كارول م. بوندي هي قاتلة أمريكية متسلسلة ، ولها شريك يدعى دوغ كلارك ، وتم إدانتهما بسلسلة من جرائم القتل ، في لوس أنجلوس خلال أواخر ربيع وأوائل صيف عام 1980م ، وكانت الضحايا من المومسات أو من المتسكعين.
نشأتها :
عانت بوندي من طفولة مضطربة ، حيث عاشت في كنف أبوين مدمنين ، على المخدرات والخمور ، وكانت أمها قد توفت وهي في سن صغيرة ، وعانت بوندي عندما بلغت الحادية عشرة من عمرها ، من تحرشات والدها الجنسية بها ، وحتى لا تشكوه إلى الشرطة ، قام والدها بتزويجها في عمر السبعة عشر عامًا لرجل يبلغ 56 عامًا .
بلغت بوندي عامها السابع والثلاثون ، وكانت حينها قد مرت بثلاث تجارب زواج ، فشلت جميعها نتيجة سوء المعاملة ، التي تعرضت لها ، من قبل أزواجها وكان لديها طفلين ، في هذا الوقت قابلت بوندي دوغ كلارك ، وكان كلارك هو مدير المبنى الذي تقطن به بوندي ، وفي هذا الوقت كانت بوندي .
قد أقامت علاقة غرامية مع جارها ، المغني جاك موراي ، وحاولت رشوة زوجته حتى تتركه لها! إلا أن زوجته أبت ما يحدث ، وأخبرت كلارك بأن يطرد بوندي من هذا المبنى ، فتم طردها ولكن علاقتها بموراي لم تنته ، فاستمرت بوندي في ملاحقته بكافة حفلاته ، حتى جلست برفقة كلارك طويلاً ، وبدآ يتبادلان أطراف الحديث ، وسرعان ما نمت بينهما علاقة ، ووجدا أنهما مشتركان في الكثير ، من الخيالات الجنسية المظلمة .
جرائم القتل :
كان كلارك يمتلك شقة بأحد الأحياء ، يلتقي فيها مع المومسات لممارسة الجنس ، وهناك أعجب كلارك بفتاة تبلغ من العمر أحد عشر عامًا ، فساعدته بوندي على الإيقاع بها ، وجذبها إليه واستخدام بعض الألعاب الجنسية وتصويرها عارية حتى لا تتفوه بما حدث معها فيما بعد ، ولكن طموح كلارك كان أكبر من مجرد ممارسة وبدأت شخصيته في التحول ، وأعلن لبوندي عن رغبته في قتل فتاة ، أثناء الممارسة الحميمة ليشعر برعشتها ، أثناء تقلصات الموت ، فأقنع بوندي بالخروج وشراء مسدسين لهما من أجل التنفيذ .
بدأت عمليات القتل في عام 1980م ، حيث عاد كلارك إلى البيت في إحدى الليالي ، وأخبر بوندي عن مراهقتين ، هما جينا نارانو وسينثيا تشاندلر ، اللتين كانتا قد التقطهما كلارك ، في الجانب الغربي من المدينة ، في ذلك اليوم ثم قُتلتا .
وكان كلارك قد أمر الفتاتين بممارسة الجنس الفموي ، ثم حضرت بوندي وأطلقت النار على رأسيهما ، قبل أن يسحبهما كلارك إلى المرآب ، ويمارس النيكروفيليا مع الجثتين ، ثم قام بإلقاء جثثهم بالقرب من طريق فنتورا السريع ، حيث تم العثور عليهم في اليوم التالي .
كانت بوندي تشعر بعدم الارتياح ، عقب اقتراف تلك الجرائم فقامت بالاتصال بالشرطة ، وأبلغت أن لديها معلومات بشأن عمليات القتل الأخيرة ، ولكنها رفضت تقديم أية أدلة ، على هوية كلارك .
عقب مرور اثني عشر يومًا على الجريمة الأخيرة ، ارتكب كلارك جريمة قتل أخرى ، ولكن هذه المرة لم تبلغ بوندي رجال الشرطة ، وكانت الضحايا هذه المرة سيدتان عازبتان ، هما كارين جونز وإكسسي ويلسون ، ومثلما حدث من قبل ، استدرجتهم كلارك إلى السيارة ، وأطلقوا النار عليهما وألقوا جثثهم عقب اغتصاب كلارك لهما .
وأثناء ارتكاب تلك لجرائم ، كانت بوندي مازالت مفتونة بجاك موراي ، وذهبت بوندي إلى إحدى حفلاته ، وجلست برفقته عقب انتهاء الحفل ، وأخبرته بما يحدث مع كلارك ، فانزعج موراي وأخبرها أنه قد يبلغ رجال الشرطة ، ومن أجل تجنب حدوث ذلك ، قامت بوندي بمهاتفة موراي ، وأخبرته أنه تنتظره بشاحنة بالقرب منه ، ودعته لممارسة الجنس داخل الشاحنة ، وعندما كانا سويًا أطلقت النار على رأسه .
ثم قطعتها ولكنها تركت خلفها أدلة كثيرة ، منها أنهما قد شوهدا معًا داخل الحانة ، قبل أن ينطلقا بسيارتها بالإضافة إلى سقوط ، أغلفة الرصاصة داخل الشاحنة ، وللأسف تحدثت بوندي مع زملائها بالحانة ، واعترفت بقتلها لموراي ، فهاتفوا رجال الشرطة وتم إلقاء القبض على بوندي ، التي اعترفت بجرائمها مع كلارك .
المحاكمة والإدانة :
تم إلقاء القبض على كلارك فورًا ، وتم العثور على الأسلحة التي استخدمها ، واتهمت بوندي بقتل موراي وضحية أخرى ، بينما اتهم كلارك بستة جرائم قتل ، وأثناء المحاكمة حاول محامي كلارك ، إلقاء اللوم على بوندي في كافة الجرائم ، إلا أن هيئة المحلفين لم تصدقه ، وتم الحكم عليه بالإعدام عام 1983م .
ومن ناحية أخرى ، قامت بوندي بتقديم صفقة قضائية بالشهادة في القضايا ، في مقابل حصولها على 52 عامًا إلى السجن مدى الحياة ، وتوفت بوندي في السجن ، بسبب قصور القلب في 9 ديسمبر 2003م ، عن عمر يناهز الـ 61 عامًا .