يزداد معدل حدوث الجرائم بزيادة الخلافات بين أفراد المجتمعات بمختلف طبقاتها وثقافاتها ، ولم تسلم طبقة المثقفين من الوقوع في خطيئة الإجرام والقتل ؛ حيث أصبح هناك العديد من الجرائم التي تنتسب إلى أشخاص مثقفين بل وأصحاب مناصب مهمة .
الصحفي القاتل :
إنه صحفي بريطاني يُدعى فرانسيس ماثيو ويبلغ من العمر 61 عامًا ، وكان يمارس عمله الصحفي بصحيفة “غلف نيوز” في دبي ، وقد ارتفع شأنه داخل الجريدة حتى وصل إلى منصب مسئول التحرير ، وقال رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها بأن ماثيو قد عمل بمنصب رئيس التحرير منذ عام 1955م وحتى عام 2005م ؛ وذلك قبل أن يتم تعيينه بمنصب مسؤول التحرير .
أكد رئيس التحرير أيضًا أن ماثيو شخص محترم ولديه دراية بالقضايا الخاصة بالشرق الأوسط ، كما أوضح بأنه قد حقق دورًا إيجابيًا قويًا بين أفراد الجالية البريطانية داخل دولة الإمارات على مدار خمسين عامًا .
جريمة قتل :
قام الصحفي فرانسيس ماثيو بإبلاغ الشرطة عن تعرض بيته إلى السرقة من قِبل مجموعة من اللصوص ؛ كما أخبر بأن زوجته قد تم الاعتداء عليها في هذه الحادثة ، وقد ذهب رجال الشرطة على الفور إلى مكان الحادث ، وهناك كانت الزوجة قتيلة ، ثم بدأت سلسلة من التحقيقات حول قضية مقتل زوجة الصحفي .
الاشتباه في الزوج الصحفي :
كان ماثيو يعتقد أن جريمته لن يتم اكتشافها بعد بلاغه عن حادثة السرقة لمنزله ؛ غير أن رجال الشرطة بدبي قد تمكنوا من الوصول إلى بعض الأسباب التي جعلت من الصحفي محض اتهام ، وقد صرحت الشرطة بوجود أربعة أسباب مهمة وراء الاشتباه به .
كان السبب الأول الذي فكر به رجال الشرطة هو أن ماثيو قد أبلغ الشرطة عن تعرض بيته إلى عملية سرقة ، وبعد أن ذهب رجال الشرطة إلى بيته لاحظوا أن هناك بعض الأشياء المبعثرة على الأرض منها ملابس وخزنة صغيرة ؛ فكانت هذه الخزانة مفتاح مهم للقضية وذلك لأنها خفيفة وسهلة الحمل ؛ ومع ذلك لم يأخذها اللصوص ولم يحاولوا أن يقوموا بفتحها ، وكانت هذه نقطة البداية في الشك بالزوج .
والسبب الثاني الذي ذكره رجال الشرطة هو أن ماثيو قد أخبرهم بأنه دخل إلى بيته واتجه إلى غرفة زوجته ثم فتح باب الغرفة وهو يظن في بداية الأمر أنها نائمة بالداخل ، وكانت هذه إشارة أخرى إلى الشك فيه ؛ لأن رجال الشرطة اكتشفوا أن مدخل البيت بأكمله ملطخ بالدماء ، وكان التساؤل كيف يدخل إلى الغرفة وهو يظن أنها نائمة رغم وجود آثار كثيرة للدماء داخل بيته .
وكان السبب الثالث الذي أوضحه رجال الشرطة هو أن ماثيو قد قال أنه حينما دخل غرفة زوجته ؛ حاول أن يوقظها حتى ترد عليه ولكنها لم تجبه لأنها كانت قد فارقت الحياة بالفعل ، وكان الأمر الذي يثير الدهشة هو أن ملابسه التي دخل بها المنزل واقترب بها من زوجته لم يكن عليها أي أثر للدماء حتى ولو نقطة واحدة فقط .
أما السبب الرابع الذي كشفه رجال الشرطة هو أن ماثيو بدا أثناء التحقيقات غير متأثر بما حدث ؛ حيث كان يُجيب على كل الأسئلة الموجهة إليه من قِبل الشرطة بنوع من البرود الذي جعله يبدو وكأنه يعرف الحقيقة كاملة دون أن تصيبه صدمة المفاجأة .
اعتراف القاتل :
وأخيرًا اعترف ماثيو بأنه قد قتل زوجته عن طريق استخدام مطرقة صلبة ؛ حيث قام بضربها على رأسها عقب حدوث مشاجرة بينهما ، وقد أصدرت محكمة الجنايات بدبي حكمها على الصحفي القاتل بالسجن لمدة عشر سنوات ثم يتم استبعاده بعد قضاء مدة الحكم .