرطية بالطبع .

ذهبت الشرطية إلى منزل إليزابيث ، وجلستا تحتسيان الخمور ، ولكن الشرطية كانت تلقي الخمر بين المزروعات ، دون أن تنتبه إليزابيث ، حتى سكرت الأخيرة ، فبدأت إليزابيث تداعبها نفسيًا ، وأخبرتها أنها من قتلت صاحب البقالة ، واتهمت زوجها في الجريمة حتى تتخلص منه ، وتذهب لعشيقها .

فقالت إليزابيث أنا أيضًا فعلتها ، هنا بدأت الشرطية في التسجيل الصوتي لإليزابيث ، وهي تعترف أنها كانت تحمل في طفلها من عشيقها ، ولشدة فرحة جاك بحملها أصر على إقامة حفل ، وطلب من جارتهم أن تأتيه لتساعده في تزيين المنزل ، وكان زوج الأخيرة يعلم أنها في منزلهم ، وعندما عادت إليزابيث وجدت الجارة وقد سندها الزوج ، عقب أن كادت أن تقع من أعلى السلم .

فظنت أنه يخونها فما كان منها سوى أن طرحتها أرضًا ، ثم ألقت عليها السلم بكل قوتها ، فسقط على أذنها وهي لا تعلم أنها ضربة مميتة ، فأخذت الجارة تنتفض بقوة حتى فارقت الحياة .

طلبت إليزابيث من زوجها أن يدفنا الجثة ، وألا يتحدثا بشأنها قط ، وذهبت لتدفنها في حديقة المنزل ، ولكن أتى رجال الشرطة عقب بلاغ قدمه الزوج ، ليجدوا الحديقة غير مستوية ، ويحفروا ويستخرجوا الجثة .

انطلقت الشرطية عقب تلك الجلسة ، إلى عملها وهي تحمل لاهية الطفل من فمه ، دون انتباه إليزابيث ، ثم ذهبت وأخذت ملابس جاك من السجن ، قبل أن يتم غسلها وحصلت منها على بعض خصل شعره ، ومنحت الدليلين للمعمل من أجل اختبار الأبوة .

بدأ جاك يصرخ عندما علم بأنه ليس والد الطفل ، وعندما سألته الشرطية بشفقة لمَ  يعترف بأنها هي من قتلت ، فأخبرها أنها عندما رأت رجال الشرطة ، صرخت ولطمت خديها ، ثم قالت كنت أعلم أنكما عشيقان منذ مدة ، ولكنني آثرت الصمت فلم قتلتها ، من أجلي ومن أجل الطفل القادم ، فانهار زوجها ولكمني بقوة ، فسقطت مغشيًا عليّ ، لأستفيق وأنا في السجن .

بدأت إعادة المحاكمة على إثر ظهور أدلة جديدة ، وحُكم على الزوجة إليزابيث بالسجن المؤبد ، نظرًا لعدم تعمدها القتل منذ البداية ، وتم منح حضانة الطفل لوالده الشرعي ، أما جاك فقد خرج لينشر مجموعته القصصية الرومانسية ، ويحصد إعجاب ملايين القراء ، وتصبح الشرطية زوجته .

By Lars